من الواضح أن بقايا جماعة العنف والترويع والإرهاب لا يريدون لمصر أن تستقر، ولا أن تهدأ وتبدأ في السير بجدية علي طريق المستقبل الأفضل، والخروج من أزماتها الحالية، وإصلاح أوضاعها الاقتصادية المتدهورة، وعلاج أحوالها السياسية القلقة. ومن المؤكد أنهم يسعون بكل السبل لتعطيل تنفيذ خارطة المستقبل، وإثارة القلاقل بشتي الطرق للوصول إلي ذلك، بغض النظر عن النتائج الخطيرة الناتجة عن هذه المساعي وتلك الأفعال، وما ينجم عنها من اثار وانعكاسات سلبية علي أمن وسلامة البلاد. وتشير جميع الدلائل الظاهرة علي سطح الأحداث، ان الزمرة المهيمنة الآن علي الجماعة والمتولية إدارة شئونها وقيادتها، مازالوا يعانون من حالة عدم الاتزان التي أصابتهم نتيجة الضربات الشديدة التي تعرض لها بنيان وجسم الجماعة بعد زلزال الثلاثين من يونيو والثالث من يوليو. وبات واضحا أن حالة عدم الاتزان هذه، قد أفقدتهم القدرة علي الرؤية الصحيحة لواقع الحال، والفهم الصحيح لمجريات الأمور وتطورات الوقائع ومعاني الأحداث ودلالاتها، بحيث أصبحوا عاجزين عن اتخاذ القرارات الصائبة واللازمة. ولعل أكثر السقطات التي وقعت فيها زمرة القيادة الحالية للجماعة فداحة علي الإطلاق، هي أنها وصلت بالجماعة إلي ما هي فيه الآن من صدام عنيف مع جموع الشعب، وعجزت عن الرؤية الصادقة والإحساس الصحيح لحالة الرفض والاستنكار الكاملة وغير المسبوقة من جانب الجموع الشعبية في كل مكان من أرض مصر، لجميع ممارسات وأفعال وتوجهات الجماعة وأعضائها. ويزيد علي هذه السقطة في الفداحة والكارثية بالنسبة للجماعة وواقعها ومستقبلها إذا كان لها مستقبل علي أرض مصر ، ذلك الخيار بالغ السوء والحماقة والجهالة الذي اتخذته العصبة الحاكمة للجماعة، وهو عقاب الشعب كله نتيجة رفضه الانصياع لحكمها والقبول بسلطتها وسلطانها، وإصراره علي عزل ممثلها ومندوبها في الرئاسة، وذلك بشنها حربا إرهابية قذرة ضد مصر كلها، غير مدركة أنها بذلك تكتب نهايتها بيدها، ولن يكون لها مكان في مصر بعد ذلك أبدا. ان ما تراه الآن هو بداية النهاية لزمرة الإرهاب.