قبل قصف الاسكندرية عام 2881 وبداية الاحتلال الانجليزي لمصر الذي استمر اكثر من سبعين عاما وقعت حادثة ذات دلالة قال بعض ممن يبسطون الاشياء انها سبب فقدان مصر لاستقلالها اذ حدث ان رجلا مالطيا أراد استئجار حمار ليركبه من حمّار اسكندراني، وحدث خلاف بينهما ادي الي مشاجرة، عندئذ تحرك القنصل البريطاني وبعده الاسطول ثم الاحتلال. يبدو أننا نمر بظروف مشابهة بعد اضطراب الادارة المصرية وتولي شخصيات مريبة المراكز العليا فيها فوجئنا بتوجه جديد أدي الي عواقب وخيمة كان نتيجتها ببساطة، تدويل قضية رابعة العدوية والنهضة. السيد نائب رئيس الجمهورية »العالمي« وجه الدعوة الي شخصيات اوروبية وامريكية ليثبت انه دولي وليحقق سياسته المعادية لثورة الثلاثين من يونيه والتي هدفها اعادة الاخوان الي المشهد السياسي بعد ان اقصاهم الشعب المصري تماما من المشهد، ولو ان الادارة المصرية مضت في تحويل الطاقة الثورية الاسطورية التي تولدت عن الثورة التي فجرتها تمرد لتحقق اعظم انجاز سياسي في التاريخ المصري، اقصاء تيارات الاسلام السياسي تماما، وتحويل جماعة الاخوان الي جمعية دعوية وهكذا يبدأ بناء الدولة الحديثة بالفعل، كانت الفرصة سانحة، فجوهر ثورة الشعب وخروجه الاعظم في السادس والعشرين كانا يمكن ان يؤديا الي ذلك، ولكن الامور جرت عكس ذلك تماما، ويبدو ان مصر سيئة الحظ تماما، لا يتم فيها أمر مفيد الي اقصي حد له، فوجئنا ببدء الاعتصام الذي راح يتحول الي مؤسسة علي مسمع ومشهد من اجهزة الدولة، واضح أنه لم يكن أمراً تلقائيا، بل كانت خطة وسرعان ما بدأ تنفيذها، وفي نفس الوقت ظهر السيد النائب في القصر الرئاسي لينفذ سياسة التدويل، بدأ الأمر بدعوة اشتون لزيارة الرئيس الذي خلعه المصريون، لكن لم يجر تقديم الأمر الي العالم كما جري ولكن تم تقديمه باعتباره سجين زندا، والرئيس المنتخب المقيدة حريته، كانت زيارة اشتون فاتحة لزيارات اخري انتهت باكبر اهانة تلقتها مصر عندما تم استقبال الوجه الاستعماري القبيح جون ماكين وزميله، وجه عددا من الاهانات لم تعرفها مصر منذ العصور القديمة، وعندما صدر احتجاج او تعليق يحاول التعليق ببعض من اسباب الكرامة، جاء من المستشار الاعلامي للرئيس المؤقت، اما السيد النائب فلزم الصمت تماما وانشغل بالهجوم علي الصحف التي وصفها بالحكومية كاشفا عن التكوين الدكتاتوري الحقيقي له، واطلق حشراته الالكترونية تماما مثل جماعة الإخوان، وحتي الآن لم يصدر بيانا يرد فيه الاهانات المتوالية من الزوار الاجانب، بينما رابعة تتحول بفضل سياسته الي ما يشبه منطقة العزل، وربما يفرض عليها الحظر الجوي او دخول قوات اجنبية لمساندة الاقلية الرابعوية وتحرير سجينه زندا، وبالطبع المستهدف الاكبر الجيش المصري، من يحاسب هذا السيد علي سياسته تلك وعلي فتح السجون ليلا بدون علم وزير الداخلية لزيارة شخص لا صفة له؟ من يحاسبه علي سياسة أدت الي تحويل اشارة مرور الي منطقة نزاع دولي، أي ضرر يمكن ان يلحق الشعب والدولة اكثر من ذلك؟