دخل الي العالم السري للمؤسسات المالية الدولية .. وشارك معهم في اغراق عدد من الدول الفقيرة والنامية بالديون . "جون بركنز" واحد من خبراء الاقتصاد الدوليين او ما يطلق عليهم "قراصنة الاقتصاد".. شارك وزملاؤه في دفع الاكوادور نحو الافلاس واغتيال العراق وجواتيمالا وبنما.. واستنزاف ايران والسعودية .. فدوره واقرانه هو اعداد الدراسات التي بناء عليها توافق المنظمات المالية العالمية ومنها "بنك وصندوق النقد الدولي" علي منح القروض للدول النامية بغرض تطوير بنيتها الاساسية وبناء محطات الكهرباء وانشاء الطرق والمواني والمطارات والسدود والمدن الصناعية.. الخ.. وحتي لا تهرب اموال الدول المقرضة او التي تهيمن علي تلك المنظمات يشترط قيام المكاتب الهندسية وشركات المقاولات التابعة لتلك الدول وعلي رأسها امريكا بتنفيذ المشروعات فتخرج الاموال من جيب وتنقل الي الجيب الاخر.. وتغرق الدولة المستدينه في سداد اصل القرض وفوائده. نجاح "القرصان" دائما ما يكون مقدرته علي اقناع »ساسة« الدول بزيادة حجم القرض والذي يجبرها علي التعثر بعد سنوات.. ويجعلها تحت رحمة الدائن الذي يفرض شروطه مثل طلب التصويت لصالحه في الاممالمتحدة او السماح له بالسيطرة علي موارد معينة بتلك الدول او قبول التواجد العسكري علي ارضها او المشاركة بقوات في عمليات عسكرية في دولة اخري.. واقل ما يمكن ان يطلب منها الصمت علي التدخل العسكري في دولة مجاورة! "الاكوادور" من بين النماذج التي التهمها "القراصنة الاقتصاديون".. فخلال 3 عقود زاد الدين العام بها من 240 مليون دولار الي 16 مليار دولار.. وارتفع حد الفقر وزادت نسبة البطالة الي 70٪ .. وعندما استوت "التفاحة" وغرقت في الديون واصبحت علي وشك السقوط دخلت شركات البترول الامريكية لشراء ديونها.. ولم تجد "الاكوادور" امامها وسيلة سوي بيع غابتها وتحقق الهدف الرئيسي الذي خطط له الامريكان بالاستحواذ علي المخزون البترولي في غابات الامازون والذي ينافس الشرق الاوسط .. واصبح كل 100 دولار يتم استخراجه من البترول تحصل الشركات الامريكية علي 75 دولارا منها ..في مقابل 25 دولارا للاكوادور تذهب 75٪ منها لسداد الديون الخارجية والمصروفات الحكومية والجيش .. ويتبقي 2.5 دولار فقط للصحة والتعليم والبرامج التي تستهدف الفقراء . "بيركنز" اعترف بجريمته واعلن توبته وألف كتابا يحكي فيه تجربته.. لفت نظري قوله إن الخبراء الاقتصاديون يغلفون استراتيجيتهم في "النهب" باستخدام مفاهيم مثل "الحكم الرشيد وتحرير التجارة وحقوق المستهلك".. وان الدول التي تسقط في براثن "القراصنة" عليها ان تقوم بالخصصة والغاء الدعم.