رفعت الكاميرون لواء الكرة الافريقية في ثمانينيات القرن الماضي، فبرغم تعادلها مع البيرو وبولندا والبطلة إيطاليا في مونديال 1982، خرجت من الدور الاول برأس مرفوعة. دخلت في 1990 تاريخ كأس العالم عندما اصبحت اول دولة إفريقية تبلغ ربع النهائي، بعد إسقاطها أرجنتين مارادونا حاملة اللقب افتتاحا برأسية فرانسوا اومام بييك، وقدمت الى العالم المهاجم المخضرم روجيه ميلا. تراجع مستواها بعد ذلك، فاكتفت بالدور الأول في 1994 و1998 و2002 و2010،إلا أنها بقيت قوة قارية لافتة بتتويجها في 1984 و1988 و2000 و2002، كما بلغت نهائي كأس القارات في 2003 واحرزت ذهبية الألعاب الأولمبية في سيدني 2000. وقعت الكاميرون في مجموعة مفتوحة ضمن تصفيات 2014، الى جانب ليبيا وجمهورية الكونغو الديمقراطية وتوجو، وساعدها في التأهل إلغاء خسارتها امام توجو لاشراك الاخيرة لاعبا غير مؤهل، وفي الدور الفاصل اقصت تونس 4-1 بمجموع المباراتين (صفر-صفر ذهابا و4-1 ايابا). تعاقد فولكر فينكه مع الاتحاد الكاميروني لسنتين، ليكون خامس مدرب للاسود منذ مونديال 2010. فوجىء لتعيينه بعد أن توقع التعاقد مع مدرب فرنسي، فمن أصل ستة مدربين للكاميرون في كأس العالم أشرف عليها خمسة من فرنسا هم جان فنسان (1982)، هنري ميشال (1994)، كلود لوروا (1998) وبول لوجوين (2010)، فيما اشرف الروسي فاليري نيبومنياتشي في 1990 وقادها الى ربع النهائي. تجاهل فينكه الانتقادات التى أنتقصت من كفاءته و التى وجهها له الأسطورة روجيه ميلا و نجح فى الوصول بالفريق إلى مونديال البرازيل حيث يعتبره إريك ماكسيم شوبو – موتينج مهاجم ماينتس ألامانى "مدرباً رائعاً" و وصفه محمدو إدريسو المحترف فى صفوف كايزر سلاوترن الألمانى بالكفء تكتيكياً و محفز كبير يفرض سلوكياته على المنتخب، وسرعان ما غير ميلا رأيه فى فينكه بعد الفوز الكبير على تونس بنتيجة 4-1 فى الدور النهائى من التصفيات الإفريقية. من جانبه قال المدير الفنى للأسود "اللعب فى البرازيل يمثل فرصة واحدة فى الحياة. البرازيل هى مركز كرة القدم فى العالم التنافس هناك سيكون مثيراً لذا لن أحتاج لتحفيز لاعبى الفريق فى هذه الأجواء." قد يكون البرتغالي جوزيه مورينيو مدرب تشلسي الانجليزي شكك بعمر مهاجمه ايتو، لكن المهاجم المخضرم استعاد البعض من مستواه السابق الموسم المنصرم، ورد الصاع صاعين للمشككين بتراجع لياقته البدنية. رأى نجم الكاميرون الراحل تيوفيل "دكتور" ابيجا وافضل لاعب افريقي في 1984 ان امتلاك بلاده نجما على غرار ايتو نعمة ونقمة في آن واحد: "هناك مشكلة تكتيكية تكمن بتفاوت الموهبة بين ايتو وزملائه. يسارع كل لاعب الى تسليمه الكرة بغض النظر عن تواجده في موقع جيد أم لا". لكن للمفارقة، كان ايتو يشكو من عدم تسليمه الكرة في مواجهة تونس في التصفيات. بعد مسيرة مظفرة مع برشلونة وانتر ميلان، احرز خلالها دوري ابطال اوروبا ثلاث مرات، وكأس امم افريقيا مع بلاده في 2000 و2002، لا يزال ايتو في تألق مستمر. كان لاعب مايوركا السابق في نواة فريق برشلونة الذي ابهر العالم تحت اشراف المدرب جوسيب جوارديولا، قبل ان يدخل في خلافات معه ابان رحيله عن الفريق الكاتالوني. اعتزل ابن الثالثة والثلاثين مرتين في اخر سنتين، لكن الرئيس بول بيا اقنعه بالعودة على غرار ما فعل مع ميلا في مونديال 1990. شارك افضل لاعب في افريقيا اربع مرات في ثلاث مناسبات مونديالية، واصبح الاعلى راتبا في العالم مقابل 20 مليون يورو سنويا لدى انضمامه الى انجي محج قلعة الروسي في منتصف 2011، فبقي في الاراضي المغمورة كرويا والغنية بالمال قبل تجربة الدوري الانجليزي. سجل مرتين في جنوب افريقيا 2010، لكنه لم ينجح بتفادي الخسارة امام اليابان، الدنمارك وهولندا.