قد يكون الجميع منشغلا بالقرار الذى سيتخذه ماسيمو موراتى رئيس نادى إنتر ميلان الإيطالى، بشأن مدرب الفريق جان بييرو جاسبيرينى بعد خسارة الفريق أمس الثلاثاء أمام نوفارا 1-3 فى بطولة الدورى الايطالى. لكن ذلك لم يمنع الملايين من عشاق النادى من الاهتمام بالإنجاز الذى حققه قائد الفريق خافيير زانيتى فى هذه المباراة، حيث نجح "القائد الحديدى"، البالغ من العمر 38 عاما، فى دخول تاريخ إنتر ميلان، بعدما أصبح أكثر اللاعبين خوضا للمباريات، متخطيا رقم القائد السابق جوسيبى بيرجومى بعدما سجل أمس مباراته ال 757 مع النادى، منذ انضمامه فى أغسطس 1995، وساهم فى قيادته إلى لقب الدورى 5 مرات والكأس 4 مرات وكأس السوبر المحلية 4 مرات ودورى أبطال أوروبا مرة واحدة وكأس الاتحاد الاوروبى مرة واحدة وكأس العالم للأندية مرة واحدة. "زانيتي بالنسبة لي يمثل فرحة العيش، فرحة جعل كرة القدم مهنتك من صباح إلى آخر.. الابتسامة والرغبة في الحياة، شغف التمارين، السعادة التى يدخلها إلى قلب كل من يعمل إلى جانبه"، هذه هى الكلمات التى وصفت زانيتى على لسان المدرب البرتغالى الفذ جوزيه مورينيو الذي قاد انتر فى 2010 إلى ثلاثية الدورى والكأس ودورى أبطال أوروبا قبل الانتقال إلى ريال مدريد الإسباني. وتابع مورينيو "بعد كل هذا واكثر بكثير، يمكننا الآن التحدث عن لاعب كرة القدم، لكن وبما إنى لم أدربه سوى لعامين من مسيرته المذهلة فليس مكانى التحدث عن رجل كتب قصته بنفسه - ويا لها من قصة مذهلة، كل ما بإمكانى قوله شكرا على كل شىء، شكرا على منحى مساحة صغيرة فى قصتك". وختم المدرب البرتغالي "قد يأتي يوم ما ويتمكن أحدهم من تحطيم انجاز زانيتي، لكن لن يكون هناك ابدا سوى زانيتي واحد". انها كلمات صادرة عن مدرب يتحدث عن رجل معطاء قدم الكثير لمجتمعه كونه سفير الاتحاد الدولى لمشروع قرى الأطفال "اس او اس" فى الأرجنتين ومنشئ جمعية "بوبى" مع زوجته باولا بعد الأزمة الاقتصادية التي مرت بها بلاده عام 2001، للاعتناء بملايين الأطفال الفقراء. "عندما اتذكر طفولتى، مشاهد كثيرة ملموسة تتبادر إلى ذهنى، الجيدة منها والسيئة. كانت طفولتى صعبة، وبالرغم من إننى لا أعيش فى بلدي حاليا، فأنا على علم تام بما يجرى هناك، لقد آمنت دوما بان عملنا فى الشأن العام يجب أن يضعنا أمام مسؤولياتنا الإجتماعية"، هذا ما قاله زانيتي تعليقا على تأسيسه جمعية "بوبى". ومن المؤكد أن الحس الإجتماعي الذى يتمتع به زانيتى، يمثل شخصيته كرجل وكلاعب على حد سواء وأبرز دليل على ذلك أنه اللاعب الوحيد فى العالم الذى لم ير البطاقة الحمراء طوال مسيرته الكروية سوى مرة واحدة وحصل عليها ليس لاعتدائه على لاعب خصم بل لاعتراضه على قرار الحكم. وقال عنه مدربه السابق روبرتو مانشينى: "انه بطل يتمتع باخلاق رفيعة، لقد حصلت على فرصة اللعب ضده كلاعب وترك عندنى انطباعا رائعا، لانه ورغم صغر سنه (حينها) ووجوده فى بلد آخر، فانه كان يلعب بحماس ووعى كبيرين". اما المدرب الأول لزانيتي مع انتر ميلان، الإنجليزى روى هودجسون، فأكد أنه لم يتفاجأ بهذا الإنجاز، قائلا: "أنا سعيد لحصولى على فرصة تهنئة زانيتى، كما أعتبر نفسى محظوظا جدا لتدريبه". ومن المؤكد أن التزام وتفاني زانيتي يجعلانه مؤهلا لمواصلة المشوار مع "نيراتزورى" لمواسم مقبلة عديدة، خصوصا أنه يتمتع بلياقة بدنية لا مثيل لها فى هذا العمر بل أنها أفضل من تلك التى يتمتع بها الكثيرون من اللاعبين الشبان، وتبقى المسألة متعلقة بقراره الشخصى وخياراته إن كان يريد مواصلة اللعب أو التحول إلى مهام أخرى فى الفريق، على الصعيد الإداري أو التدريبى، ولن يكون مفاجئا أن نراه يستلم الإشراف على تدريب الفريق الأول فى الأعوام القليلة المقبلة.