ليس من العادة أن يفرح الصحفي أن تنفرد صحيفة غير تلك التي يعمل بها بخبر أو حديث أو حتي بسطر واحد من أي معلومة.. لكنني عندما قرأت حديث الفريق أول عبد الفتاح السيسي للأخ والزميل الأستاذ ياسر رزق شعرت بالفرحة .. لأن ياسر هو ابن " الأخبار " والسيسي هو ابن" مصر".. وأنا أحب الاثنين والاثنتين . وبعيدا عما يربطني من تارخ طويل مع ياسر رزق.. وما أتمناه من مستقبل يربطني مع السيسي فانني تفاءلت كثيرا مما قرأته بين سطور الحوار.. وأعتقد أن الكثير من النخبة والعامة فهموا ما فهمته.. وأحسوا بالتفاؤل الذي أحسست به. حتي سائق التاكسي الذي أقلني الي مكتبي صباح أمس سألني كما يسأل كل زبائنه : هي امتي البلد هاينصلح حالها؟.. ولكن قبل أن أجيبه، استطرد هو قائلا.. الكل عالم بحال البلد.. فهل من معمر.. هل من مصلح ؟ بصراحة لم أجد الإجابة علي كل تلك الأسئلة التي ألقاها الرجل وكأنه ينتظر روشتة علاج من طبيب لمريض ميئوس من شفائه.. لكنني عدت الي مكتبي وأعدت قراءة الأجزاء الثلاثة من الحوار والتقطت بعض الكلمات المهمةالتي قالها الرجل التي تنتظر مصر منه الكثير : لابد أن نعي جيداً أن البعض يجهز خططا ضد البلاد لخلق حالة من الفوضي من خلال الكذب، وهذا الكذب جزء من خطة يريد أصحابها من خلالها حصار الوطن في مستنقع من الأكاذيب الباطلة، لتحقيق أهدافه التي تتعارض بالطبع مع مصالح البلاد العليا و لزعزعة الأمن القومي. التحدي الرئيسي الذي يجب أن يعمل الشعب المصري علي تحقيقه من أجل تنفيذ أهداف ثورته، هو إنجاز استحقاقات خارطة المستقبل في التوقيت المحدد وإثبات أن الإرادة الشعبية تعلو جميع الإرادات وهي دعوة لاحترام العالم لهذه الإرادة، وتحقيق ذلك خلال مدة 9 شهور أمر ممكن إذا توافرت الإرادة الوطنية، وتعاونت وتكاتفت القوي والأحزاب السياسية في العمل. لابد أن ننتبه إلي أن الوطنية »مش مجرد كلام«.. الوطنية عبارة عن ممارسة وسلوك وترجمة علي أرض الواقع، وتغليب المصلحة العامة، علي ما دونها، مهما كانت التضحيات، ومهما بلغت الخسائر الشخصية، ، لأن هذه المصلحة هي التي ستجعل »الكرامة« تسري في جميع العروق، بعد سنوات ذاق خلالها الشعب »مر الهوان« وقهر الظلم. إن المؤسسة العسكرية وطنية شريفة، لا تتآمر ولا تخون، الهدف من ذلك أن الناس يجب أن تفهم أن هذه القيم إنسانية، رفيعة جداً، والمؤسسة التي لا توجد بها هذه القيم يجب أن تراجع نفسها جيداً، فالمسألة ليست مزايدة علي هذه القيم، ومن تكون لديه هذه الثوابت لا يتنازل عنها مهما حدث، ومهما كانت المغريات. كنت أستشعر أن عليَّ التزاماً أخلاقياً ووطنياً أن أتكلم بكل وضوح، حتي لو أدّي الأمر إلي تركي منصبي، وفي كل الأحوال لن أترك منصبي قبل الموعد الذي أذنه الله، وأذكر أنني قلت للرئيس السابق يومها: »مشروعكم انتهي، وحجم الصدّ تجاهكم في نفوس المصريين لم يستطع أي نظام سابق أن يصل إليه، وأنتم وصلتم إليه في 8 شهور«. أن التنمية لن تتحقق فقط بدستور جديد وبرلمان ومؤسسات مجردة، لكن لابد أيضاً من أجل الوصول إلي الدولة العصرية الحديثة المتقدمة التي ننشدها ونعمل جاهدين علي الوصول لهدف واحد، هو كرامة ونهضة وريادة مصر والحفاظ عليها. أقدر وأحترم الزعيم جمال عبدالناصر الذي حمل هموم الشعب بإخلاص فلم ينسه الشعب، والزعيم أنور السادات.. اختيار القدر لاستكمال مسيرة الحرب والسلام. - وعندما يذكر أحد اسمي بجانب اسم الزعيم عبدالناصر.. أقول دائما يارب أكون علي قدر هذه الثقة. أقول لشعب مصر ان مصر منتظرة منكم الكثير، »مصر منتظراكم ارفعوا من شأنها«، فهي تستحق منكم أن تتعاونوا من أجلها.. مصر صبرت علينا كثيرا ولا يجب أن »نكسر بخاطرها أكتر من كده«. موضوع الترشح لانتخابات الرئاسة هو أمر عظيم وجلل، لكني أعتقد أن الوقت غير مناسب الآن لطرح هذا السؤال، في ظل ما تمر به البلاد من تحديات ومخاطر تتطلب منا جميعا عدم تشتيت الانتباه والجهود بعيدا عن إنجاز خطوات خارطة المستقبل التي سيترتب عليها واقع جديد يصعب تقديره الآن - وبعد صمت - ان الله غالب علي أمره أنا متفائل بالمستقبل علشان ربنا موجود.