لا نتجاوز الحقيقة إذا ما قلنا ان زيارة وزيري الخارجية والدفاع الروسيين لمصر حاليا، هي زيارة هامة بكل المقاييس المتعارف عليها والمعمول بها علي جميع المستويات السياسية والعسكرية،..، وأيضا الاقتصادية. ونحن بالقطع لا نبالغ إذا ما أضفنا إلي ما قلناه، ان للزيارة الثنائية للوزيرين معا، معني ودلالة ذات مغذي خاص ومقصود، لا يخفي بالقطع عن جميع دوائر الرصد في المنطقة، وعلي امتداد الساحة الدولية عبر البحرين الأبيض والأحمر، ومنهما عبر المحيطين الأطلسي والهندي إلي شواطئ ودول أخري ترقب وترصد. ومن باب العلم بالشيء ولمن لا يعلمون نقول انه من النادر ان يقوم وزير الدفاع الروسي بزيارات للخارج، وإذا قام فعادة تكون لدول صديقة أو بشأن هام،..، ولكن الأكثر ندرة هو ان يقوم الوزيران معا الخارجية والدفاع بزيارة واحدة لدولة صديقة، وهو ما يحدث الآن مع مصر، وهو ما له دلالة ومغذي تلفت النظر وتجذب الانتباه لكل دوائر الرصد والاهتمام. ولعلنا لا نذيع سرا إذا ما أكدنا ان هناك ملابسات خاصة بالأوضاع والظروف المتعلقة بمصر، تضفي علي الزيارة أهمية متزايدة، في نظر جميع القوي الفاعلة والمؤثرة علي الساحتين الاقليمية والدولية، ويأتي علي رأس هذه الأوضاع وتلك الظروف ما يتصل بالعلاقات المصرية الأمريكية، والتوترات التي انتابتها نتيجة الموقف الأمريكي الملتبس والغريب تجاه مصر بعد ثورة الثلاثين من يونيو. ومما لا شك فيه، ان هذا الموقف الأمريكي الملتبس والغريب وما تبعه من قرارات خاطئة وتهديدات متصاعدة بوقف أو تجميد المساعدات العسكرية لمصر، وما اتخذ من إجراءات في هذا الشأن من الجانب الأمريكي، سيكون أحد العوامل الملقية بظلالها خلال المباحثات التي سيجريها الوزيران مع الجانب المصري. وأحسب أنه لابد من التأكيد بكل الوضوح، انه من الخطأ الجسيم ان ننظر إلي هذه الزيارة الهامة، علي انها تأتي كرد فعل علي الموقف الأمريكي تجاه مصر، وان التوجه نحو روسيا هو البديل عما كان قائما من علاقة وثيقة مع الولاياتالمتحدةالأمريكية،..، فهذا تصور غير صحيح أو علي الأقل مبالغ فيه، كما ان فيه ظلما لروسيا وتجنيا علي مصر. »وللحديث بقية«