أكثر مايطمئن الشعب المصري علي استحالة عودة الرئيس المعزول محمد مرسي هو ما يقوله كل من زاروه في مكان احتجازه .. لم يزره أحد إلا وخرج ليؤكد انها ثورة شعبية وليست انقلابا .. تري ماذا قال لهم ليخرجوا بتلك القناعة والثقة؟!. لم يعد أحد يتعاطف مع ما يروجه المتاجرون بالدين والخالطون بين "الشرع" " والشرعية" .. فالشرع هو كلمة الله ..وليس منا من ينكره أو يقلل من قدسيته .. أما الشرعية فهي من الشعب وإلي الشعب. لم يعد أحد يميل الي تصديق ما يروجه حاملو السلاح المتواجدون في رابعة أو النهضة بأن اعتصامهم سلمي .. أو أن هدفهم هو الأمن والأمان للشعب والجيش والشرطة والوطن كله. اليوم يمر أسبوع كامل علي خروج شعب مصر تلبية لنداء السيسي لتفويضه بإنهاء حالة العنف في شوارع القاهرة والاسكندرية وكل مدن مصر وبوادر الارهاب القبيح الموجود بشكل واضح في سيناء والذي يهدد كل الوطن . وكنا ننتظر تلبية أمر الشعب الذي خرج للشوارع بعد أن "خرج من هدومه" بسبب ما يحدث من تلك القلة في رابعة والنهضة .. وكلا المكانين ضاقا بمن احتلهما و" برطع " فيهما . لقد لفظهم المكان والناس . وأول أمس خرج بيان مجلس الوزراء الذي نص علي أن اعتصام ميداني رابعة العدوية والنهضة يمثلان خطرا علي الأمن القومي وفوض وزير الداخلية بالتعامل مع تلك الاعتصامات. كنا ننتظر هذا البيان من قبل ولكن علي ما أظن فان كل مسئول أراد أن يبعد الكرة عن ملعبه .. فالرئيس فوض رئيس الوزراء .. ومجلس الوزراء فوض وزير الداخلية .. مع أن تفويض الشعب كان في الأصل للقوات المسلحة تعاونها قوات الشرطة بحيث يكون التنفيذ سريعا وناجزا واحترافيا . وخلال الأسبوع الماضي كان هناك تباطؤ في التعامل مع الأمر .. وتلكؤ في تنفيذ التفويض .. والأهم هو الفشل الأعلامي الواضح خاصة الاعلام الموجه للخارج .. وهو الاعلام الذي تأثر جدا بأكاذيب جماعة الاخوان التي استطاعت الوصول الي العالمية بينما فشل اعلامنا الذي كان داخليا محليا . تركنا الساحة الخارجية لقناة الجزيرة بقنواتها العادية والخاصة بالعربية والانجليزية تنقل وحدها الصورة المغلوطة الي العالم . ربما يكون هناك عذر لوزيرة الاعلام .. فهي مع احترامنا الشديد لها ليست مؤهلة لهذه المهمة ولهذا الدور في تلك المرحلة .. فهي لم تجيء لتنظيم العمل في ماسبيرو .. وانما جاءت لتنظيم الآلة الاعلامية المصرية في مواجهه الآلة الاعلامية الجبارة التي تمولها الأيادي السوداء وتعمل باحترافية عالية وامكانات هائلة. وقد يكون هناك عذر للهيئة العامة للاستعلامات التي ماتت منذ سنوات طويلة .. كان هذا هو دورها ولكن لم يعد بها كوادر وليس لها ميزانية تتفق مع الدور الذي يجب أن تقوم به. ولكن لا يمكن أن يكون هناك عذر وفي رئاسة الجمهورية رجل بحجم وعلاقات الدكتور البرادعي ..وفي وزارة الخارجية رجل بحجم وعلاقات نبيل فهمي ورجال علي قدر كبير من الكفاءة في الداخل والخارج. ولهذا فان الفشل الأعلامي في توصيل الحقيقة للعالم كان واضحا جدا. ولكن أخطر ما علمته من مصادر أمنية أن السبب في التأخر في فض اعتصام رابعة العدوية هو وجود نية من قيادات الاخوان بتنفيذ مجزرة رهيبة يقتل فيها الآلاف من سكان رابعة العدوية والمناطق المجاورة وتحويل المنطقة الي ساحة قتال تستخدم فيها الاسلحة الثقيلة والآلية والقنابل لتفجير المنطقة بالكامل وهناك معلومات عن وجود ما لا يقل عن 8 مدافع هاون و14 قذيفة آر بي جيه و3 مدافع مضادة للطائرات بالاضافة الي وجود المئات من عناصر حماس المدربة علي استخدام هذه الاسلحة وهو ما يؤكده وجود نحو خمسين جثة مجهولة الهوية في مشرحة زينهم ممن هاجموا الجيش والشرطة في الحرس الجمهوري وطريق النصر. وفوق كل هذا .. هناك معلومات عن قيام الاخوان بتحصين مقر الاعتصام بنشر انابيب الغاز والأكسجين كبيرة الحجم وكميات كبيرة من براميل الزيت السائل حول مداخل الميدان لتفجيرها في القوات المقتحمة واستخدام المدافع المضادة للطائرات لإسقاط طائرات الانزال اذا استخدمت و هناك تخوفات من استخدام قاطني العمارات كدروع بشرية ورهائن حال نجاح القوات في اقتحام مقر الاعتصام . وهناك أيضا استخدام للأطفال ومعظمهم من الأيتام والنساء كخط هجوم أول حتي يتم تصوير الأمر وكأن الجيش والشرطة يقتلان النساء والأطفال. تري ماذا تخبيء لنا الأيام القادمة؟!