اعترف أدريان راموس قبل أيام من كشف خوسيه بيكرمان عن قائمة اللاعبين المدعوين لخوض المباراة الودية التي ستلعبها كولومبيا ضد تونس يوم 5 مارس قائلاً: "كلما يحين وقت استدعاء اللاعبين سأكون جاهزاً لتلقي الخبر في إحدى الإذاعات المحلية." وستكون هذه هي المباراة الأولى التي يخوضها المنتخب الكولومبي عام 2014 والأولى بدون فالكاو المصاب والأولى أيضاً منذ يونيو 2012 التي تشهد عودة أدريان راموس إلى تشكيلة المنتخب. ووفقا لموقع الاتحاد الدولى لكرة القدم فليس هناك أدنى شك بأن مهاجم فريق هيرتا برلين وهداف الدوري الألماني إلى جانب روبرت ليفاندوفسكي برصيد 14 هدفاً والذي اختارته الجماهير كأفضل لاعب في النصف الأول من البطولة يعيش في سن ال28 أزهى أيامه في برلين. وصرّح المهاجم الكولومبي قائلاً : "أنا سعيد جداً لأن مجهوداتي بدأت تعطي ثمارها. الآن أسجل العديد من الأهداف التي تساعد فريقي على الفوز بالمباريات وتسلق المراتب (يحتل هيرتا المركز السابع في موسمه الأول بعد عودته إلى دوري الدرجة الأولى)، وعندما ألقي نظرة على قائمة الهدافين وأجد نفسي ضمن الأوائل أشعر بالارتياح لأن الأمور تسير على ما يرام." ويتكلم راموس بكل هدوء وعفوية ويتجنب مدح الذات ويركز أكثر على كلمتي "العمل" و"الجهد". ربما لأنه لم ينسى أن قصته مع كرة القدم التي لم تكن بتلك القصة النموذجية للاعب يتألق منذ بداياته. حيث أكد قائلاً: "بعض اللاعبين يعيشون مشواراً حافلاً بالنجاحات منذ سن مبكرة. أما مسيرتي فكانت متذبذبة. هذه هي كرة القدم ولا يمكن أن يتذوق الجميع طعم النجاح في نفس الوقت. عملت بجد لتخطي العقبات وآمنت بقدراتي في الأوقات الصعبة. كان الطريق شاقاً." روح التميز: لم تكن مسيرة راموس متذبذبة فحسب، بل كانت مليئة بالعقبات التي تمكن ابن فيا ريكا من تجاوزها بروح العزيمة. وتذكر المهاجم الكولومبي قائلاً: "عندما كنت طفلاً عانيت من مشاكل النمو، وهذا ما تسبب لي في الكثير من المشاكل لأنه دائما ما كان يتم تقييم اللاعب حسب طولهم وبنيتهم الجمسانية." عندما نراه اليوم بطوله الفارع الذي يبلغ 1.85م يصعب علينا التصديق بأن مسيرته المهنية كانت على وشك أن تنتهي قبل الأوان بسبب مشاكل النمو. وأضاف مبتسماً: "جميع أفراد عائلتي طوال القامة، أنا الوحيد الذي تأخرت بعض الوقت في النمو بشكل عادي." بعد تغلبه على هذه المشاكل، تألق في فريق أمريكا دي كالي واستهل مشواره الدولي مع الفريق الذي احتل المركز الرابع في كأس العالم تحت 17 سنة فنلندا 2003 والذي كان يضم في صفوفه أيضاً فريدي جوارين وكريستيان زاباتا. ثم جاءت فرصته الكبيرة: الإنتقال للعب في أوروبا. استعان فريق هيرتا برلين بخدماته وبدأ مرحلة جديدة ومثيرة في حياته، ولكنها لم تكن خالية من العقبات. وقال:"جميعنا نستعد للعب في أوروبا وهذا كان مرادي، ولكن الأشهر الأولى كانت صعبة جداً لأنك تبدأ حياة جديدة من الصفر ولا تعرف أحداً، كما أن الألمانية لغة صعب جداً." وكان على "أدريانتشو"، وهو الللقب الذي أطلق عليه هناك، أن يتحلى مرة أخرى بالصبر والجهد. حيث اعترف قائلاً: "تمكنت لحسن الحظ من استيعاب التغيير. اليوم يمكنني التواصل بشكل جيد والتغلب على جميع الصعوبات، لهذا أنا وعائلتي سعداء جداً هنا." البرازيل والتحدي الأكبر: كانت المشاكل الرياضية التي عاشها الفريق الألماني الذي لعب معه خمسة مواسم حتى الآن، اثنان منها في الدرجة الثانية (2010-2011 و2012-2013) عقبة أخرى في الطريق. واعترف راموس قائلاً: "اللعب في دوري الدرجة الثانية كان صعباً. ومع ذلك لم تخطر ببالي قط فكرة العودة إلى كولومبيا، ولكنني فكرت في تغيير الفريق. لقد كانت الأشهر الأولى صعبة للغاية، رغم أنني لم أفصح عن ذلك قط." وتزامن موسمه الثاني في الدرجة الثانية مع بداية غيابه الطويل على مباريات المنتخب. فبعد استدعائه عام 2012 لخوض مباراتي تصفيات كأس العالم ضد بيرو وإكوادور وحضور المعسكر الذي نظمه بيكرمان بعد ذلك في مدريد، لم ير "أدرياناتشو" اسمه ضمن قائمة المدعوين حتى يوم 27 فبراير الحالي. ويبدو أن التنافس على مركز في خط هجوم المنتخب الكولومبي، بحضور فالكاو أو بدونه، سيكون صعباً للغاية في كأس العالم البرازيل 2014.. حيث اعترف راموس قائلاً: "هناك العديد من الزملاء الذين يقومون بعمل جيد وينافسون بقوة، ولكن الجميع يحذونا الأمل نفسه في السفر إلى البرازيل. إنه التحدي الأكبر بالنسبة لي والآن ما علي إلا الإنتظار." واجتاز "أدرياناتشو" مؤقتا عقبة أخرى وستكون لديه الفرصة لإظهار نجاعته الهجومية أمام تونس. وأصبحت رغبات المهاجم وسكان بلدته المتواضعة، فيا ريكا، الذين تظاهروا في الشارع لكي يكون راموس حاضراً في البرازيل قريبة من التحقق.