تحتفل بطولة كوباأمريكا، هذا العام بعيدها المئوي، ولا تزال البطولة الدولية الأقدم، تحظى ببريق يميزها عن باقي البطولات الكبيرة في العالم حيث تتنافس فيها منتخبات الفن الكروي الجميل وأبرز نجوم الساحرة المستديرة في العالم وهو ما يبقي على الإثارة دائما في هذه البطولة. وربما افتقدت بعض النسخ في السنوات الأخيرة البريق الذي اتسمت به في نسخ سابقة لكوباأمريكا، ولكنها نجحت في الحفاظ على كبريائها ومكانتها ضمن أبرز بطولات الساحرة المستديرة خاصة مع الإثارة البالغة التي شهدتها النسخة الماضية والتي استضافتها تشيلي العام الماضي. ومع استمرار أحداث النسخة الماضية حاضرة بقوة في الأذهان، من المؤكد أن النسخة المئوية من البطولة (كوباأمريكا 2016) التي تنطلق فعالياتها بالولايات المتحدة في الثالث من يونيو المقبل لن تخل أيضا من الإثارة حيث يشارك فيها مجموعة من أبرز نجوم اللعبة في الوقت الحالي وفي مقدمتهم ليونيل ميسي مهاجم برشلونة الأسباني والمنتخب الأرجنتيني. واستعصى لقب كوباأمريكا في الماضي على العديد من النجوم البارزين رغم تألقهم في فعاليات هذه البطولة ومنهم الأسطورة البرازيلي بيليه والأسطورة الأرجنتيني دييجو مارادونا وأرسينيو إيريكو نجم باراجواي السابق. وكان آخر هؤلاء النجوم الذين استعصى عليهم لقب كوباأمريكا هو ميسي نفسه حيث فشل في قيادة منتخب بلاده إلى الفوز باللقب في النسخ الثلاث الماضية في بفنزويلا عام 2007 ثم على ملاعب بلاده في 2011 ثم في تشيلي العام الماضي. وبلغ المنتخب الأرجنتيني المباراة النهائية لبطولة 2007 ولكنه سقط أمام نظيره البرازيلي بثلاثة أهداف نظيفة ليخسر النهائي أمام السامبا البرازيلية للبطولة الثانية على التوالي. وفيما رأى مشجعو المنتخب الأرجنتيني أن الوضع أصبح مختلفا في بطولة 2011 بالأرجنتين بعدما اكتسب ميسي مزيدا من الخبرة وأصبح أكثر حماسا لقيادة الفريق نحو اللقب بعدما توج مع برشلونة بالعديد من الألقاب على الساحتين المحلية والدولية، تلقى ميسي والفريق لطمة قوية بالسقوط أمام أوروجواي بركلات الترجيح في دور الثمانية للبطولة. ومع بلوغ الفريق نهائي كأس العالم 2014 بالبرازيل والذي خسره أمام ألمانيا بهدف نظيف، كان أمل ميسي في العام التالي هو قيادة المنتخب الأرجنتيني لإحراز لقب البطولة القارية التي يعتبرها هدفه الجديد والمهم. ولكن المنتخب الأرجنتيني سقط أمام نظيره التشيلي صاحب الأرض بركلات الترجيح في النسخة الماضية ليواصل الحظ عناده لميسي وراقصي التانجو. وجاء فوز منتخب تشيلي على نظيره الأرجنتيني في نهائي النسخة الماضية ليحافظ منتخب أوروجواي على انفراده بالرقم القياسي لعدد مرات الفوز بالبطولة برصيد 15 لقبا مقابل 14 لقبا للتانجو الأرجنتيني وذلك بعد فوز أوروجواي بلقب بطولة 2011 بالمكسيك. وفي المقابل، رفع المنتخب البرازيلي رصيده إلى ثمانية ألقاب في بطولات كوباأمريكا أقدم بطولة لمنتخبات كرة القدم في التاريخ. ومع فوزه بجائزة الكرة الذهبية لأفضل لاعب في العالم لعام 2015 ، للمرة الخامسة، يسعى ميسي من خلال هذه البطولة إلى تأكيد جدارته بالجائزة وتعزيز فرصه في الاحتفاظ بها لعام 2016 من خلال قيادة المنتخب الأرجنتيني لمعادلة الرقم القياسي في عدد مرات الفوز باللقب بالإضافة إلى رغبته الشخصية في التفوق على أبرز نجوم القارة والتفوق عليهم من خلال الفوز باللقب الذي لم يسبق لبيليه ومارادونا الفوز به.