أحمد غراب الجماعات التكفيرية بمختلف مسمياتها وتوجهاتها تزداد توغلا وتغولا في البلاد العربية كلما زادت العربدة الامريكية بمنطقة الشرق الاوسط لذلك ندعو العلي القدير إن يجنب بلادنا حالة التشرذم والفرقة ليدرك ابناؤها ابعاد المؤامرة الغربية بزعامة امريكا لاعادة تقسيم المنطقة ورسم خريطتها من جديد.. ليست الايادي الامريكية العربية بعيدة عن اعادة نشر الجماعات التكفيرية بما فيها تنظيم القاعدة بعد إن غذتها وصنعتها علي اعينها لتنفيذ مخططاتها في مواجهة الاتحاد السوفيتي القديم بافغانستان وباكستان ، لكن يشاء الله المنتقم الجبار إن ينقلب السحر علي الساحر ويخرج علينا ايمن الظواهري زعيم تنظيم القاعدة ببيان تهديدي صريح لاوباما وادارته بنشر عمليات القاعدة علي نطاق واسع داخل الولاياتالمتحدةالامريكية في المرحلة القادمة.. لا يختلف اوباما كثيرا عن ايمن الظواهري فكلاهما وجهان لعملة واحدة ، الاول يضرب بالشرعية الدولية عرض الحائط ويقرر ضرب سوريا دونما انتظار لتحقيقات الاممالمتحدة ، والثاني ابتدع لنفسه شرعية من وحي فهمه هو واقرانه للشريعة الاسلامية ، ضاربا عرض الحائط بآراء جمهور الفقهاء ، فأصبح مفهوم الجهاد والشهادة في سبيل الله سلاحا يشهره كل طائفة مسلمة في وجه الاخري عند الخلاف في الرأي او النزاع السياسي ، وابتليت الجماهير العربية بهذا المفهوم القاصر للجهاد لدي تنظيم القاعدة وغيره من جماعات التكفير والهجرة .. عندما تصبح ساحة الدعوة الاسلامية سداحا مداحا لكل من هب ودب لاعجب أن يجد فكر التكفير والهجرة صدي لدي قطاع كبير من النشء والشباب في المجتمع العربي والاسلامي ، لذلك ستعاني البلاد العربية بلا استثناء من ويلات ترجمة هذا الفكر الدموي إلي سلوك مدمر مالم تضع خططا غير امنية لاستئصال فكر التكفير والهجرة واغلاق منابعه ووأد دوافعه في مهدها.. تطوير التعليم الازهري ، وتأهيل خريجيه للاجتهاد الفقهي حول متغيرات العصر هما الامل المنشود للبلاد العربية والاسلامية في مواجهة تنظيم القاعدة وجماعات التكفير والهجرة . منابع للتطرف بمدارسنا!! بضغطة بسيطة علي لوحة مفاتيح الكمبيوتر تجد كل مالذ وطاب من المعارف والمعلومات التي يضيع نظامنا التعليمي في البلاد العربية وقتا طويلا في تلقينها للتلاميذ واجبارهم علي حفظها واسترجاعها علي حساب الجوانب الروحية الوجدانية والمهارية العملية، لذلك لم يعد بمدارسنا مايميزها علي دكاكين ومراكز الدروس الخصوصية المنتشرة كالسرطان في كل الشوارع والميادين العامة. وبمناسبة سد منابع التعصب والتطرف ينبغي اعادة الانشطة التربوية كالموسيقي والالعاب وورش الرسم والابداع وجماعات الخطابة والصحافة والاذاعة المدرسية ، لان هذه الانشطة هي اهم مانحصن به شخصية التلميذ ليكون سويا ومتزنا في التعامل مع اقرانه والمحيط الاجتماعي الذي يعيش فيه ، وفي الوقت ذاته يكون عضوا مؤثرا وفاعلا في نهضة مجتمعه ووطنه. الانظمة التعليمية التي تهمل الشق الوجداني والمهاري في الشخصية الانسانية وتهتم فقط بالشق المعرفي اصبحت هي والعدم سواء وخاصة بعد التقدم السريع والهائل في تكنولوجيا التعليم والاتصال ، فمهما حفظ التلميذ من معارف ومعلومات واسترجعها ليل نهار فلن يعدو كونه مثل [السي دي ] المتحرك بلا مشاعر او ملكات خاصة وهبه الله سبحانه وتعالي اياها ولم يجد من يعينه علي اكتشافها والعمل علي تنميتها وصقلها بالتدريب والاجتهاد الدائم .. كنت اتمني إن يبشرنا معالي الدكتور محمود ابو النصر وزير التربية والتعليم بعودة المدرسة لسابق عهدها حصنا لابنائنا ضد التعصب والتطرف ، لكنه للاسف انشغل بقضايا فرعية تعتبر من نوافل العملية التعليمية التي لا تجدي في اصلاح حال التعليم بعدما اصبح بلا انشطة تربوية وبلا مدرسة علي ارض الواقع.