يستهل منتخب زامبيا حملة الدفاع عن لقب كأس الامم الافريقية لكرة القدم غدا الاثنين بمواجهة سهلة من الناحية الحسابية، وذلك عندما يواجه نظيره الاثيوبي في الجولة الأولى من مباريات المجموعة الثالثة للنسخة التاسعة والعشرين من البطولة التي تستضيفها جنوب افريقيا. وتكمن السهولة المحتملة للمباراة في روح النصر التي مازال يعيشها لاعبو زامبيا في أعقاب الإنجاز التاريخي المتمثل في التتويج بلقب البطولة الافريقية العام الماضي في غينيا الاستوائية والجابون، بجانب طبيعة الخصم الذي يفتقد إلى الخبرة الدولية في البطولات القارية، بما أنه غائب عن العرس الافريقي منذ ثلاثين عاما. ولكن في كرة القدم لا يوجد مستحيل وقد تشهد الأيام المقبلة ظهور مخالب قوية للمنتخب الاثيوبي الفائز بلقب كأس افريقيا في عام 1962. وشهدت أول مشاركة للمنتخب الزامبي في النهائيات مفاجأة حقيقية حيث أحرز الفريق المركز الثاني بعد نهائي مثير أمام زائير في بطولة عام 1974 بمصر حيث أعيدت المباراة بعد يومين من انتهائها في المرة الأولى بالتعادل. وفي المباراة المعادة فازت زائير وتوجت باللقب. وكان المركز الثاني من نصيب الفريق أيضا في بطولة عام 1994 بتونس بعد شهور قليلة من واقعة مثيرة ومؤسفة أودت بحياة معظم أفراد المنتخب الزامبي حيث تحطمت الطائرة التي تقل الفريق على سواحل الجابون. ورغم هذه المأساة نجح الفريق الجديد بقيادة النجم الكبير كالوشا بواليا أحد أبرز نجوم زامبيا عبر تاريخها في الوصول للمباراة النهائية بكأس الأمم الأفريقية بعد شهور قليلة من هذا الحادث ولكنه سقط في النهائي أمام المنتخب النيجيري الذي أحرز لقب البطولة. أما بالنسبة لباقي نتائج المنتخب الزامبي في بطولات كأس الأمم الأفريقية التي شارك فيها فكانت الوصول للمربع الذهبي والفوز بالمركز الثالث في بطولات 1982 و1990 و1996 وخرج من الدور الأول في بطولات 1978 و1986 و1998 و2000 و2002 و2006 و2008 بينما خرج الفريق من دور الثمانية في البطولة قبل الماضية عام 2010 بأنجولا مثلما حدث في بطولة 1992. ورغم التأهل الصعب للمنتخب الزامبي إلى كأس الامم الافريقية الحالية، حرص الاتحاد الزامبي للعبة على بقاء المدرب الفرنسي هيرفي رينار في منصب المدير الفني للفريق بعدما قاد الرصاصات النحاسية إلى اللقب الأفريقي الأول في مطلع العام الماضي. وستكون البطولة الحالية تحديا جديدا لرينار الذي لقي معارضة جماهيرية شرسة لدى عودته إلى تدريب الفريق قبل البطولة الماضية بعدما ترك الفريق من قبل بشكل مفاجئ. ونجح رينار في تهدئة الرأي العام واكتساب تعاطف الجميع وتقديرهم بعد إحراز اللقب في البطولة الماضية ولكن تأهله بصعوبة للنهائيات المقبلة سيجعله مجددا تحت منظار الجماهير التي لن تقبل منه سوى المنافسة على اللقب بقوة. ويعتمد رينار على مجموعة متميزة من اللاعبين المحترفين في الدوري المحلي أو في بطولات الدوري المحلية ببعض الدول الأفريقية إضافة إلى عدد من المحترفين في أندية خارج القارة حيث لم يساهم اللقب الأفريقي بشكل ملحوظ في زيادة عدد محترفي زامبيا بالأندية الأوروبية. ويأتي قائد الفريق كريستوفر كاتونجو /30 عاما/ على رأس هؤلاء المحترفين بالخارج حيث يلعب لفريق هينان كونستركشن الصيني. ويمتلك كاتونجو خبرة كبيرة اكتسبها في السنوات الماضية التي لعب خلالها لفريق أرمينيا بيليفيلد الألماني وفريق جومو كوزمو الجنوب أفريقي. كما يتألق إلى جواره كل من إسحق تشانسا المحترف معه بنفس الفريق الصيني ورينفورد كالابا وناتان سينكالا نجمي خط وسط مازيمبي الكونغولي وفيلكس كاتونجو لاعب بترو أتلتيكو الأنجولي وجيمس تشامانجا المحترف في الصين وإيمانويل مايوكا نجم ساوثهمبتون الإنجليزي وجاكوب مولينجا نجم هجوم أوتريخت الهولندي وكولينز مبيسوما مهاجم أورلاندو بايرتس الجنوب أفريقي. وعلى الجانب الآخر، فإن المنتخب الاثيوبي أحرز المركز الثاني في بطولة 1957 والثالث في البطولة الثانية عام 1959 ، حيث أقيمت البطولتان بمشاركته مع منتخبي السودان ومصر فقط، واستفاد المنتخب الإثيوبي من استضافة بلاده فعاليات البطولة الثالثة وتوج بلقبه الأفريقي الوحيد عام 1962. وبعدها استمرت مشاركات الفريق بشكل منتظم في البطولة على مدار النسخ الأربع التالية ولكنه احتل المركز الرابع في بطولتي 1963 و1968 بينما خرج من الدور الأول في بطولتي 1965 و1970. وبخلاف هذا ، لم يظهر الفريق في النهائيات بعد ذلك إلا في بطولتي 1976 و1982 وخرج من الدور الأول في المرتين. وبعد غياب دام لثلاثة عقود كاملة عن النهائيات ، عاد المنتخب الإثيوبي ليعلن عن وجوده من خلال رحلة قصيرة ولكنها مثيرة في التصفيات. وحصل الفريق بقيادة مديره الفني الوطني سيونيت بيشاو على ثقة بالغة من مسيرته في التصفيات وأصبح هدفه الجديد هو تحقيق مفاجأة أخرى في النهائيات والبحث عن كتابة صفحة جديدة في تاريخ الكرة الإثيوبية بالبطولات الأفريقية رغم يقينه بصعوبة موقفه في النهائيات وفرصه الضئيلة في بلوغ الدور الثاني بغض النظر عن هوية منافسيه. ويسعى أسود إثيوبيا إلى الزئير مجددا في النهائيات ولكن اعتماد الفريق على مجموعة من اللاعبين الناشطين في الدوري المحلي ومعظمهم من فريق سان جورج الفائز بلقب الدوري الإثيوبي 25 مرة ومنافسه ديديبيت يجعل فرص الأسود السوداء هزيلة للغاية في مواجهة محترفي زامبيا ونيجيريا وبوركينا فاسو حيث أوقعته القرعة في المجموعة الثالثة مع ثلاثة منتخبات تفوقه كثيرا في الخبرة وفي إمكانيات اللاعبين المحترفين. ويفتقد الفريق في البطولة المقبلة جهود فيكرو تيفيرا أبرز لاعبيه وأكثرهم خبرة حيث لعب لأندية سان جورج الإثيوبي وسوبر سبورت وأورلاندو بايرتس في جنوب أفريقيا وقاد الفريق في رحلة التصفيات ولكن احترافه في الدوري الفيتنامي المتواضع حاليا قلص من فرصته في المشاركة بالبطولة المقبلة حتى استبعده المدرب رسميا من قائمة الفريق التي أعلنها للبطولة. ويضم الفريق عددا قليلا للغاية من المحترفين خارج إثيوبيا مثل صلاح الدين سعيد مهاجم وادي دجلة المصري وهداف إثيوبيا في التصفيات.