الحديث الذي ردده اتحاد كرة القدم برئاسة سمير زاهر عن الغاء الهبوط هذا الموسم نظرا للاحداث التي شهدتها البلاد لم يكن وليد الايام القليلة الماضية فقط، بل الموضوع كان قيد البحث والدراسة منذ فترة ليست بالقليلة لدرجة أن مقدمي أحد البرامج الرياضية المعروفين والذي كان متحدثا اعلاميا سابقا بالجبلاية كشف عن ذلك في برامجه عندما وجه كلامه صراحة لجماهيرالاتحاد السكندري منذ حوالي ثلاثة أسابيع بقوله: "انا بقولكم ما تقلقوش وفيه اخبار حلوة ليكم قريب، وموش هأقول اكتر من كده دلوقت". وبالطبع اشتم الكثيرون من هذا الكلام رائحة الغاء الهبوط بكافة أشكاله ومعطياته بحجة ظروف الثورة وما نتج عنها من توابع، وقد زاد من هذه التكهنات حجم الهجوم على الحكام واخطائهم، وتصاعد نبرة الاتهامات ضدهم بحجة التورط في مصلحة فريق ضد أخر، بل إن أصابع الاتهام اتجهت من فريق الى آخر بالاشارة الى تفويته نتيجة المباراة لصالح منافسه، مثلما فعل مجمد فرج عامر رئيس نادي سموحة بالاعلان صراحة عن تهاون الاسماعيلي في مباراته أمام وادي دجلة، والتي فاز بها الاخير وكانت وراء خروجه من دائرة الصراع على الهبوط. ولم يتوقف الامر عند ذلك بل إن أحد أعضاء مجلس إدارة الاتحاد جاء في جلسة جانبية مع بعض المسئولين ليشير الى الغاء الهبوط هذا الموسم، وقال إن الاندية التي تتذيل القائمة ليس عليها أن تقلق لان هناك ترتيبات يتم دراستها للخروج من هذا المأزق، وعدم التضحية بها في الدرجة الثانية. ويبدو أن الظروف كلها كانت تخدم اتحاد الجبلاية ليخرج في النهاية بملء فيه بالقرار المنتظر، وذلك من خلال اعلان نظيره التونسي الغاء الهبوط في كافة الدرجات للموسم الحالي، وكان التبرير من جانب رئيس الاتحاد أنور الحداد ظروف البلاد بعد الثورة وعدم الاستقرار الذي شهدته بالاضافة الى معاناة الاندية خاصة في ظل غياب الجماهير لعدم السماح بحضورها بعد سلسلة أعمال الشغب التي شهدتها، ولكن في الحقيقة فان الساحة التونسية حفلت قبل اعلان القرار بعدد من الاعتصامات من الاندية التي سقطت في طي النسيان، ومنها مسئولو ولاعبو اوليمبيك الكاف الذين اعتصموا ليلة كاملة أمام مقر الاتحاد. وكشفت صحيفة الصباح التونسية عن أسرار ما حدث في الجولة الاخيرة من دوري الدرجة الثانية التي شهدت هبوط اوليمبيك الكاف مع اتحاد بن قردان، حيث لم يشفع للاول النقطة التي حصل عليها من تعادله السلبي مع النادي القربي، وبالتالي خرج الفريق عن النص لما تعرض له من وجهة نظر مسئوليه من ظلم تحكيمي وتواطؤ من رئيس لجنة التحكيم الحبيب ناني، وهو ما دفع الجماهير الى القيام بحملة احتجاجات، وكان وراء اعتصام اللاعبين والمسئولين داخل حافلتهم أمام مقر الاتحاد. وأشارت صحيفة الصباح الى تصريحات رئيس الاتحاد التونسي انور الحداد بعد لقائه مع أعضاء الاتحاد بأنه اتخذ قرار عدم الهبوط لما لديه من أدلة وبراهين على حدوث تلاعب في نتائج مباريات الجولات الثلاثة الاخيرة، وأن مسئولي نادي اوليمبيك يرون تعرضهم لظلم تحكيمي بين في اللقاء الاخير لدرجة أن حكم مباراتهم مع