** ستبقى مسألة تعيين النجم أحمد حسام "ميدو" مديرًا فنيًا للفريقالأول لكرة القدم بنادى الزمالك، حديث الساعة فى الوسط الكروى كله، وإن تباينت بشأنها ردود الفعل، ما بين مساند لتولى ميدو هذه المسئولية الكبيرة رغم عدم ممارسته التدريب من قبل وصغر سنه (31 سنة).. ومعارض لهذه المغامرة التى يخوضها مجلس إدارة نادى الزمالك وهو يجازف بمباركة هذا التعيين، وما يمكن أن يترتب عليها من عواقب قد تكون بالغة السوء فى حالة الفشل لا قدر الله. وسيبقى السؤال أيضًا: ميدو في الزمالك.. فتحة صدر أم شطارة؟! المعارضون لهذه التجربة يستندون إلى حقيقة أن اللاعب عديم الخبرة بالتدريب لأنه لم يمارس هذه المهنة من قبل على الإطلاق علاوة على أن سنه صغيرة جدًا على التدريب، وأنه لولا زيادة وزنه بشكل لافت وانخفاض معدلات لياقته البدنية لكان بمقدوره الاستمرار فى الملاعب لاعبًا حتى السادسة أو السابعة والثلاثين على أقل تقدير.. وعلى فكرة لم يكن الكلام عن تجربة ميدو الفريدة من نوعها، محصورًا داخل مصر فقط وإنما تناولته الصحافة العالمية على أنه حدث غير مسبوق باعتباره أصغر مدير فنى لفريق كبير فى بلاده، بل وتناولته بعضها بالسخرية اللاذعة مثلما فعلت صحيفة "ديلى ميل" الإنجليزية، إذ قالت: ها هو ميدو يدخل عالم التدريب ولكن المؤكد أنه ليس مدرب لياقة بدنية! واصفة قرار تعيينه بأنه "مقامرة كبرى" لعدم امتلاكه أى تجربة فى مجال التدريب من قبل. ويقينى أن هذه الأسباب التى ذكرها المعارضون تبدو موضوعية ومنطقية، وإن كان البعض قد أضاف إليها عنصر "الاضطرار" و"الضرورة الملحة"، إذ يتردد فى أروقة النادى العريق أن ميدو عرض أن يعمل بالمجان حتى نهاية الموسم.. والبعض الآخر قال إنه تنازل عن نصف راتبه لمدة ستة أشهر مقبلة.. والبعض الثالث يقول إنه تنازل أيضًا عن بضعة ملايين من الجنيهات كانت دينًا له على النادى فى إطار عقده السابق كلاعب.. والبعض الرابع أشار إلى عرضه تحمل نفقات مدرب أحمال للفريق.. والبعض الخامس تحدث عن قيامه بإغراء أعضاء مجلس الإدارة بقدرته على حل مشكلة شيكابالا وإعادته إلى صفوف الفريق وتسوية أموره المالية، إضافة إلى حماسة الشباب الموجودة فيه وعلاقته الطيبة بزملائه والتى قد تمكنه من شحذ هممهم ورفع روحهم المعنوية، فضلاً عن علاقته الطيبة بجماهير الزمالك. وهذه النقاط الأخيرة تصب فى "خانة" استحقاقه هذه الفرصة عند المؤيدين لقيادته الفريق الأول للزمالك، على اعتبار أن الأمور النفسية تكون فى أحيانٍ كثيرة أهم من فنيات لعب أو تكتيكات ملعب! ولكن لو نظرنا للأمر من زاوية أخرى خارج حسابات المنطق، والدراسة -فالتدريب يحتاج إلى دراسة وخبرات متراكمة- نستطيع أن نقول بمنتهى الموضوعية أيضًا إن "ميدو" صاحب شخصية قيادية ويتمتع بقبول ولباقة ومعلومات كروية جيدة وكلها أمور تصب فى "خانة" احتمال تحقيقه النجاح فى مهمته الجديدة.. أقول احتمال وليس تأكيد نجاحه، فاللاعب نفسه يلتمس العذر لمن عارضوا وهاجموا فكرة توليه هذه المهمة الصعبة، ولكنه إنسان طموح وعنيد وسيسعى بكل ما أوتى من قوة للنجاح فى مهمته والشىء المهم جدًا الذى أراه يشفع له وقد يعينه على النجاح فى تقديرى المتواضع هو أنه احتك احتكاكًا كبيرًا بمدارس كروية مختلفة بحكم احترافه فى سن صغيرة جدًا (16 سنة) فهو لعب لست مدارس كروية أوروبية والمؤكد أنه استفاد من هذه المدارس فى تراكم خبراته كلاعب وأيضًا تراكم خبراته التدريبية التى استفادها من كل المديرين الفنيين الذين تولوا تدريبه فى هذه المدارس.. وللتذكرة هذه المدارس هى: بلجيكا (نادى جنت) وهولندا (أياكس) وإسبانيا (سيلتا فيجو) وإيطاليا (روما) وإنجلترا (أندية توتنهام ووستهام وميدلزبره وويجان وبارنسلى). أما حديث البعض عن تميز ميدو فى التحليل الفنى للمباريات تليفزيونيًا واعتبار ذلك سببًا وجيهًا لإمكانية تميزه فى التدريب داخل المستطيل الأخضر أو قيادة الفريق ككوتش من على خط الملعب، فأقول إنه ليس بالضرورة أن يكون كل محلل فنى للمباريات مدربًا جيدًا، وإن كان من الضرورى أن يكون المدرب الكفء محللاً فنيًا جيدًا.. فكم من محللين رائعين فى التليفزيون "فشلة" فى التدريب!! وختامًا.. ليس بوسع أحد إلا أن يتمنى التوفيق لميدو فى هذه التجربة غير المسبوقة، فنجاحه قد يفتح الباب أمام أعداد كبيرة من النجوم الذين اضطروا للاعتزال مبكرًا إلى أن يحذوا حذوه فى مجال التدريب، ولكن شريطة أن يحصلوا على الشهادات والرخص التى تؤهلهم للعمل فى هذا المجال.. أما حالة ميدو فهى "حالة خاصة جدًا" ويقينى أن نجاحها سيسعد الجميع، أما فشلها فلن يكون صدمة للكثيرين الذين توقعوا الفشل للرجل قبل أن يبدأ مثلما توقع كثيرون من قبل الفشل لحسام حسن عندما مارس التدريب بمجرد اعتزاله، ولكنه خيب ظنهم جميعًا ونجح! ** بالمناسبة من النجوم الذين أتذكر أنهم مارسوا مهنة التدريب حتى قبل اعتزالهم اللعب، النجم الهولندى الشهير رود خوليت والنجم الإيطالى الأشهر جيان لوكا فياللى وكلاهما مارس اللعب والتدريب خلال فترة لعبهما لفريق تشلسى الإنجليزى فى منتصف التسعينات.