اشتعلت حدة الصراع فى الأيام الماضية بين الأهلى والزمالك حول صفقة شراء عبد الله السعيد لاعب الإسماعيلى الذى تم عرضه للبيع من أجل إنقاذ خزانة الدراويش وتدعيم الفريق ببعض الصفقات إضافة إلى تسديد بعض من مستحقات لاعبوا الفريق. ودخل خلال الساعات القليلة الماضية فريق المصرى فى الصورة معلناً رغبته فى الفوز بخدمات اللاعب عارضاً عشرة ملايين جنيه مقابل ضم السعيد على سبيل الإعارة لمدة موسمين على أن يسترد النادى البورسعيدى جزء من تلك الملايين العشر عند عودة اللاعب إلى صفوف الدراويش من جديد وأطلق كامل أبو على رئيس النادى المصرى مصطلح " القرض " على تلك الصفقة. وبغض النظر عما قدمه الزمالك أو الأهلى من مقابل مادى أو لاعبين على سبيل الإعارة لزيادة حجم الإستفادة للدراويش، تبقى رغبة عبد الله السعيد الذى أعلنها صريحة بعدم رغبته للعب إلا للأهلى إذا ما تم عرضه للبيع، ومعنى ذلك أنه يرفض الزمالك والمصرى وأى فريق أخر حتى لو فاق عرضه المادى عرض الأهلى، وهنا يجب أن نتوقف أمام أمرين هامين الأول أن ينأى الزمالك بنفسه من تلك الصفقة فالزمالك أكبر من السعيد وأى لاعب أخر مع كامل الأحترام لكل اللاعبين لكن الزمالك ككيان أهم، فجمهور الزمالك نفسه لن يكون سعيد بتلك الصفقة لو فاز بها الزمالك خاصة فى ظل إعلان اللاعب رغبته باللعب للأهلى، وليس من اللائق أن يخرج أحد من مسئولى الزمالك ليصرح قائلاً: أن السعيد أبدى موافقة لأرتداء الفانلة البيضاء، رغم أن ذلك لم يحدث، كنوع من التأثير الإعلامى على اللاعب ومزيد من الضغط، فلابد أن يتفهم كل لاعب ينضم للزمالك أو الأهلى قيمة قميص كل فريق وأهميته. ومازال مسئولى النادى الأبيض يهينون كرامة النادى بالجرى خلف اللاعبين من أجل الظهور الإعلامى رغم رفض هؤلاء اللاعبين الأنضمام للقلعة البيضاء، ويجب أن يتوقف الجميع داخل النادى عن تلك الممارسات التى لا تزيد سوى الأحتقان لدى جماهيرها التى تشاهد يومياً لاعبين بالجملة يرفضون الأنضمام للزمالك. ولعل أبرز الأمثلة الحالية حسين ياسر المحمدى الذى لعب للأهلى قبل أنضمامه للزمالك، والجميع شاهد مستوى اللاعب فى كل فريق حيث لعب للأهلى على عكس رغبته وأنتمائه فلم يستفد منه الأهلى وقرر تسريحه ليظهر اللاعب بقوة مع الزمالك لأنها رغبته الأساسية قبل أن يؤثر عليه وكيل أعماله للأنضمام للأهلى فى البداية. أما الأمر الثانى وهو تلاعب وكلاء اللاعبين بعلاقات الأندية بعضها البعض، فعبد الله السعيد يتعامل مع وكيلين أحدهما يحارب لضم اللاعب للزمالك والأخر يسعى لأنضمامه للأهلى، وكل وكيل فيهم يسعى لمصلحته الشخصية فقط لتدعيم علاقاته بالنادى الذى يعمل لصالحه غير مبالين بمصلحة اللاعب أو ناديه الأصلى "الإسماعيلى" الذى يبحث عن أعلى مقابل مادى لتدعيم خزانته بملايين من الجنيهات، وللأسف يكون الوكيل هو المستفيد من تلك الحرب الدائرة بين القطبين والتى معها يرتفع المزاد ومعه ترتفع عمولة الوكيل. يجب أن تكون الصفقة نابعة من رضا متبادل للجميع وأولهما الإسماعيلى الذى يبحث عن أعلى مقابل ثم رغبة اللاعب فى اللعب للفريق الذى يمثله وأخيراً النادى الذى يرغب فى خدماته.