من يعبث بأمن سيناء؟ وما هي العناصر الارهابية الموجودة بها؟ واين تتمركز تلك العناصر التي استباحت قتل وارهاب المصريين ونشر الدمار والرعب في ارض الفيروز ؟ هذه الاسئلة وغيرها تفرض نفسها علي ابناء الشعب مع كل عملية ارهابية تحدث في سيناء حتي خيل للبعض ان هذه المنطقة الغالية من ارض مصر أصبحت مرتعا لجماعات الإرهاب الاسود تعيث في ارضها الطاهرة فسادا وتهدد بجرائمها القذرة امن مصر القومي. وهو مادفع القوات المسلحة الي التحرك بسرعة لوضع حد للمد الارهابي في سيناء مدعومة بتأييد شعب مصر وبشكل خاص اهالي سيناء الشرفاء. »الاخبار« تفتح هذا الملف الهام وتحاول من خلال الخبراء العسكريين و الامنيين رسم خريطة للارهاب في سيناء وعرض افضل الوسائل الواجب اتخاذها للقضاء علي شياطين القتل والدمار هناك 3 إلي5 آلاف إرهابي من جيش» جلجلة و القسام و القاعدة والتكفير والهجرة و الجهادية و بيت المقدس « أماكن التمركز : جبل الحلال و العريش و الشيخ زويد حتي منطقة الحسنة في البداية يؤكد اللواء احمد عبد الحليم الخبير الاستراتيجي إنه يجري الآن اتخاذ إجراءات حاسمة لتطهير سيناء من العناصر الجهادية الارهابية واحكام السيطرة العسكرية والامنية عليها من منطلق اهمية ذلك في حماية الامن القومي المصري وقطع الطريق امام الطامعين في ارض الفيروز. وقال ان هناك قوات مصرية قادرة علي تحقيق ذلك بكفاءة عالية، مشيرًا إلي أن القوات المسلحة والاجهزة الامنية تعمل بتنسيق كامل لاعادة السيطرة الامنية علي سيناء والقضاء علي العناصر التكفيرية المتواجدة بها خاصة العناصر المختبئة بكهوف جبل الحلال مؤكدا ان عمليات تمشيط وهدم الأنفاق علي الحدود بين قطاع غزة ورفح يجب ان تستمر من اجل الحفاظ علي الأمن القومي المصري، مؤكدا أن القوات المسلحة لن تتراجع عن اتخاذ كافة الإجراءات في سبيل الحفاظ علي الأمن القومي ويضيف الخبير الاستراتيجي ان اماكن تمركز الارهابيين في سيناء هي الشيخ زويد ورفح و جبل الحلال مشيرا الي ان صعوبة المهمة تتمثل في ان هذة العناصر قد تختبيء بين اهالي سيناء مما يصعب التعامل معهم حفاظا علي ارواح اهالينا هناك مؤكدا ان عملية هدم الانفاق مستمرة حتي يتم القضاء علي المواد المهربة و منع دخول السلاح الي هذه الجماعات مطالبا في الوقت نفسه بالتفاوض والتحاورلكسب دعم شيوخ القبائل حيث أن "بعضهم يخشي الإبلاغ عن الإرهابيين الذين يندسون بينهم" علي حد قوله. إمارة الإرهاب ويؤكد اللواء علاء عز الدين مدير مركز الدراسات الاستراتيجية للقوات المسلحة الاسبق ان الجماعات المنتشرة في سيناء هي تنظيم الرايات السوداء، والجهادية السلفية، والتكفير والهجرة، وأنصار الجهاد، وجماعة بيت المقدس الفلسطينية، موضحا ان هذه الجماعات تعتنق أفكارا إسلامية متشددة وتريد بسط السيطرة علي سيناء واعلانها امارة اسلامية تمتد الي قطاع غزة مشيراً إلي أن الجيش المصري يتخذ اجراءات فعالة وعمليات منظمة لتحرير سيناء من قبضة التنظيمات الإرهابية من خلال استخدام اجهزة حربية حديثة مثل الطائرات بدون طيار وطائرات الاستطلاع واجهزة الرصد الليلية. جيش "جلجلة" ويضيف مدير مركز الدراسات الاستراتيجية للقوات المسلحة الاسبق ان سيناء وخاصة المنطقة الحدودية تعد مركزا لتواجد الجماعات التكفيرية والجهادية ومنها عناصر مصرية كانت بالسجون وتم العفو عنها من قبل الرئيس المعزول واخري توافدت عبر الانفاق من قطاع غزة منها عناصر عديدة تابعة لجيش جلجلة هو ما يعرف بجيش الاسلام وعناصر اخري تابعة لحركة حماس وكتائب عز الدين القسام الجناح العسكري للحركة وتنشط عملياتها وتواجد بمدن شمال سيناءالشرقية وخاصة رفح والشيخ زويد، وتهدف تلك الجماعات الي السيطرة علي تلك المناطق واعلان امارة اسلامية تنطلق من سيناء، وحول الاسلحة المستخدمة يقول اللواء عز الدين ان هذه الجماعات الارهابية تستخدم غالبا صواريخ ال »ار. بي.جي« والهاون وربما طورت اسلحتها بعد عمليات التهريب الواسعة عقب سقوط نظام القذافي في ليبيا. واكد ان الجماعات الارهابية تحظي بدعم ومساعدة التنظيمات الفلسطينية التي يرتبط بعضها بتنظيم القاعدة واستطاعت العناصر الجهادية التغلغل في ربوع سينا ء بعد قيام ثورة يناير مستغلة الفوضي والانفلات الامني الذي شهدته البلاد وكثفت نشاطاتها في مجال تهريب السلاح والمواد المصرية المدعمه الي قطاع غزة. ويؤكد اللواء عز الدين ان هناك بلاغات محل التحقيق الان ستكشف حقائق جديدة ومثيرة حول انتشار الجماعات الارهابية في سيناء وتورط قيادات سياسية كبيرة في هذة القضية مطالبا بضرورة غلق جميع الإنفاق التي تربط بين قطاع غزةوسيناء وتسبب تهديدا مباشرا للأمن القومي كما اكد علي اهمية التعاون مع شيوخ القبائل ومواطني سيناء الشرفاء للإبلاغ عن أي عمليات ارهابية قبل حدوثها مطالبا اهالي سيناء بتكرار امجادكم المشهودة في حروب الاستنزاف واكتوبر من خلال التعاون الرائع مع المخابرات الحربية وهو ما اثمر عن تحرير سيناء من الاحتلال الاسرائيلي . كما طالب بإستخدام الوسائل الإلكترونية الحديثة علي الحدود ليتم من خلالها إكتشاف أي عملية تسلل من أو إلي البلاد، وكذلك استخدام طائرات دون طيار بدوريات مستمرة فوق المناطق الحدودية الساخنة لاكتشاف أي عمليات قد تكون موجهة إلي أي من الوحدات العسكرية أو الأماكن الحيوية داخل ارض ا لفيروز. 60 كيلو مترا يقول اللواء محمد نور الدين مساعد اول وزير الداخلية الاسبق ان خريطة الارهاب في سيناء تبدأ من العريش و الشيخ زويد حتي منطقة الحسنة مرورا الي كمين غيثة الذي يعد هدفا اساسيا للحمساوية حيث تبدأ هذة العناصر في الانتشار في هذة النقطة و علي امتداد 60 كيلو مترا حتي حدود غزة مؤكدا ان هذة المنطقة تستخدم في دخول الاسلحة الثقيلة بالاضافة الي تهريب المواد البترولية مرورا بالسيارات المسروقة من داخل مصر مقابل دفع مبلغ مادي »كأتاوة« الي هذة العناصر الجهادية التي تتحكم في هذه المنطقة. الفكر الجهادي ويضيف مساعد اول وزير الداخلية الاسبق ان عدد الجهادين الذين ينتمون الي تنظيم القاعدة التابع لشمال افريقيا والذي يضم عناصر من الجزائر وتونس و ليبيا بالاضافة الي عناصر عائدة من الشيشان وافغانستان تتراوح ما بين 3 الاف الي 5 الاف جهادي يعتنقون الفكر الجهادي الذي يكفر الجميع و يستحل دماءهم مشيرا الي ان الفترة الماضية التي اعتلي فيها الاخوان سدة الحكم في مصر كانت فترة ذهبية بالنسبة للجهاديين حيث كان يتم تهريب الاسلحة الحديثة اليهم من ليبيا وهو ما انعكس ورأيناه في الشارع من اسلحة مضادة للمدرعات المصفحة وصواريخ مضادة للطيران مضيفا ان العناصر الجهادية التي كانت في السجون المصرية خرجت في قرارات العفو الرئاسية ضمن صفقة بين الرئيس المعزول مرسي و بين قيادات الجهادية حتي يضمن ولاءهم اذا حدث اي انقلاب او مظاهرات ضده في الشارع المصري . التنسيق مع القبائل وعن كيفية مواجهة الارهاب في سيناء يؤكد اللواء نور الدين علي ضرورة التنسيق بين رجال القوات المسلحة وعلي رأسها الاجهزة المخابراتية و رجال الشرطة المدنية وضباط الامن الوطني وتشكيل فريق عمل للتواصل مع شيوخ القبائل في سيناء لكي يساهموا في تسليم هذة العناصر الارهابية التي انخرط بعضها مع هذه القبائل وتعتبر خلايا نائمة داخلها مؤكدا علي ضرورة التنسيق الكامل مع القبائل التي سيكون لها دور كبير في تطهير سيناء مضيفا أنه يجب ان يواكب ذلك البدء في تعمير سيناء حتي يشعر اهلها بثمار التنمية وتوفير فرص عمل لاولادها . حرب عصابات ويري اللواء طارق حماد مساعد وزير الداخلية الاسبق ان هذه الأحداث كشفت عن حالة الغليان والخطر المحدق بسيناء، فبوابة مصر الشرقية التي تقدر مساحتها ب 61 ألف كيلو متر مربع، في خطر حقيقي من حيث التهديدات الخارجية التي ظهرت جلية إبان الأحداث، وما شهدته سيناء في الفترة الماضية هي حالة من حرب العصابات المسلحة التي تستخدم اسلحة حديثة جدا مثل الصواريخ العابرة للمدن بالاضافة الي القنابل مؤكدا أن تأمين سيناء في المرحلة المقبلة يستلزم عدة إجراءات خاصة من خلال التحكم في المنافذ لمنع تهريب المخدرات والسلاح وما إلي ذلك، وذلك عن طريق دوريات بالطائرات الهليكوبتر لمسح صحاري سيناء خلال فترات زمنية متقاربة،. خطر قادم ويشير مساعد وزير الداخلية الاسبق الي ان الأحداث التي شهدتها سيناء تؤكد وجود خطر قادم من هذا الجزء المهم من مصر، فالتهديدات ليست خارجية فقط، وإنما داخلية أيضاً مؤكدا أن ظهور كل هذا الكم الهائل من الأسلحة في سيناء أمر خطير، فقد ظهرت أسلحة آلية وثقيلة في يد العناصر التكفيرية، مؤكدا علي ضرورة الانتباه إلي خطورة ما يحدث في سيناء، فإهمالها طوال كل هذه السنوات أدي لظهور قوة أخري غير قوة الدولة فيها ومن هنا فلابد من فتح صفحة جديدة بين الدولة وأهالي سيناء لأن أمن سيناء الداخلي سيترتب عليه تحقيق الأمان لمصر كلها، وهذا الأمن الداخلي يستلزم ضرورة الاهتمام بمشروعات التنمية بما يتناسب مع مقومات المجتمع السيناوي وطبيعته، حيث يمكن الاهتمام بالمشروعات الصغيرة المعتمدة علي الموارد الموجودة في البيئة، ومنح أصحابها قروضاً بدون فوائد لتنميتها وتصريف هذه المنتجات من خلال جهة حكومية تتولي مسئولية البيع في كل أنحاء مصر، يتزامن مع هذا سرعة إتمام المشروع القومي لتنمية سيناء لتوطين ما يقرب من 3 ملايين مصري فيها، هو أفضل وسيلة لحماية أمن مصر الداخلي والخارجي.