وجاء شهر الصوم والعبادة.. شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن هدي للناس وبينات من الهدي والفرقان.. جاء ونحن نتباكي علي أرواح الشهداء ونزيف الدم الذي لم يجف بعد في الشوارع والميادين.. جاء والعين تدمع والقلب يئن ويتوجع علي أحوال العباد والبلاد.. أين بهجة رمضان، أين ايامه ولياليه، أين موائده التي كانت تنتشر في كل مكان لافطار الصائمين وأبناء السبيل، أين التعاطف والتراحم.. جاء ولولا ثبوت الرؤية ما علمنا بقدومه فكان الهلال هو البشير ومعه صوت محمد عبد المطلب »رمضان جانا وفرحنا به« وايضاً الصوت الملائكي للشيخ محمد رفعت الذي يجعلنا نستشرف قدومه وهو يرتل عبر الأثير بآيات القرآن الكريم.. حتي الدراما الرمضانية التي تتعدد فيها الموائد من كل لون وصنف من اجل فرحة واسعاد المشاهدين، فقدت هي الأخري بريقها ولم تعد كما كانت في الماضي يلتف حولها الجميع وتتباين بشأنها الاراء.. حيث جاءت في معظمها لتعيد لنا الواقع الأليم الذي مازلنا نعيشه ونحياه بكل معالمه وتفاصيله الدامية لتزيد حالة الاكتئاب، ولولا قليل من البرامج الكوميدية لاختفت البسمة تماماً من علي الوجوه.. وأظن وبعض الظن إثم ان هذه الدراما ضلت طريقها الي الشاشة، وكان يمكن ان تلقي قبولاً حسنا لو عرضت بعد الموسم الرمضاني الذي يبحث فيه المشاهد عن دراما »تفتح النفس« لا مزيد من البكائيات!!