صحيح أن سوق الإنتقالات الشتوية دائماً ما تكون مهمة بالنسبة للأندية التي تسعى إلى الفوز بالألقاب أو تفادي الهبوط، ولكنها تصبح مهمة أكثر بالنسبة لبعض اللاعبين كل أربع سنوات. حيث يتحول كل موسم يسبق كأس العالم إلى سباق ضد الساعة بالنسبة لأولئك الذين يبحثون عن موطئ قدم في منتخباتهم الوطنية للمشاركة في العرس العالمي. والبرازيل 2014 ليست استثناء لهذه القاعدة. فقبل أقل من خمسة أشهر على انطلاق فعاليات هذا الحدث العالمي ثمة حاجة ملحة لإيجاد وقت للعب وجذب انتباه مدربه. هذا ما يُستشف من التحركات الأولى هذه السنة ومحاولات العودة إلى الأصول . وقد أبرز الموقع الرسمي للفيفا كل هذه التحركات فى التقرير التالى: الوقت كالسيف: تعتبر فرصة المشاركة في كأس العالم داخل الديار حلم أي لاعب، والبرازيلي أندرسون لا يشكل استثناءاً في هذا الأمر. حيث يحاول اللاعب الدولي صاحب الثماني مباريات دولية والذي لا يعتمد عليه المدرب ديفيد مويس كثيراً في مانشستر يونايتد إقناع البرازيلي لويز فيليبي سكولاري بعد انتقاله للعب في صفوف فيورنتينا. وهي الوجهة نفسها التي قصدها الإيطالي أليساندرو ماتري الذي لم يفرض نفسه في ميلان بعد تسجيله هدف يتيم في 15 مباراة. في حين انضم المدافع الفرنسي عادل رامي ولاعب خط الوسط الياباني كيسوكي هوندا إلى كتيبة الروسونيري قادمين من فالنسيا وسيسكا موسكو الروسي على التوالي على أمل الذهاب إلى البرازيل في شهر يونيو. ويريد البلجيكي كيفين دو بروين أيضاً أن يكون حاضراً هناك ولكن مهمته كانت ستكون صعبة إذا ما بقي على دكة بدلاء فريق تشيلسي ولذلك سيحاول البحث عن الأضواء في فولفسبورج. في حين لم يعد الطريق إلى أمريكاالجنوبية يمر عبر إنجلترا بالنسبة للكوستاريكي براين رويز المعار من فولهام إلى أيندهوفن في الدوري الهولندي حيث سبق له أن تألق مع نادي توينتي بين عامي 2009 و2011. أما الأرجنتيني خوناس جوتييريز فقد فضّل البقاء في الدوري الإنجليزي الممتاز ليواصل رحلة بحثه عن مكان له في التشكيلة الأساسية لفريق نورويتش بعد أن فشل في تحقيق ذلك في نيوكاسل. وهو نفس المسار الذي سلكه الكرواتي نيكيتشا جيلافيتش في محاولته العثور عن مركز أساسي في تشكيلة هال سيتي بدلا من البقاء على دكة بدلاء إيفرتون. في حين يحلم زميله في المنتخب ملادين بتريتش الذي لعب ثلاث مباريات فقط مع ويستهام بمستقبل أفضل في باناثينايكوس. جذب الإنتباه: سيحاول البلجيكي راديا ناينجولان جذب انتباه مارك فيلموتس بانتقاله من فريق كالياري المتواضع إلى فريق العاصمة روما. وإذا نجح في ذلك سيواجه في البرازيل منتخب الجزائر الذي يسعى كارل مجاني أن يشارك معه للمرة الثانية في نهائيات كأس العالم.. لهذا استبدل قميص أوليمبياكوس بقميص فالنسيان الذي انتقل إليه حديثا المهاجم الغاني عبد المجيد واريس، أحد أبطال التأهل الذي حققه منتخبه على حساب مصر، قادماً من سبارتاك موسكو وقد سجل أولى أهدافه في مباراته الأولى في الدوري الفرنسي. وسيتنافس معه على مركز في التشكيلة الأساسية لكتيبة "النجوم السوداء" اللاعب جوردان أيوو الذي لم يلعب كثيراً مع مارسيليا والحريص على استعادة حسه التهديفي مع فريق سوشو. وكان الإيفواري لاسينا تراوري قد بدأ يتألق مع أنجي ماخاتشكالا، ولكنه اختار الإنتقال إلى الدوري الفرنسي للعب في صفوف موناكو لجذب انتباه مدرب "الفيلة" صبري لاموشي. وربما يكون هذا ما دفع أيضاً لاعب خط الوسط الأرجنتيني خوسيه إيرنيستو سوزا، اللاعب السابق في صفوف بايرن ميونيخ ونابولي، لمغادرة أوكرانيا وفريق ميتاليست خاركيف للإلتحاق بصفوف فريق أتلتيكو مدريد الذي يتألق في الدوري الأسباني وفي دوري أبطال أوروبا. أما المدافع ماريو بولاتي الذي شارك مع المنتخب الأرجنتيني في جنوب أفريقيا 2010 فهو يحلم بحضور العرس العالمي في البرازيل 2014. وسيكون حاضراً هناك منذ الآن مع نادي بوتافوجو الذي تأهل إلى كوبا ليبرتادوريس 2014 بعد أن أمضى الموسم الماضي في راسينج كلوب. العودة إلى الأصول: ربما يكون العيش في محيط عائلي هو المفتاح للحصول على نتائج سريعة وزيادة فرص المشاركة في العرس العالمي. ويعرف جبريل سيسيه الذي يسعى للعودة إلى كتيبة الديوك هذا الأمر جيداً، ولهذا قرر العودة إلى فرنسا لينضم إلى صفوف فريق باستيا بعد أن قضى ستة أشهر صعبة في كوبان كراسنودار. أما المهاجم الدولي المخضرم الآخر، جيوم هوارو، فيعرف أن فرص العودة إلى المنتخب الفرنسي ضئيلة جداً. ولكن من يدري؟ ربما تصنع نهاية موسم جيدة مع بوردو المعجزات بعد أن قضى موسماً متواضعاً في فريق داليان أربين الصيني. واختار البرتغالي ريكاردو كواريزما أيضاً العودة إلى أرض الوطن ليحط الرحال هذه المرة في فريق بورتو بعد أن غادره منذ ست سنوات ليدافع تباعاً عن أقمصة فرق إنتر ميلان وتشيلسي وبشكتاش التركي ومؤخراً نادي أهلي دبي دون أن يحقق نجاحاً كبيراً في جميع هذه الأندية. كما التحق خورخي فوسيل، المدافع السابق في النادي البرتغالي، بوطنه الأم للعب في صفوف ناسيونال قادماً من سانتوس. وبدوره عاد اللاعب الدولي الأمريكي مايكل برادلي إلى القارة الأم ليلتحق بصفوف تورونتو في دوري أمريكا الشمالية بعد أن كان قد غادر الدوري الأمريكي عام 2004 ليقضي عشر سنوات متنقلاً بين هولندا وألمانيا وأنجلترا وإيطاليا حيث لعب في الموسمين الماضيين مع فريق روما. كل هذه أمثلة تدل على التغيرات التي حدثت في الوجهات والمسارات الكروية لغرض واحد ومقصد مشترك: كأس العالم البرازيل 2014.