محىى الدين عبدالغفار يمثل يوم الجمعة للمصريين فرصة للالتقاء والزيارات العائلية والخاصة.. فبعد أسبوع حافل من العمل وضغوط الحياة.. هناك من يسافر إلي مسقط رأسه لزيارة الأهل والعودة للجذور.. وهناك من يخرج في رحلة ليوم واحد لغسل الهموم.. ومناجأة البحر.. عسي أن يجد حلا لمشاكل الحياة. ولكن بعد الثورة.. تغيرت الأحوال وتبدلت.. وأصبح يوم الجمعة يمثل كابوسا للأسرة المصرية.. بعد زيادة المظاهرات.. وغلق الطرق والخوف من عمليات الخطف والسرقة بالاكراه. استمر هذا الوضع منذ بداية الثورة. وزاد بعد تولي د. محمد مرسي للرئاسة واستئثار جماعة الإخوان بالحكم وسيطرتها علي مجلسي الشعب والشوري والحكومة.. ورفضها الاستجابة لمطالب الشعب المستمرة وإقصاؤها لكل التيارات التي ساهمت في إنجاح الثورة. ومع استمرار المظاهرات.. والمليونيات.. انقسمت البلاد الي قسمين.. قسم مؤيد للرئيس وآخر معارض.. وضاعت مصر بين الطرفين حتي قام الشعب بتعديل مسار الثورة.. وتم عزل الرئيس مرسي وإلغاء الدستور المعيب وحل مجلس الشوري. لم تتحمل جماعة الإخوان الصدمة.. فاحتلت ميداني رابعة والنهضة وأعلنت الاعتصام حتي يعود الرئيس المعزول.. وحاولت شل البلاد وجرها إلي حرب أهلية.. وأصبح يوم الجمعة بالنسبة لها فرصة لعرض رأيها ولو بالقوة.. وبالنسبة للمواطن عذاب وكابوس لما يعانيه من المظاهرات ومحاولات قطع الطرق. وهنا تدخلت الدولة لمحاولة السيطرة علي الشارع.. فأعلنت فرض حالة الطواريء لمدة شهر ثم شهرين.. وفرضت حظر التجول ليلا.. ومع ذلك حاولت جماعة الإخوان الخروج عن القانون فاحتلت بعض المساجد في محاولة لإعادة الاعتصام مرة أخري. أصبحت أخشي يوم الجمعة.. وأتمني أن يعود كما كان في الماضي ففيه نستريح من عناء الاسبوع.. أو زيارة للأهل والأصدقاء بدلاً من المعاناة التي نعيشها نتيجة المظاهرات التي تقوم بها الجماعة سواء كانت علي الأرجل أو بالسيارات أو بالموتوسيكلات في محاولة لشل البلاد وجرها إلي حالة من الفوضي.. كلي أمل.. أن تستجيب جماعة الإخوان لمنطق العقل وتعيد تنظيم صفوفها للعودة للحياة مرة أخري. أبو شهد وأبو مينا في يومين متتاليين.. فقدت زميلين عزيزين.. الأول صديقي كرم سنارة.. أبو شهد الذي رحل وترك أطفاله »شهد« و»محمد« في أيد أمينة قادرة علي الوصول بهما إلي بر الأمان.. وأنا أول من تلقي خبر الوفاة وكانت الصدمة كبيرة.. زمالته في رحلة العمل لسنوات.. وذهبت إلي بلطيم مسقط رأسه لأري مدي الحب والتقدير الذي يناله من أهل بلده.. لأنه كان بارا بهم رحمه الله. الثاني هو صديقي سامي كامل.. تعلقت به منذ دخولي الاخبار في السبعينيات وعرفته مثالاً للصحفي الملتزم والمحترم.. ولكنه تركنا لقيادة مكتب الاخبار في المنيا.. وظلت علاقتي به قوية رغم بعد المسافة.. لأنه مثال حي للصحفي المحترم.. رحمه الله.