تلتقي دول غربية وعربية بالمعارضة السورية في مؤتمر تستضيفه العاصمة البريطانية لندن غدا الثلاثاء لبحث سبل الدفع بمحادثات السلام المقترح إجراؤها في جنيف بسويسرا في نوفمبر المقبل. ويجمع المؤتمر ممثلين عن المعارضة السورية ووزراء خارجية من مجموعة (لندن 11) التي تشكل نواة مجموعة أصدقاء سوريا وتشمل مصر الولاياتالمتحدة وفرنسا والسعودية. وأعلن وزير الخارجية البريطاني "وليام هيج" أن الدول "ستناقش الاستعدادات لمؤتمر جنيف ودعم الائتلاف الوطني السوري المعارض وجهود انجاز حل سياسي لهذا النزاع المأساوي"، الذي قتل فيه أكثر من 115 ألف شخص. وتهدف هذه المحادثات إلي وضع خارطة طريق باتجاه انتقال سياسي في سوريا وإقامة حكومة انتقالية. من جهته قال وزير الخارجية الأمريكي "جون كيري" أن محادثات لندن تهدف إلي "السعي لدفع العملية قدما"، وأضاف "أننا نعمل من اجل عقد مؤتمر جنيف، لكن لا ندري ما ستكون النتيجة". لكن فصائل معارضة لاتزال ترفض المشاركة في محادثات "جنيف 2" طالما ما زال الرئيس السوري بشار الأسد في السلطة، وذلك بعكس مسؤولي النظام في دمشق الذين أكدوا عزمهم المشاركة في المحادثات دون شروط مسبقة. وفي وقت سابق أعلن المجلس الوطني السوري الذي يشكل فصيلا أساسيا في الائتلاف انه يعارض المؤتمر وهدد بالانسحاب من الائتلاف أن شارك. ومن المتوقع ان يعقد الائتلاف نقاشات داخلية في اسطنبول خلال أيام يتوقع أن تنتهي بتصويت علي المشاركة في محادثات جنيف وعلي تشكيل حكومة انتقالية. في الوقت نفسه قالت تقارير إعلامية رسمية في سوريا ان دمشق وافقت علي استقبال المبعوث الخاص "الأخضر الإبراهيمي" الأسبوع المقبل "بشرط التزامه الحياد في دوره كوسيط في النزاع السوري" وذلك بعد حملة عنيفة علي الموفد الدولي تلت زيارته الأخيرة الي دمشق في نهاية العام الماضي. وفي ايران، أعلنت وزارة الخارجية ان الإبراهيمي سيزور طهران ايضا خلال أيام لبحث الإستعدادات لمحادثات جنيف. ميدانيا، ذكر التليفزيون السوري ان سيارة مفخخة انفجرت امس علي أطراف مدينة حماة وسط البلاد، مما أسفر عن سقوط ثلاثين قتيلا بينهم عناصر في قوات الأسد وعشرات المصابين، في حين ذكر "المرصد السوري لحقوق الإنسان" أن الانفجار تبعه إطلاق نار كثيف، وشوهدت سيارات الإسعاف في المنطقة. من ناحية أخري، قالت منظمة الصحة العالمية انه تم رصد ما يشتبه بأنهما حالتي إصابة بشلل الأطفال في محافظة دير الزور بشرق سوريا في أول ظهور للمرض الفيروسي هناك منذ 14 عاما. وقالت المنظمة في بيان "تعتبر سوريا في خطر شديد من شلل الأطفال وأمراض أخري يمكن الوقاية منها باللقاحات بسبب الوضع الحالي". من جانبها طالبت "فاليري أموس" مسئولة العمليات الإنسانية في الأممالمتحدة بضرورة وقف إطلاق النار وإقامة ممر إنساني فوري لإنقاذ المدنيين المحتجزين في بلدة معضمية الشام في ريف دمشق. وقالت أموس "إننا نمنع من الوصول إلي المنطقة منذ أشهر"، مشيرة الي انه رغم إجلاء نحو ثلاثة آلاف شخص من سكان البلدة الأسبوع الماضي الا ان عددا مماثلا لا يزال محتجزا وسط المعارك العنيفة. وأضافت ان آلاف من العائلات لا تزال محاصرة في مدن أخري في كل أنحاء سوريا مثل حلب وحمص، معتبرة أن "احترام كل أطراف النزاع التزاماتهم الإنسانية هو أمر حيوي". من جهتها قالت صحيفة الاندبندنت البريطانية ان الأطباء والعاملون في مجال الرعية الصحية باتوا مستهدفين من قبل النظام السوري. وكان مؤسس "المرصد السوري لحقوق الإنسان" ذ "رامي عبد الرحمن" قد ندد في مقابلة أجرتها معه "فرانس برس" بتركيز المجتمع الدولي علي الأسلحة الكيماوية وتغاضيه عن "حمام الدم المستمر" في سوريا. وأكد ان المرصد الذي يعتمد علي شبكة من المراسلين والنشطاء والشهود ذ ان نحو 4 الي 5 ألاف شخص يموتون شهريا في الحرب. من جانب أخر ذكرت صحيفة "لوس انجلوس تايمز" ان مجموعة من المنظمات القانونية الدولية تشرف حاليا علي تدريب مقاتلين سوريين علي اتباع القانون الدولي في محاولة منها لوقف ارتكاب أي جرائم ضد الإنسانية. ونقلت الصحيفة عن بعض المشرفين عن تلك التدريبات ان الهدف منها هو تفادي محاكمة المقاتلين بعد انتهاء الأزمة، وان المنهج التدريبي يتضمن اتفاقية جنيف وأساسيات الشريعة الإسلامية.