تهل علينا الذكري الاربعين لحرب أكتوبر المجيدة وما ارتبط بها من بطولات لقواتنا المسلحة كانت وراء هذا الانتصار المجيد الذي تحقق علي قوات الاحتلال الاسرائيلي الذي اسفر عن كسر ذراعها الطويلة. في هذا اليوم لابد أن يتبادر الي الاذهان تلك الروح الوثابة التي سادت في اوساط الشعب المصري وجعلته يكشف عن اصالته وعظمته وحماسه الوطني. لا جدال اننا في اشد الحاجة الان وبعد المحنة التي تعرضنا لها نتيجة الحكم الإخواني الذي صدمنا واصابنا بالاحباط.. إلي استعادة روح اكتوبر لتكون زادا لنا في اقدامنا علي معركة بناء هذا الوطن. لا يمكن أن نعيش اجواء هذه الايام الخالدة من التاريخ المصري دون أن نتذكر الابطال الذين ساهموا بفكرهم وجهودهم وتضحياتهم وانتمائهم الوطني في هذا الانتصار بقيادة الزعيم الراحل انور السادت بطل الحرب والسلام. من ابرز الشخصيات الذين كان لهم دور في هذا العمل الوطني التاريخي الفريد الدكتور محمد عبد القادر حاتم نائب رئيس الوزراء الذي فوضه سلطاته في الوزارات التي كانت برئاسته.. استطاع هذا الرجل بخبرته السياسية والإعلامية ان ينظم اكبر عملية تعتيم استهدفت خداع اجهزة المعلومات في إسرائيل والولايات المتحدة باعتراف كيسنجر وزير الخارجية الامريكي. لم يقتصر ما قام به من انجاز في تضليل العدو إلي درجة الاقتناع باستحالة الهجوم المصري يوم 6 اكتوبر فحسب.. وانما تمكن بادارته للوزارة واجهزتها تعظيم كل مقومات النجاح التي يحتاجها صمود الجبهة الداخلية وراء قواته المسلحة. يضاف إلي ذلك توفير الاحتياجات المعيشية وهو ما ادي الي اشاعة الاطمئنان بين جموع الشعب. وفي هذا المجال آمنت جماهير الشعب بأمانة ومصداقية البيانات العسكرية وما عكسته من ثقة فيما يتعلق بحقيقه الاوضاع علي الجبهة. هذا الانجاز الذي قام به د. حاتم كان جديرا بان يسجله في كتابه عن استراتيجية حرب اكتوبر الذي حقق انتشاراً واسعاً علي مستوي مصر والعالم. لا جدال ان الحديث عن دور الدكتورحاتم البطولي في اعداد الجبهة الداخلية للمشاركة بفاعلية في حرب أكتوبر يقودنا الي تذكر ما قام به من أعمال جليلة قبل وأثناء وبعد حرب 6591 التي قامت بها انجلترا وفرنسا واسرائيل ضد مصر. لقد استغل الخبرة التي استفادها من دراسته للإعلام والدكتوراه التي حصل عليها في الحرب النفسية لتشغيل محطة اذاعة سرية استهدفت توجيه الرسائل باللغة الانجليزية الي الشعب البريطاني وكل الشعوب التي كانت تستعمرها بريطانيا.. ساهم ما كانت تقدمه هذه الاذاعة بنجاح كبير في إعلام الرأي العام في هذه الدول بجريمة غزو مصر وهو ما أدي الي اندلاع المظاهرات.. هذه الاذاعة تحولت بعد انتهاء الحرب وانسحاب القوات البريطانية والفرنسية والاسرائيلية الي اذاعة لاغاني ام كلثوم. حقا اننا وعندما يأتي اسم د. عبدالقادر حاتم في اي حديث لابد أن نتذكر علي الفور الكثير من الخير الذي نالته مصر علي يديه.. تحية للدكتور حاتم اطال الله في عمره المديد.