لم أصدق نفسي عندما قرأت تفاصيل الخبر علي بوابة اليكترونية.. وأدركت أن الخبر صحيح بعدما شاهدت بعيني وثيقة لمحضر اجتماع مكتب الإرشاد لجماعة الإخوان تم تسريبها.. أما الوثيقة فتؤكد أن رجل الأعمال أحمد أبو هشيمة تبرع بمبلغ مليار ونصف المليار جنيه للجماعة.. وبداية من حق أبو هشيمة أن يتبرع لأي جهة أو أي شخص ولكن لماذا الإخوان بصفة خاصة ؟! هل لكي يستطيع تسيير أمور تجارته في حديد التسليح التي تدر المليارات أيضا.. أو أن الجماعة تعاني من الفقر وتحتاج إلي أموال فتقدم الأخ الهمام لمساعدتها خاصة أنه عضو ناشط في جمعية ( أبدأ ) التي يرأسها الحاج حسن مالك رجل الأعمال ألإخواني المعروف.. وهل جاء هذا التبرع ردا علي جميل الجماعة بدعوة أبو هشيمة في رحلات مرسي الخارجية في زمن الإخوان.. أو أن هذا تقليد من ميراث زمن مبارك السيئ وإن كنت أعتقد أن هذا التبرع علي طريقة " اللي يتجوز أمي اقوله ياعمي " . دعونا نعود إلي محضر الاجتماع رقم (8) لسنة 2013الذي عقد بمقر الجماعة في المقطم يوم 5يونيو الماضي أي منذ حوالي شهرين فقط.. ويحتوي علي أربعة بنود أولها هو النظر في قبول الهبة المقدمة من الأخ الأستاذ أحمد أبو هشيمة ووافق المجتمعون برئاسة المهندس محمد خيرت الشاطر علي قبول الهبة وتوجيه خطاب شكر لسيادته ( يقصدون أبو هشيمة ) والتأكيد علي منحه كافة التسهيلات الواجبة عرفانا بجميله ودعمه الدائم للجماعة .(طبعا الكلام لا يحتاج لشرح !). المليار ونصف المليار جنيه التي دفعها أبو هشيمة لصالح جماعة الإخوان وليس من أجل حل مشاكل مصر.. تشكر يا أبو هشيمة وياريت تفتكرنا.. أقصد الغلابة في مصر . أما البند الثاني فكان الموافقة علي سفر الدكتور محمود عزت إلي الدوحة بصفة عاجلة لمقابلة صاحب السمو الشيخ خليفة بن حمد وبذل كافة المحاولات لإثنائه عن فكرة التخلي عن العرش الأميري والاجتماع بالأخ المجاهد خالد مشعل والأخوة المجاهدين أعضاء المكتب السياسي للاتفاق علي الترتيبات اللازمة والمتفق عليها مسبقا خلال زيارتهم للقاهرة . وأخر بند كان قبول كافة الشروط الموضوعة من الجانب القطري والخاصة بملف القرض القطري الحسن وتقديم المزيد من التسهيلات من أجل موافقة الجانب القطري علي رفع قيمة القرض إلي مبلغ 12 مليار دولار مع الضغط عليهم بكافة الوسائل الممكنة والمتاحة لدينا وفي حالة تأزم الموقف يتم اللعب بورقة الضغوط الأمريكية.. أظن المسألة كده وضحت وبانت.. ولعل هذا يفسر سر ما يحدث في رابعة والنهضة وأن الإخوان مستعدون للتضحية بأخر شاب إخواني أو سلفي حتي يعودوا للحكم.. وأنهم علي علاقة مريبة بواشنطن يستغلون ورقتها للضغط علي قطر لأن الطيور علي أشكالها تقع ! أخر ملحوظة : الوثيقة عليها ختم جمعية الإخوان المسلمين المقيدة برقم 644 لسنة 2013بوزارة التأمينات والشئون الاجتماعية . لا أزال عند رأيي أن أي محاولة لفض اعتصام رابعة أو النهضة بالقوة هو انتحار للجميع.. لا أوافق علي ما يفعله الإخوان ولا أقر البلطجة بكل أنواعها وأري استمرار كافة الجهود لفض الاعتصام بطريقة سلمية تحفظ شباب مصر المغرر بهم الذين لا يدركون توابع ما يفعلون واستغلالهم السيئ من قبل قادة الإخوان الذين لا يهمهم سوي الكرسي وما أدراكم ما الكرسي وسلطاته وملياراته نحو مخطط التمكين لدولة الإخوان !