رفض محمد يوسف المدير الفنى السابق للفريق الأول لكرة القدم بالنادى الأهلى محاولات البعض، إظهاره فى صورة المظلوم والشخص الضعيف. وظهر جو - فى حواره مع الأهرام - بصورة مغايرة، إذ بدا متماسكا لدرجة تصيب بالدهشة، من يعرفون أن الرجل تحمل فى الآونة الأخيرة ما لا يطيقه أى مدرب أجنبى، منذ أجبرته الظروف هو ولجنة الكرة وقتها - على الاستسلام للأمر الواقع وتوليه دفة قيادة فريق الكرة بالأهلي، إلا أنه تعامل مع كل المقتضيات والصعوبات التى وقفت حائلا أمام النجاح، فتخطاها جميعاً حتى حصد بطولتى دورى أبطال إفريقيا ثم السوبر وقدم مستويات جيدة فى مونديال العالم للأندية بالمغرب. يوسف الذى رحل عن النادى منذ ساعات، مقالاً أو بإرادته، بدا قوياً منتشياً ببطولاته، رافضا كل النظرات التى تصوره شخصا ضعيفا وغير قادر على تحمل لحظات الفراق مع المكان الذى يدين له بالفضل والولاء. فى هذا الحوار الأول له بعد قرار إبعاده عن موقعه، يفتح يوسف قلبه وعقله، ل "السبت الرياضي": - السؤال الذى يدور فى عقل كل عشاق الأهلى هو: هل هى إقالة أم استقالة؟ دون شك. هى إقالة وليست مفاجأة بالنسبة لى لأن النية كانت على ما يبدو مبيتة منذ ثلاثة أسابيع وأن الأحداث الأخيرة كانت سيناريو مرسوما بدقة لاتخاذ هذا القرار. - هل تشعر بوجود مؤامرة لإبعادك عن الفريق؟ أرفض كلمة مؤامرة ولكننى أشعر بوجود تربص بى وبكل تصرفاتي، ومع اننى تقدمت لرفع الحرج عن مجلس الإدارة، إلا أن شيئا ما حدث، يبدو أنه أدى إلى مثل هذا القرار. - أشعر فى كلامك بمرارة المظلوم؟ أرفض هذا المعني، ولا أشعر بالظلم إطلاقاً. فما حدث ليس جديدا فى كرة القدم، وأشعر بالفخر لأننى أديت مهمتى على أكمل وجه وقدت الفريق للفوز بدورى الأبطال الإفريقى والسوبر والتأهل لدور ال8 بالكونفيدرالية وهى سابقة للأهلي، وشاركنا فى مونديال العالم. - لماذا تفاقمت الأمور بتلك السرعة؟ لا أجد إجابة لذلك ولكن الكل يتابع الأحداث ويعلم أين الحقيقة؟. وماذا حدث بالضبط؟. ولا داعى للخوض فى التفاصيل حرصاً على الكيان الأحمر وعلاقتى ببعض الأشخاص. - ولكن البعض يتهمك بالدخول فى صدام مباشر مع طاهر الشيخ، وفى واقعة عماد متعب؟ مبدئياً. طاهر الشيخ هاجم الجهاز الفنى وأهاننى واتهمنى بضعف الشخصية، فماذا تفعل أمام لاعبين تقودهم وأغلبهم لعب لمنتخبات وطنية؟. ولكنى ابتلعت الإهانة حرصا على مصلحة النادى وبعد تدخل رئيسه الذى يرفض هذا الكلام، أما واقعة عماد متعب فهى ليست اعتراضا على تجديد عقده كما يظن البعض، ولكن بسبب عدم احترام الجهاز الفنى وهذا هو مصدر الخطر. - ولكن هناك من يرى أن لو جرت مثل هذه الواقعة، إبان مجلس حسن حمدى، ما كنت لتعبر عن رأيك؟ بصراحة هذا الكلام غير صحيح، لأن حسن حمدى ومجلسه، لم يتدخلا يوماً فى عملى أو عمل أى جهاز عملت معه، ولك أن تتخيل أن حسن حمدى والخطيب كانا يستأذنان للحضور أو الجلوس مع اللاعبين. هذا هو الفارق وهذه هى الأصول التى تربينا عليها. - هل هناك وقائع أظهرت لك عدم التزام هذا المجلس بمبادئ النادي؟ هناك أشياء كثيرة. لكن عندما تفاجأ بأن عضو مجلس إدارة يحضر للمعسكر ليلة مباراة المقاولون، ليجتمع بالثلاثى الذين تنتهى عقودهم نهاية الموسم الحالي. فهذا أمر غير صحى على الإطلاق وليس فى مصلحة الفريق. وكان من الأولى أن يتم الانتظار لما بعد نهاية المباراة، وهو أمر تم التنبيه عليه، بل إنهم تفاوضوا مع لاعبين لم أطلبهم ولا أعرف عنهم شيئاً. - البعض يتحدث عن مؤامرة كانت تحاك ضد مجلس طاهر أنت أحد أطرافها؟ هذا كلام يثير الضحك. أى مؤامرات يتحدثون عنها. ومن لديه دليل فليقدمه. أنا أعمل فى الأهلى وليس لدى أفراد، فمن العيب ترديد ذلك فهو كلام غريب على القلعة الحمراء ولم نعتد عليه. - لماذا خرجت لتهاجم المجلس، فى مخالفة صريحة لمبادئ الاهلي؟ على العكس أنا اشعرت بأن هناك تصرفات تشير إلى أن القادم أسوأ وهو ما سرب لى الشعور بعدم الاستقرار والثقة وأن كل ما يجرى حولى فى الأساس من اختصاصي، فأردت توضيح وجهة النظر ولم أقصد إهانة مجلس الإدارة ولكن تجديد تعاقد عماد متعب استفزني. - ولماذا لم تنتظر حتى عودة رئيس النادى من الخارج وتشكو له؟ شكوت للرئيس فى خضم أزمة طاهر الشيخ، لكننى شعرت بأن شيئاً لم يتغير، وبأن حرمة الجهاز الفنى باتت مستباحة للجميع، لذا كان يجب توضيح الأمر للرأى العام. - هل تشعر أن طريقة إبلاغك بقرار الإقالة بها نوع من عدم التقدير لمشوارك مع الأهلي؟ أنا أحترم قرارات مجلس الإدارة. ورئيس النادى استدعانا للجلوس معه. وأنا أكن له كل التقدير والاحترام. ولكنى أشعر بأن شخصا ما قدم معلومات غير صحيحة لدرجة أننى سألت محمود طاهر: هل سمعت مداخلتى التليفزيونية حول أزمة متعب؟، إلا أنه رد: إننى لم أشاهدها. - ما هى وجهتك المقبلة؟ احتاج لفترة من الراحة ومنح أسرتى بعض الوقت. ثم إننا فى نهاية الموسم ولا أحد يتعاقد فى هذا التوقيت.