تناثرت أنباء عن إلغاء مباراة ودية بين المنتخب الجزائري ونظيره الغاني مطلع سبتمبر القادم استعدادًا للتصفيات كاس العالم المؤهلة لمونديال روسيا 2018. الرفض لم يُعلن بشكل رسمي أسبابه، لكن الواضح والمتداول بين الجميع هو أن الجانب الجزائري رفض منح مدرب غانا، إفرام جرانت، الذي يحمل جنسية المحتل الإسرئيلي للأراضي الفلسطينية. الخبر قد لا يبدو غريبًا فالعلاقات الجزائرية الفلسطينية، قوية جدًا خاصة على المستوى الشعبي، وخير دليل على ذلك الاستقبال الشعبي للمنتخب الفلسطيني في الجزائر فبراير الماضي وقت مباراتهما الودية. خبر رفض الجزائر منح جرانت تأشير دخول أراضيها، يرتبط بشكل أو بآخر بمصر، فالمنتخب المصري وقع في مجموعة بتصفيات مونديال روسيا 2018 تضم كل من أوغندا، الكونغووغانا. مصر ستلاقي غانا، بالقاهرة، في ثاني مبارياتها بالتصفيات، في السابع من نوفمبر من العام الجاري. بالتأكيد مصر لن تقدر على عدم منح جرانت تأشيرة الدخول، فالمباراة تحت روزنامة الفيفا الرسمية وضمن المباريات المؤهلة للمونديال كما يرتبط الجانب المصري والإسرائيلي بمعاهدة سلام مع إسرائيل منذ 1978. لكن كيف سيستقبل المصريون، جرانت، المولود لأم يهودية عراقية والذي درب منتخب غانا من قبل في 2015 كما درب نادي تشيلسي الإنجليزي وكذلك المنتخب الإسرائيلي مرتين. المصريون والعرب، الذين ابتهجوا برفض محمد صلاح، لاعب روما، وقت كان في نادي بازل السويسري، 2013 مصافحة لاعبي مكابي تل أبيب، في لقائهما بالدور الثالث من التصفيات المؤهلة لدور المجموعات ببطولة أمم أوروبا. صلاح لم يكتف بحيلة استبدال الحذاء وعدم مصافحة اللاعبين والاكتفاء بتحيتهم بقبضة يده، مما عرضه لهجوم من الجمهور بالملعب آنذاك بل سجل هدفًا وسجد لله شكرًا فعد البعض ذلك نصرًا وبأن صلاح "قهر" المحتل الإسرائيلي في معقله. دارت الأيام وسيضطر صلاح ولاعبو مصر لمواجهة جرانت، كيف سيتعاملون وهل سيصافحه الجهاز الفني لمنتخب جمهورية مصر العربية؟ وكيف سيتعامل المصريون الرافض بعضهم للتطبيع مع جرانت وبني جنسيته وهل سيُذكر اسمه في المدرجات حال وجود جماهير؟ هل ستتواجد أعلام فلسطين؟ كلها تساؤلات فرضها الرفض الجزائري. المؤكد أن جرانت سيأتي لمصر ربما لن يكون مرحبًا به لكن سنضطر لاستقباله مُكرهين لكن الأكيد أيضًا أن قرار الجزائر ربما يُسبب حرجًا لمصر، الأيام القادمة وحدها ستحدده.