سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
بعد ثلاثة أيام من المحادثات الصعبة حول سوريا روسيا وأمريكا تتفقان علي »مبادرة موسكو«وتختلفان علي عواقب إنتهاكها
قرار دولي »بموجب الفصل السابع« لتدمير »الكيماوي« منتصف العام القادم
صورة لكىرى ولافروف وفرىقىهما أثناء التفاوض فى جنىف أعلنت الولاياتالمتحدةوروسيا انهما اتفقتا علي "تسوية سلمية" حول إزالة وتدمير الأسلحة الكيماوية السورية وهو ما تضمنته مبادرة تقدمت بها موسكو في وقت سابق لتجنيب نظام الرئيس السوري بشار الأسد ضربات عسكرية أمريكية. وبعد ثلاثة أيام من المفاوضات الدبلوماسية المكثفة والحثيثة بين وزيري الخارجية الأمريكي "جون كيري" والروسي "سيرجي لافروف" في جنيف بسويسرا، قال كيري ان الاتفاق سيصدر بموجب قرار دولي "تحت الفصل السابع من ميثاق الأممالمتحدة" (وهو الفصل الذي يجيز اللجوء الي القوة ضد دول توصف بأنها تهدد السلم الدولي). وأضاف ان بموجبه فإن سوريا يجب عليها تقديم "قائمة شاملة" بمخزونها من الأسلحة الكيماوية خلال أسبوع. وأضاف في مؤتمر صحفي مع لافروف انهما اتفقا علي عدد ونوعية الأسلحة الكيماوية السورية وان مفتشي الأسلحة يجب ان يتواجدوا بحلول نوفمبر القادم علي أقصي تقدير كما يجب علي دمشق ان تسمح لهم بتفتيش كل المواقع، علي ان تنتهي عملية تدمير السلاح الكيماوي السوري بمنتصف العام القادم. لكن الطرفين اختلفا في تحديد الإجراءات التي قد تتبع في حال لم تذعن دمشق للإتفاق. وقال كيري انه لم يتم الاتفاق حتي الآن علي شكل الإجراءات التي يمكن ان يتخذها مجلس الأمن الدولي، لكن "أمريكا وروسيا ملتزمتان بتطبيق إجراءات الفصل السابع من ميثاق الأممالمتحدة في حالة عدم إذعان سوريا"، لكن لافروف في المقابل أكد ان الإتفاق الذي توصلت اليه واشنطنوموسكو "لا يتضمن اي شئ عن استخدام محتمل للقوة اذا لم تذعن سوريا"، وان اي انتهاكات من جانب دمشق سيبحثها مجلس الأمن في حينها ويقرر كيفية التعامل معها. وكان الرئيس باراك أوباما قد أقر في وقت سابق بأن مجلس الأمن لن يتمكن من إصدار أي قرار يتضمن تهديدا باستخدام القوة العسكرية ضد نظام الأسد، وذلك بسبب الرفض الروسي القاطع لصدور مثل هذا القرار. لكن مسئولين بارزين بالإدارة طلبوا عدم كشف هوياتهم قالوا إن الولاياتالمتحدة ستصر بدلا من ذلك علي أن يشمل القرار عددا من العواقب إذا رفضت سوريا التخلي عن الأسلحة الكيماوية بشكل يمكن التحقق منه. وبحسب مراقبين فإن الموقف الامريكي يعكس قدرا من التنازل نظرا لإعتمادها علي مساعدة موسكو لإجبار سوريا علي الموافقة علي التخلي عن اسلحتها الكيماوية باسلوب يمكن التحقق منه. وقال المسئولون أن واشنطن بحاجة لأسبوعين لمعرفة ما إذا كانت المحادثات التي تجريها مع روسيا حول الأسلحة الكيميائية السورية ستفضي إلي نتائج ايجابية. لكن "الكسي بوشكوف" رئيس لجنة الشؤون الخارجية في مجلس النواب الروسي (الدوما) اعتبر امس ان تلك المهلة "غير واقعية، وتنم عن قلة احتراف"، موضحا انه يوجد في سوريا ما لا يقل عن 42 موقع تخزين، بعضها في مناطق قتال. وفي واشنطن جدد أوباما استعداده "لإعطاء فرصة للجهود الدبلوماسية بشأن المبادرة الروسية - لكن الخيار العسكري لايزال مطروح". وقال في كلمته الاسبوعية انه سيتم الابقاء علي "مواقعنا العسكرية في المنطقة لابقاء الضغط علي نظام الاسد، وذلك لأن المبادرة الروسية ظهرت فقط في ظل تهديد ذي مصداقية بتحرك عسكري امريكي". ومن المقرر ان يتوجه كيري اليوم الي اسرائيل للقاء المسئولين في تل أبيب لبحث تطورات الملف السوري فضلا عن محادثات السلام مع الفلسطينيين، وذلك قبل ان يتوجه غدا الي باريس ليواصل محادثاته حول الوضع في سوريا مع وزيري خارجية فرنسا "لوران فابيوس" وبريطانيا "ويليام هيج". ورحب فابيوس من جهته بالإتفاق وقال انه "خطوة للأمام"، وذلك قبل يومين من محادثات مقررة سيجريها مع المسئولين الروس في موسكو بعد غد الثلاثاء. من ناحية أخري، قال "بن رودز" مستشار الرئيس أوباما، إن الولاياتالمتحدة ستستمر في دعم المعارضة السورية سياسيا وعسكريا، مؤكدا إصرار الإدارة الأمريكية علي تنحي الأسد.