فرج أبو العز هذا الموقف المخزي لوزير الري تجاه سد النهضة يجعلني أهدي له حكاية شعب لعله نسيها في خضم الأحداث فمرة يرد باستغراب علي الصحفيين الملتفين حوله لمعرفة موقف مصر تجاه السد الكارثي: إيه الحكاية.. ومرة أخري يشنف أسماعنا بأن سد النهضة ستكون له تأثيرات ايجابية في إطالة العمر الافتراضي للسد العالي.. وأتساءل: ماذا سيفيدنا من إطالة العمر الافتراضي للسد "الغالي" إذا ما ضربنا العطش والجفاف.. وماذا سيفيدنا إذا ما انهار سد النهضة إياه هل سيبقي السد العالي ومن سيقينا الغرق.. لا قدر الله.. يا سيادة الوزير.. ويارئيس الوزراء ويا حكومة: إخواني تسمحولي بكلمة قالها الشاعر الرقيق الدبلوماسي أحمد شفيق كامل وصاغ ألحانها المبدع كمال الطويل وغناها عبد الحليم حافظ منذ 53 عاما.. قالوا بصوت الشعب: قلنا حانبني و آدي إحنا بنينا السد العالي.. يا استعمار بنيناه بأيدينا السد العالي.. الحكاية مش حكاية السد.. حكاية الكفاح اللي ورا السد .. حكايتنا إحنا.. حكاية شعب. الحكاية لم تعد حكاية شعب ولم تعد حتي حكاية "شجب" التي استخدمها النظام السابق دون هوادة.. الحكاية أصبحت طناش ولن أقول تأدبا تطنيش وتهميش لمصالح البلد العليا.. ظننت أن الدنيا ستقوم ولا تقعد للحفاظ علي حقنا في مياه النيل اكسير حياة المصريين لكن لاتزال الدنيا حلوة والجو ربيع والبركة في دعاء الوالدين.. لم نصارح الشعب الذي هي حكايته ومواله بحقيقة الموقف ولا البدائل المتاحة أمامنا للخروج من الأزمة.. لماذا لم نتحرك علي كافة المحافل الدولية لإثبات حقنا التاريخي والطبيعي في مياه النيل والخطورة الكبيرة التي يمثلها انهيار سد النهضة علي مصر؟ ولماذا ولماذا.. والأهم لماذا لا ندرس جيدا مشروع توصيل نهر الكونغو بأحد روافد نهر النيل في السودان.. المشروع - وفق الدراسات المبدئية - بدأت فكرته أوائل ثمانينيات القرن الماضي ويوفر لمصر 95 مليار متر مكعب من المياه سنويا توفر زراعة 80 مليون فدان تزداد بالتدرج بعد 10 سنوات إلي 112 مليار متر مكعب مما يصل بمصر لزراعة نصف مساحة الصحراء الغربية.. بجانب توليد طاقة كهربائية لمصر والسودان والكونغو 18 ألف ميجاوات أي نحو عشرة أضعاف قدرات التوليد بالسد العالي. ما يجب أن نعرفه أن بحث البدائل ضروري ومهم للمستقبل لكنه لا يعني بحال من الأحوال التفريط في حقنا.