محمد سلماوي كاتب له مذاق خاص في عالم الكتابة الإبداعية من قصص أو مسرحيات ، ترجمت أعماله إلي اللغات الفرنسية والايطالية والانجليزية، وفي احدث إبداعاته " عشر برديات مصرية " .. تأملات قصصية من وحي التاريخ يأخذنا إلي عالم الخيال لإحياء مراحل مهمة من تاريخ مصر القديم والكتاب يقع في مئة وسبعين صفحة نصفها بالعربية ونصفها الآخر باللغة الفرنسية؛ حيث قامت الكاتبة والمترجمة الدكتورة سهير فهمي بترجمة البرديات العشر من العربية إلي الفرنسية . وقد أهداه »إلي حفيده سليم الشرقاوي الذي ولد مع هذا الكتاب«. أما البرديات فقد أثارت جدلا بين القراء فالبعض وجد فيها تعليقا علي الواقع السياسي المعاش ، بينما وجد فيها البعض الآخر إحياءً لمراحل مهمة من تاريخ مصر القديم ، لكن هؤلاء وأولئك توقفوا معًا عند القيمة الإبداعية الكبيرة التي قامت عليها كل »بردية« من البرديات العشر ، والتي كان العمود الفقري لكل منها هو التاريخ القديم، الذي يتقارب أو يتباعد مع تاريخنا المعاصر ، لكنها تظل - قبل ذلك وبعده - روايات أدبية بقلم واحدٍ من أهم المبدعين علي السَّاحة الأدبية في الوطن العربي . يقول محمد سلماوي في البردية الأولي التي حملت عنوان »ما قاله القمر«: »وفي نهاية الأسرة السادسة كان حاكم مصر فرعونا »عجوزا« هو الملك بيبي الثاني الذي اعتلي العرش بعد وفاة أخيه غير الشقيق مرنرع . لكن بينما لم يدم حكم مرنرع إلا تسع سنوات امتد حكم بيبي الثاني أكثر من تسعين سنة حتي طعن في السن واعتراه الوهن ، فلم يعد يبرح قصره ، وصارت حاشيته تحكم البلاد باسمه بينما هو لا يدري شيئًا عن أحوال الناس«. وفي سطور البردية كتب المؤلف علي لسان احد أبطاله القدماء في رسالة إلي حاكم البلاد قائلا: كل الأشياء الجميلة زالت واندثرت ، لم يبق لنا إلا القبح في كل مكان ، الأشياء الطيبة اختفت ، لم يبق حتي قلامة ظفر . البلاد تدور كدولاب الفخار ، ولا يخرج منها إلا الأشكال الممسوخة والأحوال المقلوبة ، الأكابر في آسي. والفقراء يتضورون جوعا.