قال رسول الله صلي الله عليه وسلم »المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده والمهاجر من هاجر ما نهي الله عنه« رحلة الهجرة المباركة للرسول صلي الله عليه وسلم من مكة الي المدينة ليست مجرد حدث تاريخي يذكره الناس في مناسبته دون التفاعل معه والتجاوب مع دروسه. لقد تحدث القرآن الكريم عن الهجرة في 42 موضعا تحدث فيها عن المهاجرين دون وصف لاحداث الهجرة وهذا لأن منهج القرآن ضرورة التزام الناس بقيم الدين ومبادئه لذا يركز علي الملتزمين بالمبدأ اكثر ما يركز علي المبدأ نفسه فالهجرة كانت البداية الحقيقية لانطلاقة الاسلام الي اعلان الوحدانية لله وبداية عهد الحرية والكرامة والمساواة بين جميع الناس علي اختلاف اجناسهم والوانهم. لقد بذل النبي صلي الله عليه وسلم اقصي جهده لانجاح هذه الرحلة لذا استخدم كل الوسائل المادية التي يهتدي اليها العقل البشري فترك »علي« رضي الله عنه في فراشه واستعان بأحد المشركين ليرشده الي الطريق واقام في الغار ثلاثة ايام الي اخر الاحتياطات ليس خوفا علي نفسه أو شكا في امكان وقوعه في يد المشركين قبل وصوله المدينة ولكن ليوضح لنا أن الايمان بالله لاينافي استعمال الاسباب ثم العلم اليقيني بان هذه الاسباب لاتنفع ولاتضر ولكن النافع والضار هو الله الذي ينبغي ألا يكون الاعتماد الا عليه حيث يده ممدودة دائما لعباده. ثانيا الهجرة باب مفتوح للمسلمين الي يوم القيامة ليهاجر كل منا الي الافضل ليظل حيا بعيدا عن الركون فمن ركن ووقف كان اهلا للهبوط وان كل فرد عليه دور يجب ان يؤديه باخلاص فلا يجلس مجلس المتفرج والصبر علي الصعاب فالله يحب الصابرين واخيرا: هذه ذكري الهجرة فهل تعي الامة حقيقة التخطيط وتثق في معية الله!