إنه في الواقع لاعب لا يحب أضواء الشهرة، على الأقل ليس خارج الملعب. لكن ميروسلاف كلوزه المتحفظ والواقعي دائما ما يتألق ويخطف الأضواء، وهو وضع من المرجح ألا يتغير بسرعة. في يوم الجمعة تمكن صاحب 132 مباراة دولية في لقاء ودي أجراه المنتخب الألماني ضد أرمينيا في مدينة ماينز من تسجيل هدفه رقم 69 ليتجاوز نهائيا النجم الأسطوري جيرد مولر (68) ويصبح لوحده الهداف التاريخي للمنتخب المتوج باللقب العالمي ثلاث مرات. وفي يوم الاثنين سيحتفل من جديد لكن هذه المرة بعيد ميلاده السادس والثلاثين. ولهذا من البديهي أن ينتظر التهاني والهدايا من زملائه في البرازيل. إنهم يريدون أن ينجح زميلهم المتمرس في التوقيع على إنجاز تاريخي خلال نهائيات كأس العالم 2014FIFA. وبمقدوره خلال الأسابيع المقبلة أن يصبح أنجح هداف في تاريخ النهائيات العالمية. وفي الوقت الحالي يملك هذا المهاجم، الذي لاحقته لعنة الإصابات كثيرا خلال الموسم الماضي – مثل جيرد مولر – 14 هدفا في رصيده خلال مشاركاته في العرس العالمي. فوحده النجم البرازيلي السابق رونالدو (15) تمكن خلال مشواره الحافل بالنجاح والأمجاد من تسجيل أهداف أكثر. وبالتالي مازال كلوزه الذي أطلقت عليه وسائل الإعلام لقب "الجد الكروي" يلاحق الرقم القياسي. قيل الكثير من الكلام هذه الأيام بخصوص الدور الذي سيلعبه الفائز بجائزة كرة adidasالذهبية في نسخة 2006 في كتيبة المدرب يواكيم لوف خلال العرس العالمي الذي سينطلق بعد أيام قليلة. وأوضح المدرب الوطني قائلا "جوكر أو لا، ليس هناك بالنسبة لي لاعب جوكر بهذا المعنى. أعتقد أننا في هذه الظروف سنستنزف في جميع الأحوال رصيدنا من التغييرات في البرازيل. لم يستعد ميرو كامل لياقته لكنه سيكون مهما للغاية بالنسبة لنا". ويرى لوف أنه "لاعب البطولات"، وهو يعرف ما عليه فعله وغالبا ما يكون جاهزا في الوقت المناسب. إنه وضع سهل للغاية بالنسبة لكلوزه الذي وُصف رقمه القياسي الوطني بالإنجاز "الباهر" من قبل المدرب لوف. وبأسلوبه الخاص صرّح بكل بساطة "بالإمكان تخيل كل شيء. فالمهم هو أن أتمكن من مساعدة الفريق. وكالعادة في أي شكل كان". لطالما كان كلوزه ذلك الرجل الذي يفضل الابتعاد عن الصخب الإعلامي في الفترات الحرجة. وفي رد فعله بعد الهدف المسجل في شباك أرمينيا قال بكل فخر "الهداف التاريخي هو لقب رنان، ولايمكنني أن أشتكي". غير أنه لا يرى نفسه في نفس الدرجة مع جيرد مولر إذ أكد بقوله "لا يمكن أن أوضع في نفس المرتبة معه". لكن ومع ذلك من المؤكد أن كلوزه سيكون خلال نهائيات كأس العالم 2014 من أبرز اللاعبين وهدافا يزرع أكثر، من أي وقت مضى، الرعب في نفوس المدافعين بفضل حسه التهديفي العالي وسرعته الفائقة وقوته الكبيرة في الكرات الرأسية. وحتى بعد بلوغه عامه السادس والثلاثين مازال يتطلع بعزيمة كبيرة وتواضع شديد إلى تحقيق إنجاز تاريخي آخر.