يتعامل البعض أن بيننا (الإعلام) وبين أحمد حسام ميدو عداوة، أو أن انتقادنا للاعب هو كراهية له، أو حتى عدم محبة، ولكن حقيقة الأمر أن العكس تماما هو الصحيح، ورغم أننا قسونا عليه أوقات كثيرة ووصفنا صفات قد يعتبرها مهينة، ولكن ذلك كان لأن ميدو ليس نجما عاديا، ليس لاعبا نمر مرور الكرام على ذكراه وسيرته.. لي صديق فرنسي الجنسية، ولا يعرف شيئا عن مصر سوى النيل والأهرامات وميدو، نعم هذه حقيقة فهو يحكي أن الفرنسيين يعشقون ميدو منذ أيام كان يلعب لمارسيليا الفرنسي وكلما أراد أن يعطي مثال عن كرة القدم المصرية يتذكر ويذكر ميدو، ومازلت أتذكر تعبيرات وجهه الحزينة عندما رأى ميدو بوزنه الزائد مع بارنسلي، وسألني حزينا لماذا فعل ذلك في نفسه؟! في بلجيكا نشرت صحيفة شهيرة هناك تعقيبا على أحمد صلاح حسني واليماني اللذين احترفا هناك في بداية الألفية الثالثة قائلة: "عفوا أيها المصريون لماذا لا ترسلون لنا لاعبين مثل ميدو".. في إنكلترا، لا أحد من عشاق توتنهام هوتسبيرز لا يذكر ميدو، وفي هولندا يتحسرون على آخر العصور الذهبية للفريق عندما كان ميدو يقود هجومه.. ميدو ترك ذكرى جميلة في كل دوري لعب فيه، ميدو هو واجهة مصر المشرفة في عالم الاحتراف حتى سنوات قريبة، ميدو هو من جلس له على مقاعد البدلاء روبين فان بيرسي وزلاتان إبراهيموفيتش، وقال عنه العاجي ديديه دروغبا عندما توج هدافا للدوري الفرنسي: "لولا ميدو ما تألقت ولا سجلت.. اشكروا هذا الرجل قبل أن تشكروني". ميدو هو الذي أبهر الإسبان في شهور قليلة وقاد سيلتافيغو المغمور للمنافسات الأوروبية للمرة الأولى في تاريخ النادي.. ميدو ميدو ميدو.. فعل الكثير ولكن أين أصبح.. نحن لا ننكر أنه ذهب، بل ألماس نفيس عالي الجودة، ولكنه طلى نفسه بالنحاس إن كان ذهبا وغلف نفسه بزجاج إن كان ألماسا، عندما ننتقد ميدو ونهاجمه فنحن نهاجمه لهذا السبب، لأنه كبير، لأنه فعلا عالمي، ولكنه فرط في عالميته ونجوميته، وأنهى مجده بطريقة لا تليق بتاريخه، على مستوى الاحتراف.. تاريخ ميدو يقول أنه عندما يقرر الاعتزال تبكي عليه الملايين، هو الذي حقق في الملاعب الأوروبية ما لم يحققه لاعب مصري قط، كان يجب أن ينهي مسيرته بشكل مشرف ويستمر في الملاعب لعمر أطول، فليس مطقيا أبدا أن ينهي مسيرته في بارنسلي، بعد أن رحل بشكل غير لائق له من الزمالك.. كم كنت وملايين نتمنى أن ينهي ميدو مسيرته مع الكرة ببطولة مع الزمالك، أو أن يعود لقيادة منتخب مصر مع الأميركي بوب برادلي، ليتوج بالوصول لكأس العالم.. ميدو أقول لك ولكل عشاقك لو كانوا يسمعوني.. مازالت أمامك الفرصة.. اضغط على نفسك وعد لمستواك.. افعل أي شيء من أجل العودة وإنهاء مسيرتك بشكل يليق بك وبتاريخك وبإمكانياتك.. توقف عن التغريد عبر تويتر في أمور سطحية، فقيمتك وقامتك أكبر من ذلك، ونجوميتك في المستطيل الأخضر وليست في تويتر.. عفوا يا ميدو إن كنا قسونا عليك في النقد.. عذرا لو كانت كلماتنا قد جرحتك.. ولكن بالله عليك ما تضيع تاريخك هباء، بالله عليك لا تكن مجرد ذهبا مغلفا بنحاس فلا أحد يعود يتذكر قيمته، ولا أحد يعرف ثمنه.. لكل من يعرف ميدو أو يتواصل معه فليقنعه أحد بالعودة واستعادة المجد لإنهاء مسيرته بشكل أفضل، بشكل يليق به وبحجمه، مثلما فعل رونالدينيو، ومن قبل فعل روماريو.. ليس عيبا أن تخطئ وتختفي عن التألق، ولكن العيب أن تستسلم وترضى بأمر واقع.. وتكتفي بنجومية أنت أكبر منها.. نجومية تويتر! زياد فؤاد لمتابعة الكاتب على تويتر اضغط هنا