يعتبر الفوز باللقب الهدف الأكبر في عالم كرة القدم سواء بالنسبة للاعب أو المدرب أو النادي.. كما أن الفرق الأكثر تتويجاً باللقب هي بدون شك الأكثر شهرة. ينطبق ذلك أيضاً على نادي كايزرسلاوترن الذي يرجع تاريخ تأسيسه إلى أكثر من مائة عام خلت، فقد نجح الشياطين الحمر في الفوز أربع مرات بالدوري الألماني ومرتين بكأس ألمانيا. غير أن ما يميز كايزسلاوترن ليس هو عدد الألقاب التي فاز بها وإنما تاريخه الحافل بالذكريات والذي جعله يصنف واحد من أعرق الأندية الألمانية. وقد أبرز الموقع الرسمى للفيفا تقريرا عن كايزر سلاوترن جاء كما يلي: ميلاد الفريق تأسس فريق كايزرسلاوترن في 2 يونيو عام 1990 وكان يحمل اسم أف سي كايزرسلاوترن. وبعد سبعة أعوام أصبح إسمه أف ف كايزرسلاوترن بعدما اندمج مع ناديين آخرين هما أف سي بالاتيا وأف سي بافاريا. 23 عاماً بعد ذلك، أصبح النادي يحمل الإسم الحالي .1 أف سي كايزرسلاوترن لتبدأ بعدها الأسطورة. غير أنه وطيلة نصف قرن ظل فريق كايزرسلاوترن بعيداً عن الأضواء إلى أن انضم إليه النجم فريتز فالتر في أربعينيات القرن الماضي ليصبح الفريق محل أنظار الكثيرين من المهتمين بكرة القدم. وفي أحد الأيام قال طفل صغير إن فريتز فالتر هو مؤسس مدينة كايزرسلاوترن. لكن ورغم أن هذه المدينة موجودة قبل ميلاد فريتز فالتر فإن لا أحد يشكك في الدور الكبير لهذا اللاعب في منح مدينته شهرة كروية تجاوزت حدود ألمانيا. بداية الأسطورة نجح فريتز رفقة شقيقه أوتمار ورفاقه فيرنر ليبريش وفيرنر كولماير وهورست إيكل في قيادة كايزرسلاوترن لإحراز لقب الدوري الألماني عامي 1951 و1953. بعدها بعام واحد شارك فريتز فالتر مع المنتخب الألماني في نهائيات كأس العالم وساهم في تحقيق معجزة بيرن وتتويج ألمانيا بأول لقب عالمي في تاريخها. بعد ذلك ذاع اسم فريق 1 أف سي كايزرسلاوترن في كل الأرجاء. لذلك ليس من المستغرب أن يكون فريق الشياطين الحمر من بين الأندية الألمانية 16 التي أسست الدوري الألماني بشكله الحالي عام 1963، وأن يحافظ على مكانته في دوري الأضواء حتى عام 1996. وبالبرغم من أن كايزرسلاوترن لم يفلح خلال هذه الفترة في إحراز الألقاب إلا أنه قدم في مرات عديدة مباريات كبيرة يشهد عليها ملعب بيتسنبيرج، الملعب الرسمي للنادي. ففي أكتوبر عام 1973 نجح الشياطين الحمر في أقل من ثلاثين دقيقة من تحويل هزيمتهم من 4-1 إلى فوز 7-4 أمام بايرن ميونيخ. وبعد سنوات من تذيل الترتيب والصراع من أجل البقاء في دوري الكبار نجح فريق كايزرسلاوترن في السبعينات بخوض غمار المسابقات الأوروبية. غير أن المباراة التي ظلت خالدة في أذهان عشاق النادي هي تلك التي جمعت الشياطين الحمر في 17مارس 1982 بفريق ريال مدريد ضمن ربع نهائي الدوري الأوروبي والتي انتهت بفوز تاريخي لكايزرسلاوترن 5-0 ليتأهل الفريق لنصف نهائي البطولة، حيث يعتبر ذلك أفضل إنجاز له على الصعيد الدولي. الحاضر عاد فريق منطقة بفالتس لتكرار هذا الإنجاز عام 2001 عندما تأهل مرة ثانية لنصف نهائي الدوري الأوروبي. وقبلها بعامين كان قد نجح أيضاً في بلوغ ربع نهائي دوري أبطال أوروبا. وجاءت مشاركة كايزرسلاوترن في هذه المسابقة الأوروبية الكبيرة بعد أن تمكن من تحقيق ما لم يسبق لفريق آخر تحقيقه في الدوري الألماني، حيث أحرز الشياطين الحمر بقيادة أندرياس بريمه و شيرياكو سفورزا ومايكل بالاك درع الدوري الألماني مباشرة بعد عودتهم لدوري الدرجة الأولى عام 1997. وعن ذلك قال جونتر نيتسير الفائز مع ألمانيا بكأس العام 1974"إنه إنجاز لم يسبق له مثيل في تاريخ كرة القدم الألمانية." كما سبق للمستشار الألماني الأسبق هيلموت كول والذي كان يشجع فريق كايزرسلاوترن منذ صغره أن قال "نادي كايزرسلاوترن بالنسبة لي بمثابة بيتي." من جهته صرح الكابتن السابق للفريق ورئيسه الحالي شتيفان كونتز "سأعيش وأموت من أجل هذا الفريق." وقد أنجب كايزرسلاوترن العديد من النجوم الكبار التي لعبت في صفوف المنتخب الألماني أمثال ميروسلاف كلوزه الذي تربع في شهر سبتمبر من العام الحالي على عرش الهدافين في المنتخب الألماني. وقال كلوزه: "كايزرسلاوترن كان ولا يزال دائماً ساكناً في قلبي." كما سبق لمدربين كبار أن جربوا حظهم مع فريق منطقة بفالس من بينهم أوتو ريهاجل وكارل هاينز فيلدكامب وإيريك جيريتس. وبالرغم من غياب النجاحات عن الفريق في الأعوام الأخيرة وتأرجحه بين الدرجة الأولى والثانية غير أن نادي كايزرسلاوترن وملعبه لم يفقدا حتى اليوم تاريخهما الأسطوري، حيث يصعب العثور على مكان آخر في العالم يجمع بين الألقاب والكثير من الذكريات الكروية التاريخية. الملعب يخوض الشياطين الحمر مبارياتهم المحلية منذ 1920 في ملعب فريتز فالتر. وقد تحول هذا الملعب الذي يطلق عليه العامة إسم بيتسنبيرج إلى رمز للمدينة والمنطقة ككل وتجاوزت شهرته الحدود.