قدمت الفنان سعيد شيمي في المقال السابق.. ونهر الفن ركَّز علي سيرته الذاتية الممتدة والغنية بإنجازات غير مسبوقة في مجال التصوير السينمائي بشكل عام، أما خصوصية وتفرد سعيد شيمي في التصوير في أعماق البحار هذا يجعله من القلائل علي مستوي العالم للصعوبة التي تواجهه وخاصة عدم الثبات والتنفس والسيطرة علي الكاميرا المجهزة لهذا الغرض.. طبيعة فنية تستحق من المسئولين عن الإعلام تخصيص برامج تقدم هذه الخبرات كثقافة عامة عن السينما للمشاهد كما يحدث في بلاد التقدم والتحضر، يعرف سعيد الصورة السينمائية »هي تلك الصورة المتحركة التي تظهر علي شاشة دور العرض، داخل ذلك الإطار المستطيل الأفقي الأسود في ظلمة تحيط المكان بالكامل، حتي نراها زاهية جميلة كبيرة متسعة، أو الصورة السينمائية هي ما تحمل لنا من أحداث ومعان درامية عديدة.. مؤثرة فنيا وعاطفيا ووجدانيا وشعوريا وعقليا، أو الصورة السينمائية هي ذلك الخليط من الرؤية والسمع والتمثيل والموسيقي والابهار، أو هي محصلة وبوتقة علوم وفنون الجنس البشري لأحقاب متتالية طويلة، أو الصور السينمائية هي الوسيلة الأكثر تأثيرا الآن في عقول البشر بما تبثه ليلا ونهارا وليس في دور العرض فقط، بل في الآلاف من المحطات الأرضية والأقمار الصناعية الفضائية حول كوكبنا الأرضي الذي أصبح مثقلا بها، أو الصور السينمائية هي تلك الصور الثابتة المتلاحقة التي تتحرك بسرعة 42 صورة في الثانية الواحدة، سواء في التقاطها بالكاميرا أو العرض السينمائي، وبسرعة 52 صورة إلي 03 صورة في الثانية.. ويحتوي الباب الأول »سنوات الابتكار« فجر السينماتوغراف.. وأشار شيمي إلي أن اختراع الصور المتحركة الفوتوغرافية هي محصلة زمن كبير من جهد الانسان في حقبات مختلفة.. وأشار إلي اختراع العدسات ويقال إن من اخترعها مدرسة الاسكندرية القديمة في الدولة البلطمية المصرية، وان شهرة فنار الاسكندرية هو من عجائب الدنيا السبع القديمة كان قادرا علي أن يرسل نوره لمسافات بعيدة ترشد السفن وتهتدي إلي الميناء، بشكل لم يشهد مثله أي فنار آخر، ويقال ان أمام شعلة النار التي تشتعل في أعلاه توجد بلورة زجاجية »عدسة« ترسل الضوء إلي هذه المسافة الشاسعة ليلا بتجميع أشعة ضوء النيران.. وانهار هذا الفنار في أحد زلازل المنطقة وتطرق إلي عصر النهضة والحجرة المظلمة، ثم نحو لغة بصرية حركية »لغة السينما«، مراكز مهمة للانتاج ومدينة للسينما، ومشكلة الوجوه البيضاء والعيون الكحيلة، الأسود والأبيض الجرماني.. التعبيرية الألمانية. نهج التصوير الكلاسيكي، وأهم انجازات المرحلة، ثم تطرق الكاتب إلي باب »سنوات النضج« الصوت والقيود علي الكاميرا، تطرق لمشكلة الصوت وكيفية تطابقه مع الصورة، يقول وقد استمرت المحاولات والتجارب لاضافة الصوت للصورة طيلة ثلاثة عقود من اختراع السينماتوجراف، بعض هذه المحاولات تجمع جزئيا دون الكمال وأغلب المحاولات باءت بالفشل.. وبعض هذه المحاولات نجحت جزئيا.. وتطرق في هذا الباب إلي الاتجاهات المتعددة في التصوير، الدمار يفرز فنا.. الوافد الجديد »التليفزيون«، الشاشة المتسعة والانتاج الضخم والألوان البهيجة، السابحات الفاتنات و00002 فرسخ تحت سطح البحر، السينما المجسمة، الكاميرا السينمائية العاكسة، الصورة الأقرب إلي البشر أهم انجازات هذه المرحلة، ونهر الفن يهنئ الفنان سعيد شيمي علي مؤلفه الرائع الجديد.