بعد أيام قليلة سنستقبل بطولة كأس العالم رقم 20 والتى تستضيفها البرازيل للمرة الثانية فى تاريخها بعد عام 1950.. وتقام البطولة في قارة أمريكاالجنوبية بعد أن حدد الاتحاد الدولي لكرة القدم "الفيفا" نظام التناوب بين القارات وحدد قارة أمريكاالجنوبية لتقام فيها البطولة ولم تتقدم سوى البرازيل والتي تقدمت بالملف في 31 يوليو 2007. وتعتبر البرازيل خامس دولة تستضيف البطولة مرتين على أرضها بعد (المكسيك، فرنسا، إيطاليا وألمانيا). . كما انها المرة الأولى الذي تستضيف فيها قارة أمريكاالجنوبية بطولة كأس العالم منذ كأس العالم 1978 والذي أقيم بالأرجنتين. أيضاً هي أول مرة تُنظم كأسان متتاليتان خارج القارة الأوروبية بعد كأس العالم 2010 في جنوب افريقيا. وبمناسبة المونديال البرازيلي سنستعرض البطولات ال 20 للمونديال في كل بلد استضاف العرس العالمى الذى يتشوق له العالم على وجه الكرة الأرضية ليعيش شهرا من المتعة الكروية .. ولنبدأ بالمونديال الأول: الأوروجواي 1930.. الهيمنة لأصحاب الديار: بعد أن انتخب الاتحاد الدولي الفرنسي جول ريميه رئيسا له عام 1918 خلفا لمواطنه جيران بدأ يفكر جديا في تنظيم بطولة عالمية خارج اطار الدورات الاولمبية.. وفي 26 مايو 1928 شهدت مدينة امستردام الهولندية اجتماعا مهما للفيفا واتخذ قرارا بتنظيم اول بطولة عالمية واختار عام 1930 موعدا لاقامتها.. كما افسح في المجال امام جميع الاتحادات العالمية المشاركة في هذا الحدث المميز.. وفي 17 و18 مايو 1929 اجتمع الاتحاد الدولي في اسبانيا واختار الاوروجواي لاقامة البطولة الاولى. وأقيمت النسخة الأولى من بطولة العالم من 13 الى 30 يوليو 1930 في الاوروجواي. وقد تقدمت الاوروجواي بترشيحها معتمدة على امرين: الاول احرازها ذهبيتي الاولمبياد عامي 24 و28، والثاني لانها تصادف مع احتفالاتها بالذكرى المئوية لاستقلالها.. وقد شيدت لهذه المناسبة ملعب سنتيناريو الضخم الذي يتسع ل100 الف متفرج. وبعد أن تم اختيار الاوروجواي لاحتضان البطولة الاولى، بقي معرفة اسماء المنتخبات المشاركة علما بأنه لم تقم اي تصفيات بل وجهت دعوات. ولم ترحب بعض الدول الأوروبية باختيار الأوروجواي لان كان عليها اجتياز مسافات طويلة للمشاركة، لذا اقتصرت مشاركة المنتخبات الاوروبية على اربعة هي فرنسا وبلجيكا ورومانيا ويوغوسلافيا. وأصبحت مصر أول دولة أفريقية تشارك في البطولة ممن ينتمون إلى خارج قارة أوروبا.. ولم تتأهل مصر للمشاركة في البطولة مجددا حتى بطولة كأس العالم لكرة القدم 1990 التي أقيمت أيضا في إيطاليا. وأغلبية المنتخبات الستة عشر المشاركة في البطولة الثانية يشاركون للمرة الأولى منها 9 من أصل 12 منتخب من أوروبا (إيطاليا، ألمانيا، إسبانيا، هولندا، المجر، تشيكوسلوفاكيا، السويد، النمسا، وسويسرا) بالإضافة إلى مصر. وقد سافرت المنتخبات الاربعة على متن الباخرة الشهيرة "كونتي فيردي" التي ابحرت من مدينة "فيلفرانش سور مير" الفرنسية في 21 يونيو في طريقها الى مونتيفيديو. وقد وصلت الباخرة بعد ثلاثة اسابيع اي قبل خمسة ايام من المباراة الافتتاحية بين فرنسا والمكسيك. وقد شاركت في النهائيات ايضا 9 دول من امريكاالجنوبية، ووزعت المنتخبات ال 13 على اربع مجموعات. ونال الفرنسي لوسيان لوران الذي لا يزال على قيد الحياة شرف تسجيل اول هدف في النهائيات في الدقيقة التاسعة عشرة في مرمى المكسيك. وسيطرت المنتخبات الامريكيةالجنوبية على البطولة وخير دليل على ذلك فوز الارجنتين على الولاياتالمتحدة 6-1 في نصف النهائي، والاوروجواي على يوغوسلافيا بالنتيجة ذاتها، لتجمع المباراة النهائية بين منتخبين من امريكا اللاتينية. وقد حسمت الاوروجواي المباراة النهائية في مصلحتها بفوزها 4-1 بمؤازرة نحو 100 الف متفرج وذلك على الرغم من تخلفها 1-2 في نهاية الشوط الاول. وجددت الأوروجواي بالتالي فوزها على جارتها بعد فوزها عليها 2-1 في نهائي الاولمبياد قبل عامين. وسجل في البطولة 70 هدفا منها واحد من ركلة جزاء وطرد لاعب واحد وتابعها 4355000 متفرج. وتوج الارجنتين ستابيلي هدافا برصيد 8 اهداف. وقد أقيمت المباراة النهائية في 30 يوليو 1930، وفازت الاوروجواي على الارجنتين 4-2 في مونتيفيديو امام 90 الف متفرج.. وسجل اهداف الاوروجواي دورادو (12) وتشيا (57) واريارتي (68) وكاسترو (89) وسجل هدفي الارجنتين بوتشيللي (20) وستابيلي (37). قاد المباراة الحكم البلجيكي لانجينوس. المونديال الثاني.. إيطاليا 1934.. استمرار تفوق المستضيفين: نظمت ايطاليا البطولة الثانية من 27 مايو الى 10 يونيو 1934 بمشاركة 12 منتخبا أوروبيا ومنتخبين من أميركا اللاتينية وواحد من امريكا الشمالية وواحد من افريقيا. وكانت ايطاليا خاضعة للنظام الفاشي بقيادة الزعيم بينيتو موسوليني الذي كان استلم الحكم عام 1922ن وكانت فرصة له للدعاية للفاشية والتمجيد لها. ولم تدافع الاوروجواي عن لقبها ردا على مقاطعة ايطاليا للبطولة الاولى، ولم تشارك الاتحادات البريطانية لخلافها مع الاتحاد الدولي. وللمرة الاولى قضى نظام البطولة بانسحاب الخاسر من مباراة واحدة، وكانت مصر اول دولة عربية تشارك في النهائيات وقد خسرت امام المجر 2-4 وسجل هدفيها عبد الرحمن فوزي. وتأهلت ثمانية منتخبات الى الدور ربع النهائي وكانت ابرز مباراة في هذا الدور بين ايطاليا واسبانيا، وقد تمكنت ايطاليا من الفوز في المباراة المبعادة بيننهما 2-1 بعد تعادلهما في المباراة الاولى. وتواجهت ايطاليا في النهائي مع تشكوسلوفاكيا امام 60 الف متفرج يتقدمهم موسوليني. وقد تقدمت تشكوسلوفاكيا بهدف سجله جناحها بوك في الدقيقة 69، فخيم صمت مطبق على الملعب لكن الايطالي الارجنتيني الاصل اورسي اعاد الامور الى نصابها عندما ادرك التعادل لايطاليا ليفرض التمديد. وبعد 5 دقائق على الشوط الاول الاضافي اطلق شيافيو رصاصة الرحمة في مرمى المنتخب التشيكي لينفجر الملعب. سجل في البطولة 70 هدفا منها 3 من ركلات جزاء وطرد لاعب واحد، وتابع المباريات 395000 متفرج.. وتقاسم اربعة لاعبين لقب الهداف وهم الالماني كونن والتشيكي نيجيدلي والايطالي شيافيو ولكل منهم 4 اهداف. وأقيمت المباراة النهائية اقيمت في 10 يونيو وفازت بها ايطاليا على تشيكوسلوفاكيا 2-1 في روما امام 50 الف متفرج. سجل اوروسي (81) وشيافو (95) هدفي ايطاليا وبوك (71) هدف تشيكوسلوفاكيا. قاد المباراة الحكم السويدي ايكلند. فرنسا 1938.. مواصلة الهيمنة الإيطالية: اختار مؤتمر الاتحاد الدولي الذي عقد في برلين عام 1936 فرنسا لاحتضان كأس العالم الثالثة عام 1938 اعترافا بجميل ابنها جول ريميه الذي يعود اليه الفضل باطلاق هذه البطولة لاعالمية. واقيمت النهائيات من 4 الى 19 يونيو بمشاركة 12 منتخبا اوروبيا وواحد من امريكاالجنوبية ووواحد من امريكا الشمالية وواحد من امريكا الوسطى. وكانت اوروبا على حافة الحرب العالمية الثانية واسبانيا على شفير الحرب الاهلية والمانيا قد ابتعلت النمسا في ما سمي "الانشلوس". وحاول الاتحاد الدولي اقناع الاتحاد البريطانية بالمشاركة لكن من دون نجاح. وشاركت فلسطين في الدور التمهيدي لكنها خسرت امام اليونان 1-3 وصفر-1 وخرجت. وحصلت مفارقة طريفة في مباراة البرازيل وبولندا عندما خلع البرازيلي ليونيداس احد نجوم المباراة وهدافها برصيد 7 اهداف حذاءه ورماه خارج الملعب، فاقترب منه الحكم السويدي ايكليند وامره بارتدائه مجددا لان ذلك مخالف للقوانينن وقد تمكن ليونايداس من تسجيل هدفين اخرين رافعا رصيده الى 4 اهداف في تلك المباراة. وتغلبت ايطاليا في طريقها الى النهائي على فرنسا والبرازيل، وكان عليها التغلب على المجر للاحتفاظ باللقب. ولم تجد ايطاليا صعوبة في الفوز 4-2 بقيادة نجميها بيولا وكولوسي اللذين تقاسما تسجيل الاهداف الاربعة. وسجل في البطولة 84 هدفا منها اثنتان من ركلة جزاء وطرد اربعة لاعبين وتابعها 483000 متفرج. وتوج البرازيلي ليونيداس هدافا برصيد 8 اهداف. وأقيمت المباراة النهائية في 19 يونيو وفازت فيها ايطاليا على المجر 4-2 في باريس امام 55000 الف متفرج.. وسجل كولوسي (5 و35) وبيولا (26 و82) اهداف ايطاليا وتيتكوش (7) وساروزي (70) هدفي المجر. قاد المباراة الفرنسي كابدوفيل. البرازيل 1950.. العودة بعد الحرب العالمية ودموع بيليه صغيرًا: توقفت بطولة كأس العالم 12 عاما بسبب الحرب العالمية الثانية. وبعد انتهاء الحرب عام 1946 اجتمع الاتحاد الدولي في العام ذاته واتخذ قرارا باطلاق اسم جول ريميه على الكأسن كما اعلن انضمام الاتحاد البريطاني الى كنفه بعد غياب طويل وقبول عضوية الاتحاد السوفياتي. واوكل الى البرازيل احضتان البطولة الرابعة. وكان اختيار البرازيل طبيعيا لان معظم الدول الاوروبية كانت خارجة من حرب فتاكة اتت على اقتصادها وبناها التحتية. وشيدت البرازيل لهذه المناسبة ملعب ماراكانا الشهير وهو اكبر الملاعب العالمية حيث يتسع ل200 ألف متفرج. واقيمت النهائيات من 24 يونيو إلى 16 يوليو بمشاركة 6 منتخبات أوروبية و5 من امريكاالجنوبية و2 من امريكا الشمالية. وسجلت في البطولة مفاجأة من العيار الثقيل ردد صداها في أنحاء العالم وتمثلت بفوز الولاياتالمتحدة المغمورة على انجلترا مهد اللعبة بهدف سجله الهايتي الاصل لوري جايتجنس في مدينة بيلو هوريزونتي. واكد الدور الأول ان المنافسة ستنحصر بين البرازيل المضيفة والاوروجواي العائدة بقوة والتي اكتسحت بوليفيا 8-صفر. وعمل بنظام الدوري بعد انتهاء الدور الاول ويتوج بطلا المنتخب الذي يجمع اكبر عدد من النقاط. وقد فاز البرازيليون على السويد 7-1 وعلى اسبانيا 6-1، في حين فازت الاوروغواي على السويد 3-2 وتعادلت مع اسبانيا 2-2. وكان اللقاء الاخير بين البرازيل والاوروجواي بالتالي حاسما لتحديد الفوز مع افضلية للاولى التي كانت تلعب على ارضها وبين جمهورها كما ان التعادل كان يكفيها لضمان اللقب للمرة الاولى. وأم ملعب ماراكانا 200 الف متفرج يوم المباراة النهائية معتبرين ان احراز اللقب تحصيل حاصل. وزاد من اقتناعهم عندما احرز فرياكا هدف التقدم للبرازيل (48)، بيد ان شيافينو ادرك التعادل للاوروجواي (68) قبل ان يوجه غيغيا ضربته القاضية (79) فابكى ملعب ماراكانا. وقد شهدت البطولة دموعا من ملك الكرة بيليه بعد رؤيته دموع والدته بعد الخسارة من الأورجواي وقد وعدها بتعويضها وهو ما تحقق مستقبلا. واقيمت في البطولة 22 مباراة سجل خلالها 88 هدفا منها 3 من ركلات جزاء ولم يطرد اي لاعب، وتابعها 1337000 متفرج، وتوج البرازيلي اديمير هدافا برصيد 9 اهداف. وأقيمت المباراة النهائية في 16 يوليو وفازت فيها الاوروجواي على البرازيل 2-1 في ريو دي جانيرو امام 199854 متفرجا. سجل شيافينو (66) وجيجيا (79) هدفي الاوروجواي وفريياشا (47) هدف البرازيل. قاد المباراة الحكم الانجليزي ريدر.