يتحدث الجميع بصفة خاصة عن منتخبين في بطولة CONCACAF: المكسيكوالولاياتالمتحدةالأمريكية. غير أنه إذا ما ألقينا نظرة على جدول الترتيب للدور النهائي في منطقة أمريكا الشمالية وأمريكا الوسطى والبحر الكاريبي من التصفيات المؤهلة لكأس العالم البرازيل 2014 ، سنجد أنه بين هذين العملاقين هناك منتخب صاعد بقوة دون إثارة أي ضجة: كوستاريكا. بعد أن تخطى الدور الأول من التصفيات باحتلاله المركز الثاني في المجموعة الثانية، استهل منتخب كوستاريكا سنة 2013 وهو عازم على المشاركة في كأس العالم بالبرازيل بعد غيابه عن مونديال جنوب أفريقيا 2010. في ذلك الحين، كانت كتيبة تريكولور تحتل المركز 66 في التصنيف العالمي FIFA/Coca-Cola، وراء سبعة منتخبات أخرى من منطقتها. لقد كانت الأمور معقدة جدا... تبدو اليوم الصورة مختلفة تماما: تحتل كوستاريكا الآن المرتبة 39، بعد أن قفزت تسع مراكز من يونيو إلى يوليو ، وراء كل من المكسيكوالولاياتالمتحدةالأمريكية فقط في منطقتها. ليس هناك أي سر أو سحر وراء هذا التقدم الملحوظ، بل هو نتاج للعمل والمثابرة والإبداع طوال عام كان مثمرا للغاية بالنسبة للكوستاريكيين. بخطى بطيئة وحثيثة: لم تجد كوستاريكا أي صعوبات في تخطي مرحلة التصفيات الأولية. حيث تأهلت رفقة منتخب المكسيك عن المجموعة الثانية على حساب كل من السلفادور وجويانا. ولكن الأمور أصبحت أكثر تعقيدا مع انطلاق منافسات الدور النهائي. استهلت كوستاريكا مشوارها في الدور النهائي، بفضل مشاركتها في بطولة أمريكا الوسطى 2013، بوتيرة جيدة وفي المركز 53. لم تكن البداية مثالية حيث تعادلت مع بنما وخسرت أمام الولاياتالمتحدةالأمريكية، ولكن فوزها على جامايكا في مارس/آذار أعطاها دفعة قوية، كما أنها استغلت تعادل الولاياتالمتحدةالأمريكيةوالمكسيك للمصارعة على المراكز الأولى في جدول الترتيب. وتواصل هذا المنحى التصاعدي للمنتخب الكوستاريكي في يونيو/حزيران بتعادله على ملعب الأزتيكا أمام المنتخب المحلي وهزم على ميدانه كلاً من هندوراس وبنما، مؤكدا بذلك أن تقدمه الملحوظ لم يكن مجرد سراب. وبفضل هذا الأداء، قفز المنتخب في التحديث الشهري للتصنيف العالمي FIFA/Coca-Colaالخاص بشهر يوليو ، إلى المرتبة 39، وهو المركز الذي لم يصل إليه منذ شهر سبتمبر 2009. صحيح أنه ليس أفضل ترتيب في تاريخ كوستاريكا، حيث سبق لها أن احتلت المركز 17 في مايو 2003 ويناير الثاني 2004، إلا أن هذا المنحى التصاعدي يعكس كيف تحول المنتخب الكوستاريكي إلى عنصر أساسي في هذه المنطقة من العالم. حيث أكد المدرب خورخي لويس بينتو الذي يفضل عدم النظر إلى الوراء ومواصلة العمل بجد قائلا: "هذا جيد. نحن سعداء بطبيعة الحال لأننا حققنا تقدما ملحوظا في هذا التصنيف العالمي." لقد اقترب موعد الحسم في التأهل إلى كأس العالم البرازيل. لم يتبق سوى أربع مباريات لتحديد المنتخبات المتأهلة عن منطقة أمريكا الشمالية وأمريكا الوسطى والبحر الكاريبي. حيث ستستقبل كوستاريكا كلاً من الولاياتالمتحدةالأمريكيةوالمكسيك وستسافر لمواجهة منتخبي هندوراس وجامايكا. رغم أن الأمور تبدو معقدة على الورق، إلا أن المدير الفني يتمنى تتويج هذا التحسن الملحوظ بحجز تذكرة التأهل إلى المونديال: "نحن نصارع من أجل ذلك. أتمنى أن تمنحنا الحياة هذه الفرصة. بفضل الله ودعم الجماهير واللاعبين يمكننا تحقيق حلم التأهل إلى كأس العالم. أنا متأكد من أننا نسير على الطريق الصحيح وسنواصل القتال.".