مفتي الجمهورية يشهد افتتاح مسجدي الهادي البديع والواحد الأحد بمدينة بشاير الخير بمحافظة الإسكندرية    مدبولى: فرص واعدة للمستثمرين ورجال الصناعة من مخرجات البحث العلمى    الأمم المتحدة تدق ناقوس الخطر بشأن تزايد الطلب على موارد المياه مع ازدياد الندرة    إصابة فلسطيني برصاص الجيش الإسرائيلي وسط الضفة    الرئيس الروسي يبحث مع نظيره العراقي علاقات التعاون    الجيش الأمريكي ينفذ طلعات جوية بمقاتلات وقاذفات ومسيرات فوق ساحل فنزويلا    أليو ديانج يستعد لمغادرة مصر خلال ساعات    القاتل الصامت ينهي حياة 5 أفراد من أسرة واحدة ببولاق الدكرور    "الزراعة" توضح أفضل طريقة للتعامل مع كلاب الشوارع الضالة    وزير الأوقاف يجيب عن سؤال هام ل أيه عبد الرحمن فى دولة التلاوة    المطربة أنغام البحيري تشعل استوديو "خط أحمر" ب أما براوة.. فيديو    شتاء 2025: لماذا لا ينجو أحد من نزلات البرد هذا العام؟    السودان بين العواصف الدبلوماسية وتضييق الخناق الدولي على المليشيات وتصاعد الأزمة الإنسانية    الأرصاد تعلن انحسار تأثير المنخفض الجوي وارتفاع طفيف في الحرارة وأمطار على هذه المناطق    حجز تاجر بتهمة النصب على المواطنين بزعم حصولهم على شهادات علمية    التحقيق في 12 بلاغا ضد فرد أمن مدرسة دولية بالتجمع بتهمة التحرش    غدًا.. وزير الرياضة يشهد ختام بطولة الأندية لكرة القدم الإلكترونية    الحلقة التاسعة من برنامج «دولة التلاوة».. الاحتفاء بالشيخ محمود على البنا    غلق مزلقان مغاغة في المنيا غدا لهذا السبب    ليفربول ضد برايتون.. تفاصيل إنهاء الخلاف بين محمد صلاح وسلوت    تعرف على نتائج مباريات اليوم بالدوري الممتاز لكرة السلة    لجنة المحافظات بالقومي للمرأة تناقش مبادرات دعم تحقيق التمكين الاقتصادي والاجتماعي    تسليم "كنز صوتي" نادر لأحفاد الشيخ محمد رفعت بعد عقود من الغياب    نجوم الفن يتألقون في ختام مهرجان البحر الأحمر السينمائي 2025 | صور    "الست".. عن إعطاء الحرية وإطلاق الأيدي    «تموين القليوبية» يحرر 40 مخالفة بالمخابز اليوم الجمعة 12 ديسمبر    محافظ الإسكندرية: الدولة المصرية ماضية في مشروع التأمين الصحي الشامل    إصابة 3 أشخاص فى حادث تصادم وانتشار فرق الطب العلاجي بمستشفيات سوهاج    مواقيت الصلاه اليوم الجمعه 12ديسمبر 2025 فى المنيا    المخ يموت خلال 7 دقائق.. حسام موافي يكشف مفاجأة في وفاة السباح يوسف محمد    بروتوكول تعاون بين قصور الثقافة وهيئة الكتاب لتوسيع منافذ بيع الإصدارات في المحافظات    محافظ أسوان يأمر بإحالة مدير فرع الشركة المصرية للنيابة العامة للتحقيق لعدم توافر السلع بالمجمع    انطلاقة قوية للمرحلة الثانية لبرنامج اختراق سوق العمل بجامعة سوهاج |صور    علي ناصر محمد يكشف جهود بناء علاقات جنوب اليمن مع دول الخليج    يارا البدوي تحصد ذهبية تنس الطاولة في دورة الألعاب الأفريقية    محافظ الغربية يتابع كسح مياه الأمطار ويؤكد استمرار العمل على مدار الساعة    اسعار الفاكهه اليوم الجمعه 12ديسمبر 2025 فى المنيا    الدورة 9 من المسرح الصحراوى تنطلق بمسرحية "البراق وليلى العفيفة"    ضبط المتهمين بتقييد مسن فى الشرقية بعد فيديو أثار غضب رواد التواصل    هشام طلعت مصطفى يرصد 10 ملايين جنيه دعمًا لبرنامج دولة التلاوة    الخارجية اللبنانية: تلقينا تحذيرات من عملية عسكرية إسرائيلية واسعة    سويلم: العنصر البشري هو محور الاهتمام في تطوير المنظومة المائية    ناشيونال جيوجرافيك: الدعاية للمتحف الكبير زادت الحجوزات السياحية لعام 2026    نقيب العلاج الطبيعى: إلغاء عمل 31 دخيلا بمستشفيات جامعة عين شمس قريبا    باسل رحمي: نعمل على استفادة كافة مشروعات الشباب الصناعية من خبرات جايكا    "الحلبسة" مشروب شتوى يمنح أسرتك الدفء ويقوى المناعة    بتوجيهات الرئيس.. قافلة حماية اجتماعية كبرى من صندوق تحيا مصر لدعم 20 ألف أسرة في بشاير الخير ب226 طن مواد غذائية    الزمالك يصرف جزءا من مستحقات اللاعبين الأجانب لينهى أزمة الإنذارات    في الجمعة المباركة.. تعرف على الأدعية المستحبة وساعات الاستجابة    عاجل- الحكومة توضح حقيقة بيع المطارات المصرية: الدولة تؤكد الملكية الكاملة وتوضح أهداف برنامج الطروحات    تحالف جديد تقوده واشنطن لمواجهة الصين يضم إسرائيل و4 آخرين    حمزة عبد الكريم: وجودي في الأهلي شرف عظيم.. وطموحاتي كبيرة في الفترة القادمة    المستشار حامد شعبان سليم يكتب عن : أنت صوفى ?!    وكيل الشباب بالفيوم يشهد انطلاق انعقاد الجمعية العمومية لنادي المحافظة الرياضي    أبرزها الأهلي أمام بيراميدز.. انطلاق منافسات الجولة الثانية عشرة من دوري الكرة النسائية    أمريكا تغرق.. فيضانات عارمة تتسبب في عمليات إجلاء جماعية بولاية واشنطن    الأعلى للجامعات يجري مقابلات للمتقدمين لرئاسة جامعة بني سويف    كيف أصلي الجمعة إذا فاتتني الجماعة؟.. دار الإفتاء تجيب    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



تجربة دعم الرياضة.. البرازيل نموذجًا
نشر في أهرام سبورت يوم 28 - 05 - 2016

كأس العالم والأوليمبياد .. كيف تكون الرياضة فى خدمة السياسة
الإنجاز الرياضى للوعى السياسى فى فترة حكم لولا دا سيلفا
لم يكتف لولا دسيلفا خلال فترة حكمه (2002 -2010 ) ومعه الشعب البرازيلى أن يكون عنوان البرازيل اقتصاديا وسياسيا فحسب لكن البرازيل عاشقة السامبا وأسطورة كرة القدم كان لابد لها من البحث عن عنوان لافت يليق بسمعة البرازيل الرياضية فإذا بالعنوان يكون عنوانين.
الأول: البرازيل تستضيف كأس العالم 2014م لتمنح الكأس لمسة البرازيل السحرية حتى وإن لم تفز به!
ثم جاءت الطفرة الكبرى لتكون البرازيل أول دولة بأمريكا الجنوبية تستضيف أوليمبياد 2016 (أوليمبياد ريودى جانيرو) .. ها هى البرازيل تترك علامتين بارزتين مع مطلع القرن 21.. كأس عالم وأوليمبياد فهل للطموحات البرازيلية من حد؟
كان الإبداع سمة مميزة للسياسة الخارجية لحكومة الرئيس لولا، وذلك إلى جانب التحالفات المختلفة التى تم تنفيذها حينذاك من خلال للآليات الأقليمية وموقف البرازيل الجاد فى المحافل الاقتصادية المختلفة. يجب تسليط الضوء على استخدام الرياضة كأداة فى السياسة الخارجية البرازيلية، فعلى الرغم من أن السياسة الخارجية قد تكون مهمشة فى كثير من البلدان، إلا انها فى البرازيل حظيت باهتمام كبير من جانب حكومة لولا، ويرجع السبب فى ذلك إلى استضافة البرازيل اثنتين من أكبر الفعاليات الرياضية فى العالم: كأس العالم فى عام 2014 ودورة الالعاب الاوليمبية والبارالمبية والتى سوف تقام هذا العام 2016. وهذا هو المغزى السياسى من وراء تلك الفعاليات والاهتمام الموجه للرياضة، والذى تم إنشاؤه فى هيكل وزارة الخارجية البرازيلية من خلال انشاء هيئة تنسيق التعاون الرياضية.
كان لانشاء الهيئة العامة لتنسيق التبادل والتعاون الرياضى (CGCE) فى يناير 2008 صدى جيد ورد فعل إيجابى وهذا لعدة أسباب:
الطلب المتزايد من البلدان النامية للتعاون مع البرازيل فى مجال الرياضة، وخاصة فى مجال كرة القدم.
اختيار البرازيل لتكون المنظم لفعاليات كأس العالم 2014.
ترشيح البرازيل لاستضافة دورة الالعاب الأوليمبية 2016.
وقد تناولت وسائل الأعلام قضية الدبلوماسية الكروية وإشتراك وزارة الخارجية البرازيلية فى الأحداث الرياضية، قبل تناول الأعمال التى تمت لتفعيل مجالات التعاون الرياضي.
لم يتباطأ الرئيس لولا فى القيام بالركلة الأولى للدبلوماسية الكروية، والتى تمثلت فى المباراة التى أقيمت فى شهر أغسطس من عام 2004 فى دولة هايتى، والتى سميت بمباراة السلام. فقد وافق اتحاد كرة القدم البرازيلى بناء على طلب من الرئيس لولا لاجراء مباراة ودية فى العاصمة الهايتية بورت أو برنس بين المنتخب البرازيلى ومنتخب هايتى. فقد فقام اللاعبون البرازيليون، رونالدو ورونالدينيو بعبور العاصمة الهايتية بداخل مدرعة بعثة حفظ السلام للأمم المتحدة، التى كانت تتحرك على أراضى دولة هايتى محاطة بالسكان المحليين من كل الجوانب.
كانت مباراة السلام بمثابة الهدف الأول للرئيس لولا فى استخدام الرياضة، وخاصة كرة القدم البرازيلية، كأداة من أداوات السياسة الخارجية. حيث كان الهدف من تلك المباراة هو ارسال رسالة واضحة ليس فقط إلى هايتى، بل للعالم أجمع بأن الحكومة البرازيلية مستعدة وبقوة فى المساهمة فى تطور الوضع السياسى فى هايتى. وقد تحقق الهدف المتوقع مع الانتهاء من مباراة السلام، فقد تغيرت الصورة التى رسمها الشعب فى هايتى عن الحكومة والشعب والجيش البرازيلى إلى صورة وشكل إيجابي.
وفى ظل ظروف دولة هايتى حينذاك، لم يكن من الممكن أن تتجاهل وسائل الاعلام العالمية تسليط الضوء على موقف دولة هايتى، الامر الذى ساعد بشدة فى اتخاذ القرار من جانب البرازيل بالقيام بمباراة السلام بين منتخب البرازيل ومنتخب هايتى والذى تم نشره على مستوى العالم بأكمله. وبذلك أظهرت الدبلوماسية الكروية والسياسة الخارجية البرازيلية الشكل الجديد للدولة البرازيلية.
الحدث الرياضى الكبير
فى الوقت نفسه الذى سددت فيه الدبلوماسية الكروية البرازيلية هدفها الاول، كانت الحكومات البرازيلية الثلاث( الاتحادية والولاية والمحليات) فى مدينة ريو دى جانيرو تعمل على تنظيم فعاليات دورة الألعاب الأمريكية 2007. وفى الوقت نفسه تخلت اللجنة الأوليمبية البرازيلية عن محاولة استضافة دورة الالعاب الأوليمبية 2008 لكى تستطيع التركيز على تحقيق النجاج فى استضافة دورة الالعاب الامريكية2007. وبمساعدة الحكومات الثلاثة وبالإيمان بفكرة ان نجاح البرازيل فى استضافة دورة الالعاب الامريكية 2007 سوف يؤهل البرازيل لاستضافة الاوليمبياد. قامت اللجنة الأوليمبية البرازيلية وادارة مدينة ريو دى جنيرو بترشيح المدينة فى عام 2001، وقررت منظمة البلدان الأمريكية الرياضة ان تكون ريو دى جانيرو هى المدينة المضيفة فى عام 2002. ونرى أن القيام بالترشح كان يسبق حكومة لولا.
تنفيذ دورة الالعاب الامريكية كان بمثابة تجربة وخبرة للخارجية البرازيلية. فمن جانب كانت الوزارة مسئولة عن اصدار التأشيرات للرياضيين المشاركيين فى البطولة، وغيرهما من أعضاء الوفود وأعضاء المنظمات المختلفة، فقد تم اصدار ومنح الالاف من التأشيرات بشكل سريع. ومن جهة أخرى وعلى الرغم من عدم مشاركة الخارجية البرازيلية فى فعالية عملية ترشح البرازيل للبطولة، فكان للدبلوماسيين البرازيليين أول اتصال مع الشخصيات والمتخصصين العالميين فى مجال الاوليمبياد وبالاخص اول حوار منظم مع وزارة الرياضة والدولة وادارة المحليات فى مدينة ريو دى جانيرو ومع اللجنة الأوليمبية البرازيلية فى سياق تنظيم فعاليات الحدث الرياضى. (بعد الانتهاء من دورة الألعاب الأمريكية فى 2007، قامت اللجنة الأوليمبية البرازيلية بترشيح ريو دى جانيرو لاستضافة دورة الالعاب الأوليمبية عام 2016).
كانت عملية استضافة دورة الالعاب الأوليمبية 2016 عملية معقدة، حيث شارك فيها المئات من الاشخاص من الحكومة الاتحادية وحكومات الولايات والمحليات وكذلك من اللجنة الأوليمبية البرازيلية واستشاريين دوليين لمدة عامين. من أهم أسباب النجاح، كان التنسيق الوثيق بين الحكومات الثلاثة.
ومثلت وزارة الخارجية البرازيلية واحدة من أعضاء لجنة الإدارة والاعمال الحكومية للترشيح لدورة الالعاب ريو 2016 حيث قامت بإبلاغ جميع السفارات والقنصليات والمكاتب البرازيلية فى الخارج عن الترشيح وارشادهم بالأعلان عن ذلك الترشح فى المناسبات العامة. فقد تم انشاء خطة عمل استراتيجية للدبلوماسيين البرازيليين فى الخارج هدفها التواصل مع أعضاء التصويت فى اللجنة الأوليمبية الدولية، ورؤساء الاتحادات الرياضية واللجان الأوليمبية الوطنية، وكذلك المسئولون الحكوميون والشخصيات الرياضية التى يمكن أن تؤثر على اختيار مرشح دورة الالعاب عام 2016.
وقد قامت السفارات والقنصليات البرازيلية فى الخارج بالعمل على الترويج لتلك الفكرة من خلال عرض صور وأفلام عن مدينة ريو دى جانيرو، بالاضافه إلى توزيع مواد ترويجية على الانترنت من خلال وضع الرابط الخاص بالبرنامج الترويجى للفعاليات على مواقعها على الشبكة. بخلاف دعم الوفود البرازيلية التى قامت بزيارات للدول والتى قامت بتقديم عروض عن التطبيق فى مدن مختلفة، وفى خلال اجتماعات الاتحادات الرياضية وغيرها من الأحداث الرياضية.
أدركت الحكومة الاتحادية أن النجاح فى مثل تلك الظروف يعتمد على إجراءات سياسية ودبلوماسية على أعلى مستوى، ومن خلال مشاركة مباشرة من رؤساء الدول والحكومات والشخصيات الوطنية المشهورة. فقد استغل الرئيس لولا مشروع الترشح لتنظيم الاوليمبياد فى عقد اجتماعات ثنائية مع الدول ورؤساء الحكومات فى عامى 2008 و2009. بالأضافه إلى حضور الرئيس لولا لافتتاح دورة الالعاب الأوليمبية فى بكين عام 2008، كما قام بزيارة الحديقة الأوليمبية فى لندن فى أبريل 2009، مبديا فى ذلك رغبتة فى المعرفة لكى يرى ويتعرف على كل المعلومات المتاحة لتجهيز تنظيم دورة الالعاب الأوليمبية. وبذلك كان للخارجية البرازيلية من خلال سفاراتها وقنصلياتها دور مهم فى محاولات انجاح استضافة البرازيل فعاليات تنظيم الأولمبياد، من خلال تعبئة سفاراتها وقنصلياتها فى الدول التى بها أعضاء يتمتعون بحق التصويت، أو موجودة فى المدن التى استضافت اجتماعات اللجنة الأوليمبية الدولية، بالإضافة إلى رصد دقيق لوضع استراتيجيات وإدارات ما وراء الكواليس.
بعد نجاح البرازيل فى الحصول على حق استضافة فعاليات دورة الالعاب الأوليمبية 2016، بدأت وزارة الخارجية البرازيلية المساهمة فى عملية التحضير لاستضافة دورة الألعاب الأوليمبية على الاراضى البرازيلية من خلال إنشاء آليات للتعاون مع البلدان التى لها خبرة فى التنظيمات الرياضية الضخمة. فى الوقت نفسه، بدأت الدبلوماسية البرازيلية أيضا العمل على الاستفادة من الفرص الاقتصادية الناشئة عن تنظيم دورة الالعاب الأوليمبية. تم التفاوض بشأن اتفاقات ثنائية مختلفة فى مجال التعاون لتنظيم دورة الالعاب الأوليمبية وتبادل الخبرات وتعزيز فرص العمل.
وقد وقعت البرازيل مع المملكة المتحدة مذكرة تفاهم بشأن الأرث الاقتصادى والاجتماعى والمادى والتعاون فى النشاطات البدنية والرياضية المتعلق بتنظيم دورة الالعاب الأوليمبية. ومذكرة تفاهم أخرى بشأن التعاون فى مجال تطوير الأرث الاقتصادى والتجارى وبشأن التقييم باعتبارها الدوله المضيفة لدورة الالعاب الأوليمبية. أولا يتم وضع إطارا لتبادل الخبرات فى مجالات الإدارةالمختلفة؛ والعلاقات بين المنظمات وبعضها، وإعداد الميزانيات، والتخطيط والتنمية وترسيخ الإرث والتراث فى مختلف المجالات مثل التعليم والصحة والتخطيط الحضرى وحماية البيئة. ثانيا القيام بأنشاء آليات للأستفادة من الفرص الاقتصادية الناشئة عن دورة الالعاب الأوليمبية عام 2012 وعام 2016. وقد قامت حكومتا الدولتين (البرازيل والمملكة المتحدة) من خلال الأجهزة المسئولة عن تنظيم دورة الالعاب الأوليمبية فى بلدانهم، بإعداد اجتماعات تناقش موضوعا مختلفة، مثل البنية التحتية والإرث والأمن وغيرها، حيث قام العديد من التقنيون بزيارة لندن، وأقيمت مؤتمرات وحوارات عديدة عبر شبكة الأنترنت بالصوت والصورة لتعزيز ذلك التعاون الفنى بين البلدين.
لقد قامت البرازيل ايضا بتوقيع مذكرة تفاهم مع المانيا لتعزيز التعاون الاقتصادى، بالاخص فى مجالات البنية التحتية والأمن، لخدمة فعاليات كأس العالم ودورة الالعاب الأوليمبية وو أولمبياد المعاقين فى عام 2016. وتهدف الاتفاقية إلى تسهيل تبادل الخبرات وتعزيز الفرص الاقتصادية الناشئة عن تنظيم الأحداث الرياضية الكبرى، وإنشاء آلية لتعزيز الفرص الاقتصادية الناشئة عن تحقيق اثنين من الأحداث الرياضية الضخمة التى تستضيفها البرازيل.
كما وقعت البرازيل ايضا اتفاقا مع جنوب افريقيا، نص على تبادل الخبرات والمعلومات بشأن إعداد وتنظيم الأحداث الرياضية الكبرى، بما فى ذلك كأس العالم لكرة القدم ودورة الألعاب الأوليمبية وأوليمبياد المعاقين. أثناء اقامة كأس العالم لكرة القدم عام 2010، تم عقدت ندوة فى جوهانسبرج، لمناقشة تجربة جنوب أفريقيا لاستضافة هذا الحدث الضخم.
وقامت الحكومة بمناقشات مع حكومات دول أخرى مثل أستراليا وكندا والولايات المتحدة الامريكية وروسيا لاجراء اتفاقات تخدم التعاون فى مجالات شتى، منها تنظيم الاحداث الرياضية الكبرى.
كان الهدف من كل تلك الجهود والاتفاقيات هو توفير القدر الكافى من المعلومات والتجارب للجهات الحكومة وغير الحكومية القائمة على تنظيم مثل تلك الاحداث الرياضية الكبرى. حيث أن دورة الالعاب الأوليمبية فى الصين فى عام 2008، وايضا دورة ألعاب الكومنوولث عام 2010 فى الهند كانت مثالا جيدا لكى يعى الجميع أن الثقة والثبات اللذين تودعهما اتحادات الرياضة، والجهات الراعية ووسائل الإعلام الدولية فى تقديم تلك المناسبات الكبرى لهما اهمية كبرى فى تقييم مثل تلك الاحداث الرياضية الكبيرة، كالترتيبات الخاصة بالنقل والمواصلات وضيافة الجمهور والزائرين فى الفنادق وتوفير الأمن والامان، كل تلك القضايا تعتبر أساسيات فى تنظيم فعاليات الأحداث الرياضية الضخمة. وقد واجهت وزارة الخارجية البرازيلية كل تلك الامور بثبات وعملت على زيادة تأكيد الثقة فى القدرة البرازيلية فى تنفيذ كأس العالم 2014 ودورة الالعاب الأوليمبية عام 2016 أمام العالم.
وجاء اختيار البرازيل لتنظيم فعاليات كأس العالم 2014 فى إطار سياسات الفيفا التى تتبنى نظام التناوب القارى. حيث كان من الطبيعى حينذاك ان يتم تنظيم كأس العالم 2014 من قبل دولة فى القارة الامريكية، لذلك كانت البرازيل من بين المرشحين بمثابة المرشح الوحيد. ففى عام 2006، وبعد اتصالات بين الاتحاد البرازيلى لكرة القدم والفيفا ووالسلطات البرازيلية، تم التأكيد من جانب الهيئة العالمية لكرة القدم بأن البرازيل هو البلد المضيف لكأس العالم 2014. وبذلك أنشأت الحكومة الاتحادية اللجنة التوجيهية لكأس العالم 2014 (CGCOPA)، التى تشارك فيها وزارة الخارجية البرازيلية، وخاصة فى غرف الترويج التجارية والتكنولوجية وفى التنمية السياحة.
ولا يمكننا أن ننسى دورة الألعاب العسكرية العالمية الخامسة فى يوليو 2011 والتى تم تنظيمها فى مدينة ريو دى جانيرو بالشراكة مع المجلس الدولى للرياضة العسكرية، تلك الدورة التى لها أبعاد مشابهة وفى نفس حجم دورة الالعاب الأمريكة 2007، فهى تضم 8000 مشارك من 100 دولة.
وشاركت وزارة الخارجية فى اللجنة المشتركة بين الوزارات التى أنشئت لتنسيق وتنظيم دورة الألعاب، حيث قامت بدعم الاعلان عن الحدث فى الخارج إلى جانب استعدادات الحصول على التأشيرات.
وجرى اختيار ريو دى جانيرو لاستضافة دورة الالعاب العسكرية الخامسة مما أدى إلى تنفيذ المشروع من جانب الجيش، من خلال اللجنة الرياضية العسكرية فى البرازيل.
هيئة التنسيق العام للتبادلات والتعاون الرياضى تعتبر من الجهات المسئولة فى وزارة الشؤون الخارجية عن التعامل مع الموضوعات الرياضية فى أجندة السياسة الخارجية للبرازيل. من بين مسئوليتها تنسيق أنشطة التعاون الرياضى بين البرازيل والدول الأخرى والمؤسسات الدولية والمنظمات الرياضية. وتنسيق أعمال الحكومة الاتحادية لتعزيز تبادل الخبرات مع الدول الاخرى فى تنظيم الأحداث الرياضية الكبرى. وتمثل وزارة الخارجية بداخل اللجان الوزارية المشتركة القائمة على تنفيذ الأحداث الرياضية الضخمة.
وأبرز مجال التعاون الرياضى فى البرازيلى يعمل جاهدا على لتحقيق وأقرار أتفاقيات ثنائية تهدف إلى تطوير الرياضة الوطنية، والمساهمة فى تنظيم الأحداث الرياضية الكبرى، ولكن لا ينبغى لنا أن ننسى السياق الذى تمت فيه مثل تلك الاتفاقيات: فمن أهم أسباب تلك الاتفاقيات هى السياسة الخارجية للرئيس لولا والتى عملت على تعزيز وتكثيف العلاقات مع البلدان النامية من خلال الدبلوماسية البرازيلية، لا سيما فى أفريقيا، وتشجيع التعاون فى مجالات التدريب التقنى ونشر البرامج الاجتماعية.
وقد شاركت هيئة التنسيق العام للتبادل والتعاون الرياضى فى العمل على تفعيل التعاون من خلال إقامة شراكات مع الجهات المختلفة، مثل: جامعة برازيليا، حيث قامت بدورات لمدربى كرة القدم لمجموعة الدول الناطقة بالبرتغالية، فى الفترة ما بين مارس ومايو 2008، وقد شارك فى تلك الدورات نحو 40 مدربا من الدول الأعضاء الثمانى. كما قامت الهيئة بتفعيل شراكة مع نقابات مدربى كرة القدم فى مدينة ساو باولو وريو دى جانيرو، وأسفرت هذه الشراكات عن بعثات برازيلية لتنظيم دورات تدريبية فى بلدان مثل هايتى وكينيا وأوغندا، فضلا عن دورات أخرى لتخريج مدربين وحكام أفارقة. فقد تم تدريب نحو 60 مدرب وحكم من أكثر من عشر دول أفريقية خلال ثلاث دورات عقدت فى عام 2010.
وعلى صعيد آخر وفى شراكة مع نادى سانتوس الرياضى، قامت هيئة التنسيق العام للتبادل والتعاون الرياضى بتدريب المنتخب الوطنى الفلسطينى لكرة القدم النسائية، للأعمار تحت 20 سنة فى البرازيل. حيث تم تدريب ما يقرب من خمسة وعشرين من الرياضيين الفلسطينيين بالإضافة إلى القيام بمباريات تنافسية ودية فى استاد نادى سانتوس لكرة القدم ما بين 20 يونيو و5 يوليو 2010. وفى سياق كأس العالم لكرة القدم 2010، قامت الهيئة بالشراكة مع وزارة الرياضة وعيادات كرة القدم بتقديم خدمات إلى ما يقرب من 250 طفلا فى جوهانسبرج.
وكل هذا بالإضافة إلى التعاون من أجل تنمية قدرات ومهارات الاعب البرازيلى، فقد تولت الهيئة أدارة التنسيق للتجهيز لمباريات ودية بين فرق كرة القدم البرازيلية وفرق أخرى اجنبية. فقد تم عقد مباراة تذكارية لكرة القدم فى جابورون خلال تنصيب الرئيس إيان خاما، فى 1 أبريل 2008، بين منتخب برازيليا ومنتخب بوتسوانا. وقد خدمت المباراة أيضا الإعلان عن دعم البرازيل لمشروع الوقاية من الإيدز فى ذلك البلد. إلى جانب مباراة أخرى ودية ضد منتخب موزمبيق فى مدينة مابوتو فى الرابع من نفس الشهر.
وبوسعك أن ترى ان كرة القدم تشغل الجزء الأكبر من جدول أعمال التعاون الرياضى فى البرازيل، ولكن أول أرسال لفنيين برازيليين من خلال هيئة التنسيق العام للتبادلات والتعاون الرياضى إلى الخارج للتدريب كان لاثنين من مدربى كرة الطائرة الشاطئية إلى كوتونو، بناء على طلب من حكومة بنين، ضمن مشروع برنامج حكومة بنين لحماية الشباب من الاخطار الاجتماعية.
وفى سبتمبر من عام 2008، تم افتتاح مصنع للسلع الرياضية فى مدينة فى مابوتو فى دوله موزمبيق والتى تبرعت به الحكومة الاتحادية. حيث تم التبرع بالآلات واللوازم الأساسية لصناعة الكرات لمختلف الألعاب الرياضية فى موزمبيق من قبل وزارة الرياضة، وذلك بالتنسيق مع وزارة الخارجية. تم أيضا انشاء المصنع فى وسط مجتمع يفتقر لمثل تلك المساعدات فى مابوتو والذى أدر العشرات من فرص العمل. فضلا عن تدريب عمال المصانع من قبل خبراء من وزارة الرياضة، بدعم من سفارة البرازيل فى مابوتو. بالإضافة إلى توجيه التبرعات لهذا المصنع، بتنسيق مع هيئة التنسيق العام للتبادلات والتعاون الرياضى. على مدى السنوات الثلاث الماضية بلغت التبرعات أطنانا من الخامات والمعدات الرياضية من جانب وزارة الرياضة لبلدان أمريكا اللاتينية وأفريقيا، وكذلك تيمور الشرقية وفلسطين.
وبالموازاة مع الاهتما بكرة القدم، قام برنامج «سيجوندو تمبوsegundo tempo» الذى يعمل من خلال وزارة الرياضة، بلفت انتباه بلدان أخرى. الامر الذى ادى إلى طلب حكومات مختلفة لإقامة تعاون مع البرازيل من أجل تنفيذ منهجية مشابهة لبرنامج « سيجوندو تمبو « فى بلدانهم. حاليا، دولة أنجولا تتبنى برنامجا رياضيا يعمل على تطوير منهجية الأنشطة الرياضية مع البرازيل. ونتيجة لذلك فقد تلقى حكام موزمبيقيون دورات تدريبية.
وبسبب برنامج «سيجوندو تمبو» وتنظيم البرازيل للحدثين الرياضيين الكبيرين 2014 و2016، أعرب مكتب الأمم المتحدة للرياضة وتعزيز التنمية والسلام (UNOSDP) الرغبة فى العمل مع الحكومة البرازيلية لإعداد ولتفعيل برامج اجتماعية رياضية فى بلدان أخرى، خاصة فى أفريقيا. فقد قام مدير مكتب الامم المتحدة بزيارة البرازيل للتعرف على البرنامج البرازيلية فى سبتمبر 2010. وفى مايو 2010، ثم بعد ذلك فى جنيف تم أخذ القرار بإعادة تفعيل عمل فريق الأمم المتحدة للرياضة وتعزيز التنمية والسلام. فتم انتخاب البرازيل، بتوافق الآراء، باعتباره الممثل الإقليمى للأمريكتين.
تم توقيع أكثر من ثلاثين اتفاقاً للتعاون الرياضى فى الفترة ما بين 2008-2010، . معظمها مع الدول النامية، وخاصة مع أفريقيا، ولكن هناك أيضا الاتفاقات التى أنشأت آليات لتبادل الخبرات فى تنظيم الأحداث الرياضية الكبرى. ومن الجدير بالذكر أن الاتفاقات القليلة التى وقعت قبل عام 2008 فى المجال الرياضى، وعددها نحو عشر اتفاقيات، تم التوقيع عليها من خلال حكومة لولا وكلها مع بلدان أفريقية مثل أنجولا وموزمبيق وساو تومى وبرينسيبي.
ومن الجدير بالذكر أن معظم أنشطة التعاون الرياضى تمت ما بين عامى 2008 و2010
وفى عام 2009، شاركت هيئة التنسيق العام للتبادل والتعاون الرياضى فى استضافة الاوليمبياد، بدور رئيسى فى الحملة، من خلال إعلام وتوجيه السفارات والقنصليات عن الترشح، ونقل المعلومات إلى هيئات الحكومة الاتحادية والولاية والمحلية وكذلك اللجنة الأوليمبية البرازيلية، كمعلومات واردة من السفارات والقنصليات البرازيل فى الخارج.
جاءت ممارسة الرئيس لولا للدبلوماسية الكروية، فضلا عن الترشح واستضافة الاوليمبياد وإنشاء هيئة التنسيق العام للتبادل والتعاون الرياضى، لتؤكد لنا مدى إبداع سياسته الخارجية ومدى التوسع فى مسئوليات عمل الخارجية فى ظل العلاقات الثنائية. من خلال أنشطة التعاون الرياضى، بالإضافة لكونها أنشطة وسياسات تعمل على تلبية مطالب واحتياجات الدول الأخرى، وخاصة أفريقيا، كانت تخدم أيضا البرازيليين فى الخارج وتعمل على توفير فرص واكتساب خبرة لهم.
ولعل من أهم جوانب السياسة الخارجية فى مجال الرياضة، ما يمكن أن نطلق علية مقولة أن « الوقائع سبقت الأفكار «. حيث تمت الأنشطة الاولى كما لو كنا نتحسس ونستكشف شيئا جديدا غير معروف، ولكن، على الفور يمكن ادراك أنه مع التقدم للترشح والاختيار الاحق للبرازيل لتكون الدولة المنظمة لدورة الالعاب 2016، بدأت الانشطة والاجراءات تأخذ مكانها الصحيح، وتم توقيع اتفاقيات الشراكة وأخذت الإجراءات طريقها فى التنفيذ.
ويمكن ذكر حقيقة أن البرازيل أستضافت أكبر خمسm أحداث رياضية على مستوى العالم، مثل: دورة الالعاب الدولية العسكرية فى عام 2011، وكأس القارات فى عام 2013، وكأس العالم فى عام 2014، ودورة الألعاب الأوليمبية وأوليمبياد المعاقين فى عام 2016، تضع مسئولية على البرازيل فى أن تقوم بمزيد من التخطيط خلال السنوات المقبلة، إلى جانب التعاون الرياضى، ومشاركة وزارة الخارجية فى تلك الأحداث. تم تفعيل الحوار بين وزارة الرياضة، واتحاد الكرة البرازيلى واللجنة الأوليمبية البرازيلية هو الأثاث لخلق فرص لاسهامات جديدة فى مجال التعاون الرياضي.
وينبغى أن تهتم المناقشات التى جرت حينها بخصوص الأحداث الرياضية الكبرى فى اطار السياسات الخارجية البرازيلية بنقطتين فى غاية الاهمية. أولا، أن وزارة الخارجية ليست من بين الأجهزة الرئيسية المسئولة عن إعداد وتنظيم مثل هذه الأحداث. ثانيا، أحداث مثل كأس العالم والألعاب الأوليمبية هى فرصة فريدة لتعزيز بلد فى جميع أنحاء العالم. لم نتحدث عن إستقبال آلاف السياح الأجانب وخلق فرص لجذب الاستثمار الأجنبى، بل هذه الأحداث الضخمة هى فرصة وضعت الدولة المضيفة موضع تركيز من جانب وسائل الإعلام الدولية، مما يجعل أخبارها وصورها متاحة فى جميع أنحاء العالم. وفى هذه الحالة عادت بالفائدة بشكل أكبر على السياسة الخارجية البرازيلية، وسيكون لديها الكثير من الفوائد، والتى تتمثل فى ان كأس العالم والألعاب الأوليمبية يمكنهما اظهار مدى الديمقراطية فى البرازيل إلى جانب النمو المستدام من أجل أن تصبح البرازيل خامس أكبر اقتصاد فى العالم فى العقود المقبلة. وعلى الرغم من الحوار القائم بين وزارة الرياضة، واتحاد الكرة البرازيلى واللجنة الأوليمبية البرازيلية، إلا ان وزارة الخارجية حددت الصورة التى يجب ان تنقل عن البرازيل للعالم أجمع، والإجراءات التى يجب اتخاذها لكى تكون صورة مشرفة فى جميع أنحاء العالم.
وعلى سبيل المثال وزارة الخارجية والكومنولث، قامتا بالتقسيم الهيكلى للفرق المسئولة عن الدبلوماسية العامة «لندن 2012». فمن خلال مجموعة من الدبلوماسيين، وفى حوار مع الهيئات الأخرى التابعة للحكومة البريطانية، قاموا بوضع وتنفيذ إجراءات لتعزيز بريطانيا فى سياق الاستعدادات لدورة الالعاب 2012. وبالتالى فإن وزارة الخارجية كان لديها تحد مزدوج يتمثل فى مواصلة صياغة وتنفيذ أنشطة التعاون الرياضى وفى نفس الوقت المشاركة فى عملية وضع الدبلوماسية العامة فى سياق الأحداث الرياضية الضخمة.
وثمة نقطة أخرى مثيرة للاهتمام فى مناقشة السياسة الخارجية وإجراء نهائيات كأس العالم 2014 ودورة الالعاب الأوليمبية 2016، تتمثل فى:
مدى تأثير الاستثمار العام والخاص فى إدراج البرازيل فى الاقتصاد الدولي.
الآثار الإيجابية على ميزان المدفوعات، وتدفق الاستثمارات الأجنبية المباشرة، وتأثير العملات الأجنبية.
فى نهاية الاحداث والفعاليات،وبعد الاستثمارات فى البنية التحتية وغيرها من المجالات.
بالإضافة إلى صدى فى السياسة الخارجية والقوة النسبية للبرازيل؟
إن مناقشة السياسة الدبلوماسية الكروية للرئيس لولا بشكل سريع، فضلا عن دور وزارة الشئون الخارجية فى تنظيم الأحداث الرياضية الكبيرة. ولا ينبغى إغفال دور الكيانات والهيئات الاخرى والذى ساهمت بشكل كبير فى الترشح وفى التنظيم.
فى المستقبل يتحتم على من سيقوم بتحليل السياسة الخارجية فى سياق الأحداث الرياضية الضخمة أن يراعى دور الوزارات الأخرى، ودور كل من الجهات الرياضية والدولة والادارات المحلية فى مدينة ريو دى جانيرو، واتحاد الكرة البرازيلى، واللجنة الأوليمبية البرازيلية، والفيفا، واللجنة الأوليمبية الدولية. باختصار، فوز ريو دى جانيرو، البلد المضيف للألعاب 2016 بتنظيم فعاليات دورة الالعاب هو نتيجة لعمل جماعى لا يمكن انكاره أو تجاهله، كما كان لوزارة الخارجية مشاركة فعالة. فهو بمثابة فصل مثير للاهتمام فى تاريخ السياسة الخارجية البرازيلية، وأيضا بمثابة مادة ثرية يجب الوقوف عندها كثيرا من قبل المؤرخين.
على المؤرخين الذين سيتناولون السياسة الخارجية للرئيس لولا أن يتجنبوا تحليل الدبلوماسية الكروية، والجوانب المثيرة للاهتمام فى إدراج البرازيل بشكل دولى فى الفترة من 2003و حتى 2010.
منحة الرياضة (بولسا أتليتا)
وقع لولا فى بدايات فترة حكمه على اتفاق مع اللجنة الأوليمبية البرازيلية يشمل على استيراد مواد ومعدات لدورة اللألعاب الأمريكا 2007 (بان أمريكا) بقيمة 7 ملايين ريال.
بداية من عام 2005 أصبح للرياضيين المنضمين إلى تلك المنحة دخل شهرى يبدأ من 300 ريال وحتى 2500 ريال تدفع من خلال وزارة الرياضة. ذلك الدعم المالى يتم تقديمه للرياضيين الذين تميزوا فى المسابقات على مستوياتها المختلفة، محلية أو دولية أو الأوليمبية أو اوليمبياد المعاقين أو حتى على مستوى الطلاب فى المدارس وتكون مدتها عاما واحدا قابلة للتجديد لنفس الفترة.
هناك عدة شروط يجب توافرها فى الرياضى لكى يستحق ذلك الدعم، منها: يجب الا يقل عمر الرياضى عن 14 سنة، ويجب ان يكون منضما إلى كيان رياضى، بشرط ألا يكون من المستفيدين بأى من أنواع الرعاية الرسمية.
ويتم تحديد مبلغ الدعم على أساس فئة أو مستوى الرياضى. الطالب الموهوب رياضياً يحصل على منحة شهرية تقدر ب 300 ريال، الرياضى المحلى 750 ريالا، الدولى 1500 ريال، رياضيو الأولمبياد وأوليمبياد المعاقين 2500 ريال.
وخلال الاحتفال بمنحة الرياضة قال لولا داسيلفا «ان الحكومة ستحاول دائما توفير الظروف الملائمة لتطوير الرياضة فى البلاد، وان الرياضيين المتوجهين للمشاركة فى دورة العاب أثينا يحملون على كاهلهم مسئولية ضخمة ويمثلون الثقة بالنفس لكل الشباب والمواطنين البرازيليين، نحن بحاجة إلى تحسين الظروف، وتوفير الظروف الملائمة لكل رياضى، لكى يقول عندما تأتى دورة الالعاب الأوليمبية، حسنا، كان متوافرا لى كل الظروف ولم ينقصنى شىء، تناولت وجبة الافطار، والغداء، والعشاء، وكان فى متناول يدى أفضل الأجهزة والآلات للتمرين، كما كان لدى أفضل الأماكن للتدريب، وأفضل الفنيين، ولم ينقصنى شىء على الاطلاق، الأن الأمر يتوقف على جهدى أنا، وإذا لم نستطع الفوز، يجب علينا، بكل تواضع أن نعترف بأن هناك أخرين قاموا بالتدريب والتجهيز بشكل أفضل وبالتالى يستحقون الفوز .


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.