بطبيعة الحال ستكون المقارنة بين مانويل جوزيه المدير الفنى للأهلى مع نظيره حسام حسن مدرب الزمالك لن تكون فى مصلحة الأخير، للعديد من الأعتبارات منها الفارق الكبير فى الخبرة وسنوات العمل التدريبى والقدرة على قرأة المباريات وإستغلال لاعبيه بالشكل الأنسب والقدرة على السيطرة وقيادة حفنة من النجوم دون أن تشعر بتذمر أحدهم، وما أكتسبه جوزيه خلال تلك السنوات من تراكم للخبرات تجعل مواجهة اليوم بين جوزيه وحسام فى القمة 107 بين قطبى الكرة المصرية الأهلى والزمالك، صعبة ومشتعلة من خارج الخطوط، فكل مدير فنى يريد تحقيق الفوز الذى يضيف إلى رصيده لدى الجماهير بغض النظر عن تأثير النتيجة فى كل فريق، فلقاءات القمة دائماً ما تكون بحسابات خاصة. صحيح أن فوز الأهلى يمنحه اللقب هذا الموسم ليواصل مسلسل الأنفراد باللألقاب فى مصر وفوز الزمالك يحى لديه الأمل فى المنافسة من جديد ولكنه لا يحسم له الفوز بالبطولة، لكن لو كنت مكان حسام حسن ومانويل جوزيه كيف ستفكر فى إدارة المباراة فنياً وتكتيكياً من خارج الخطوط؟! حسام حسن مدرب الزمالك صاحب الملعب والمباراة، يخوض المباراة بفرصة واحدة من أجل العودة للمنافسة، لكن فى الوقت ذاته هو يخشى الخسارة من الأهلى الذى عاد بقوة ونجح فى إزاحته من على القمة بل وتقدم بفارق خمس نقاط، وربما تكون مباراة الليلة هى الفرصة الأخيرة لحسام حسن قبل أن تنخفض مؤشراته لدى جمهور الزمالك الذى لا يريد سوى البطولة فى عام المئوية. حسام حسن يملك ميزة مهمة جداً وهى قدرته فى التأثير النفسى على اللاعبين وشحذ هممهم وأستنفار القوة الداخلية لهم وهذا هو الفارق الذى صنعه حسام حسن مع فريقه هذا الموسم وكان غائباً عن القلعة البيضاء، ولكن حسام يفتقد الكثير من المهارات التكتيكية داخل الملعب، خاصة فى ظل إعتماده على شيكابالا كمفتاح لعب وحيد للفريق مع محمد عبد الشافى الظهير الأيسر، ومع مراقبة لشيكابالا وتعطيل عبد الشافى يقف الزمالك ولا يجد لديه أى فرص للهجوم وهذا الخطأ الذى بسببه تراجع الزمالك وخسر وتعادل ونسى طعم الفوز، فالحلول التكتيكية غير موجودة عند حسام لأعتماده على سياسة النجم الأوحد، فى ظل عدم وجود أى أدوار للاعبى الوسط حسن مصطفى أو حسين ياسر أو عاشور الأدهم وهم من يملكون النزعة الهجومية. وببساطة فحسام يملك فقط الحماس الذى يظل ينادى به من على الخط فى أى مباريات دون أن يقدم النصيحة التكتيكية للاعبيه. فى المقابل نجد أن جوزيه يملك الكثير من المهارات التكتيكية لقيادة لاعبيه وتغير أسلوبه فى كل مباراة بل وأثناء المباريات، والأرقام والنتائج والمشاهدات هى من تؤكد ذلك، فمن شاهد مباريات الأهلى أمام حرس الحدود ثم أنبى والإسماعيلى وما قدمه الثعلب العجوز من تكتيك وتغيرات فى أرض الملعب تؤكد أن عصارة خبراته التدريبية يضعها مع الأهلى هذا الموسم بعد أن تولى المسئولية وهو متأخر بفارق ست نقاط كاملة عن الزمالك، مما يجعل المباراة من خارج الخوط غير متكافئة. فهو يشكل لاعبوا الوسط كما يحلو له ويغير من مهامهم فى كل مباراة بحيث لا تستطيع أن تتنبأ بأفكاره، وببساطة لأنه نجح فى أن يصدر فكرة الفريق المتكامل، فاليوم لا أحد يستطيع أن يجزم من هو نجم الأهلى أو عقله المفكر أو صانع الفرق، فالفريق كله يشارك فى ذلك وليس لاعب واحد، وعندما يغيب التوفيق عن لاعب تجد الأخر فى أفضل حالاته فتتعادل الكفة، عكس الزمالك الذى لا يعتمد إلا على شيكابالا ليكون اللاعب معذور فيلعب صانع ألعاب وهداف وأحياناً مدافع ولا يتبقى له سوى حراسة المرمى. القيادة من خارج الخطوط هى أهم مرحلة فى تحقيق أى فريق للفوز، ومباراة الليلة خارج الخطوط ستكون صعبة على حسام وعلى جوزيه فكل مدرب يريد أن يحقق التفوق وينجو بفريقه من مقصلة الجماهير.