خصني السيد نائب رئيس الجمهورية بتويتة أول أمس تؤكد تناقضاته المزمنة، بدلا من مناقشة القضايا هاجم المنبر الذي اكتب فيه واستخدم التعبير المبتذل »الصحف الحكومية«.. وصحيحه الأدق »الصحف القومية«، لكن التناقض المثير أن من يقول ذلك هو الرجل الثاني في الدولة، أي الحكومي رقم اثنين، الحكومي العالمي يهاجم الصحافة الحكومية. غير ان هذا التناقض لا يغيني فهو يعكس التكوين النفسي لسيادة النائب، أنا لا أناقش أمورا شخصية تتعلق به، ولكن يقلقني أمر تولي شخصيات مريبة مواقع التأثير في لحظات حرجة، فلأتوقف عند نقطة فيها تناقض مخيف، في حديثه إلي جريدة الشرق الأوسط، واصل دفاعه عن الإخوان قائلا: لا تشيطنوا الإخوان. الحقيقة أن الرد البديهي، من يشيطن من؟ من ينشر خطاب الكراهية في مصر، من يجعل القتل والدم والتعذيب جزءا من مشاهد الحياة اليومية في مصر وهذا يقع لأول مرة في تاريخ الصراعات السياسية الداخلية، من ذبح أحد عشر مصريا والقاهم علي قارعة رابعة؟ من يخطط لاحراق الوطن واغتيال انبل ابنائه؟ من يشن حربا يومية ضد قواتنا المسلحة في سيناء، لأول مرة في تاريخنا منذ العصر الفرعوني مصريون يشاركون في قتال وحشي ضد الجيش المصري، محمد البلتاجي اعلنها صريحة، جلية ألم يستوقف السيد النائب العالمي هذا التصريح؟ واذا كان لديه أسباب خاصة تجعله يدافع عن الإخوان، ويجهض بذلك ثورة الثلاثين من يونيو في أعظم انجازاتها. اجهاض المشروع الوهمي المسمي بالإسلامي وانهاء حكم الإخوان الفاسد، الطائفي، الا يحق لنا ان ننتظر من المسئول الثاني في الدولة قلقا مماثلا علي الشعب كله؟ لماذا لم نسمع منه »تويتة« عما يحدث للأقباط في صعيد مصر الآن؟ لماذا لا يدافع عن الأقباط الذين يتعرضون لاعتداءات يومية من الواضح انها مقدمة لفتنة طائفية كبري سوف يشعلها الإخوان، أما أخطر ما انجزه العالمي ضد الشعب والدولة فهو تدويل رابعة. تلك هي الخطيئة الحقيقية التي يجب ألا يمر بها، وان يحاسب عليها قبل ان يفلت عائدا إلي منبته، لقد كان من ثمار سياسته عبر موقعه الفريد في الدولة. ان الشاطر أصبح اخطر شخصية في مصر الآن. إنه الوجه الأبرز بعد أن فتح له أبواب السجن بعد منتصف الليل في واقعة لم تحدث لسيدنا يوسف، وزير الداخلية لم يصدر أمرا، مدير السجون لم يفتح سجن الشاطر، الذي أمر بذلك نائب رئيس الجمهورية، الا يصبح بذلك خطرا علي الشعب والدولة.