يواجه الألماني توماس باخ رئيس اللجنة الأولمبية الدولية ضغوطا متزايدة من أجل إصدار قرار باستبعاد روسيا من دورة الألعاب الأولمبية المقبلة في ريو جانيرو، التي ستنطلق الشهر المقبل. وتزايدت حدة الضغوط التي يواجهها باخ عقب صدور تقرير الوكالة الدولية لمكافحة المنشطات (وادا) المستقل بواسطة المحقق الكندي ريتشارد مكلارين الذي كشف تورط الحكومة الروسية في التستر على تناول رياضييها للمنشطات بشكل ممنهج. وأكد داجمار فرايتاج ، رئيس لجنة الرياضة بالبرلمان الألماني، اليوم الأربعاء، أنه يتعين على باخ عدم التسامح مطلقا مع القضايا المتعلقة بتناول الرياضيين للمنشطات. وصرح فرايتاج لوكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ) "نحن بحاجة الآن لكي يقوم رئيس اللجنة الأولمبية الدولية للقيام بدوره القيادي وإظهار القوة في القيادة". وأرجأت اللجنة الأولمبية الدولية اتخاذ قرارها النهائي بشأن ما إذا كان ينبغي فرض حظر شامل على مشاركة الرياضيين الروس في دورة الألعاب الأولمبية الصيفية المقبلة في ريو دي جانيرو، التي ستقام خلال الفترة من الخامس من آب/أغسطس القادم حتى 21 من الشهر ذاته، من عدمه. وتعكف اللجنة الأولمبية الدولية حاليا على دراسة تقرير مكلارين الذي كشف كيفية إخفاء اختبارات المنشطات الإيجابية بتواطؤ من وزارة الرياضة الروسية، وجهاز الاستخبارات ومسؤولين آخرين، وكيف تم تبديل عينات البول والعبث بها في دورة الألعاب الأولمبية الشتوية التي أقيمت بمنتجع سوتشي الروسي قبل عامين. وأعلن المجلس التنفيذي للجنة الأولمبية الدولية أمس الثلاثاء أنه سيقوم باستكشاف "الخيارات القانونية" لفرض حظر كامل على الرياضيين الروس في أولمبياد ريو دي جانيرو. وتنتظر اللجنة الأولمبية الدولية أيضا الحكم الذي ستصدره محكمة التحكيم الرياضية (كاس) غدا الخميس للبت في الاستئناف الذي تقدم به 68 من الرياضيين الروس حول أحقيتهم في المشاركة بالأولمبياد المقبل بعد تعليق الاتحاد الروسي لألعاب القوى من قبل الاتحاد الدولي للعبة. وأظهر تقرير مكلارين أن التلاعب في نتائج العينات الإيجابية لم يقتصر على أولمبياد سوتشي فحسب، ولكنه تضمن أيضا فعاليات أخرى، من بينها بطولة العالم لألعاب القوى التي أقيمت بالعاصمة الروسية موسكو عام .2013 وقال فرايتاج إنه يتعين على باخ "إن يسبق ويضع نهجا للاستعداد للقتال من أجل الحصول على أغلبية في المجلس التنفيذي للجنة الأولمبية الدولية". وحتى الآن، مازال باخ 62/ عاما/ يسعى لإيجاد وسيلة لتجنب الاستبعاد الكامل لروسيا من النسخة الحادية والثلاثين للأولمبياد. وكانت قاعدة مبدأ باخ هى ترك اتحادات الرياضات الدولية ان تتخذ قرارها بشان سلوك ونهج الرياضيين او اتحادات الرياضات الروسية. ولكن فرايتاج قال "ليس بإمكان باخ أن يبقى منتظرا ما تقوم به الاتحادات الرياضية ومحكمة التحكيم الرياضية". وعانى باخ، بطل رياضية سلاح المبارزة في أولمبياد مونتريال عام 1976، من مقاطعة الدول الغربية لأولمبياد موسكو عام 1980، ولذلك فهو يدرك أن حربا باردة جديدة في مجال الرياضة من شأنها أن تؤثر بالسلب على الرياضيين في المقام الأول. ورغم ذلك، تصر اللجنة الأولمبية الدولية على أنها "لن تتردد في توقيع أقصى العقوبات المتاحة ضد أي فرد أو اتحاد يثبت تورطه". وينبغي على محاميي اللجنة الأولمبية الدولية استكشاف الخيارات القانونية المتاحة قبل الاستبعاد الشامل للرياضيين الروس من الأولمبياد ومدى توافقها أيضا مع الحقوق الفردية للرياضيين. وهنا يطرح السؤال، هل باخ يضع في الاعتبار ضرورة الحفاظ على العلاقات الجيدة مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين؟ وأوضح فرايتاج "يجب إبعاد الأمور الشخصية أو العلاقات الودية فيما يتعلق بهذا النوع من القضايا من أجل إنقاذ الفكرة الأولمبية. لقد كانت الرياضة في مفترق طرق لفترة طويلة، ولكنها اليوم على حافة الهاوية". من جانبه، يعتقد كليمنس بروكوب رئيس الاتحاد الألماني لألعاب القوى أن من واجب اللجنة الأولمبية الدولية ورئيسها ان يرسل رسالة. وتحدث بروكوب عن قضية روسيا، قائلا "في مجال السياسة الرياضية الدولية، فإنها تبدو التحدي الأكبر للجنة وباخ". أضاف بروكوب "ينبغي الآن على اللجنة أن تظهر موقفا واضحا حول مصداقية دورة الألعاب الأولمبية". وتفضل سيلفيا شينك خبيرة الفساد بمنظمة الشفافية الدولية استثناء روسيا من المشاركة الأولمبية، ولكنها أشارت إلى أن أي قرار من هذا القبيل لا يشكل الكلمة الأخيرة. وقالت الرياضية السابقة "يمكنك أن تعطى مثالا مثل ذلك، لأن الضغط هائل ، ولكن ليس بإمكانك عندئذ المضي قدما كالمعتاد". وتابعت "إن نظام مكافحة المنشطات بأكمله ينبغي أن يوضع على المحك".