أوباما فى اجتماع مع أعضاء إدارته فى الساعات الأخىرة من العام المالى السابق دخلت الحكومة الأمريكية امس رسميا حالة من "الإفلاس الجزئي" حيث تعطلت وكالاتها الفيدرالية للمرة الأولي منذ 17 عاما، وذلك بعد فشل المشرعين في تخطي خلافاتهم الحادة بشأن الميزانية قبل بدء العام المالي الجديد الذي وافق امس. وأمر مكتب الإدارة والميزانية في البيت الابيض قبل منتصف ليل امس الوكالات الفيدرالية ببدء وقف نشاطاتها جزئيا وفق إجراءات معدة مسبقا بالفعل في حالة غياب الأموال. وقبل ساعتين ونصف علي إنتهاء العام المالي، رفض مجلس الشيوخ مشروع قانون تبناه مجلس النواب في وقت سابق وربط فيه ما بين السماح برفع الإقتراض الحكومي ومن ثم زيادة إيرادات الميزانية الجديدةذ وبين إرجاء تنفيذ الإصلاحات الصحية للرئيس باراك أوباما والمعروف ب"أوباما كير". كما تعهد أوباما من جهته ب"عدم الإستسلام" امام شل الحكومة الفيدرالية وهو الإجراء الذي أوقف الأنشطة الحكومية وأفقد أكثر من 800 الف موظف حكومي لوظائفهم بدءا من امس، وقال انه سيباشر التحدث الي مسئولي الكونجرس. وقال في كلمة تلفزيونية وجهها من البيت الابيض "ان فصيلا واحدا من حزب واحد في مجلس واحد من الكونجرس لا يمكنه تعطيل الحكومة برمتها لمجرد شن معركة جديدة علي نتائج انتخابات" في اشارة الي اعادة انتخابه لولاية رئاسية ثانية. وكان أوباما قد اتهم في وقت سابق الجمهوريين ب"إحتجاز امريكا رهينة لمطالبهم السياسية المتطرفة"، مشددا "لا يمكنكم الحصول علي فدية من أجل القيام بعملكم". واصدر الرئيس قانونا يضمن دفع رواتب العسكريين في الوقت المحدد مهما حدث. ويدور المأزق الحقيقي حول نظام "اوباماكير" الصحي، وهو التسمية التي تطلق علي اصلاح النظام الصحي الذي اقره باراك اوباما عام 2010 وكان ابرز انجازات ولايته الرئاسية الاولي. وستضطر جميع الوكالات الفدرالية من وزارة الدفاع الي وكالة حماية البيئة، الي تخفيض موظفيها بشكل فوري الي الحد الادني الاساسي وفي بعض الاحيان الي نسبة 5٪ مع استثناء الامن القومي والخدمات الاساسية من آلية التعطيل، الي ان يتفق الكونجرس علي تخصيص ميزانية لتمويل عمل الدولة الفيدرالية. ولا تظهر اي بوادر تشير الي تسوية سريعة لهذا المأزق بينما يحذر خبراء الاقتصاد من انعكاس العرقلة علي الانتعاش الاقتصادي الهش في حال استمر تعطيل الجهاز الفيدرالي عدة أسابيع. وقال "هاري ريد" زعيم الغالبية الديمقراطية في مجلس الشيوخ "هذه ضربة غير ضرورية لامريكا"، واصفا موقف الجمهوريين ب"العار". وأقر بعض الجمهوريين بأن الرأي العام سيلقي اللوم عليهم وهو ما أكده السناتور "جون ماكين". وأدت التطورات الي تراجع أسواق المال الأمريكية والآسيوية والأوروبية والخليجية، في حين حذر رئيس الوزراء البريطاني "ديفيد كاميرون" من خطر يخلفه تعطل الحكومة الأمريكية ذ علي الاقتصاد العالمي.