لعنة المنصب تصيب كل من يقترب منه .. و«زاهر والدهشوري» أبرز الضحايا علي مدار تاريخ رؤساء مجالس إدارات اتحاد كرة القدم السابقين، لم تشهد أروقة الجبلاية تقديم "الرئيس" استقالته من منصبه مثلما فعل جمال علام بل كانت دائما هذه الخطوة جماعية في اغلب الاحوال من جانبه ومعه باقي الاعضاء، بل أن المفارقة أن الرحيل كان في حالة من الأحوال قاصر علي الأعضاء فقط لدرجة اجراء انتخابات تكميلية للمجلس وهو ما جري في 2008، عندما استقال المهندس هانى ابو ريدة و ايمن يونس والمهندس محمود الشامى والمهندس محمود طاهر.. واجريت انتخابات تكميلية فى سبتمبر 2011 واسفرت عن نجاح المهندس احمد مجاهد والدكتور جمال محمد على والدكتور كرم كردى، وتم اختيار الكابتن حازم الهوارى نائبا للرئيس بالتزكية. ومن مفارقات القدر ان الجبلاية لم تعرف معني الاستقرار في الكثير من الاحيان فقد كان التعيين صاحب الصوت العالي في الكثير من الحالات بسبب قرار الحل من الجهات الادارية لسبب او لاخر .. بل كان المجلس الاول لها معين خلال الفترة من 1921 الي 1926 برئاسة جعفر والي باشا .. وتكرر نفس السيناريو في النسخة الثانية من تشكيل الاتحاد خلال الفترة من 26 الي 1928 برئاسة حسين صبري باشا. بدأ اتحاد الكرة يعرف معني الانتخاب سنة 1930 بعد فوز جعفر والي باشا في الانتخابات ليستمر من 1930 الي 1933 .. ولكن الموقف لم يستمر طويلا فقد جاءت الفترة التالية خلال عامي 1933 الي 1935 لتكون علي موعد مع اتحاد معين اخر ولكن هذه المرة برئاسة حسين صبري باشا .. واستمر في منصبه حتي 1937 , وتلاه محمد حيدر باشا وايضا بالتعيين حتي عام 1944.. وخلفه في موقعه وايضا بنفس الطريقة محمد فؤاد سراج الدين باشا .. ولكنه لم يستمر طويلا فقد عاد محمد حيدر باشا واستمر حتي عام 1952 . استلم عبد العزيز عبد الله سالم المهام ايضا بالتعيين خلال الفترة من 1952 الي 1958 .. ثم جاء المشير عبد الحكيم عامر ليتصدر المشهد من خلال مجلس مؤقت استمر حتي 1966.. ثم تولي محمد سعد الدين زايد المسئولية خلال الفترة من 1967 الي 1969 بالتعيين ايضا .. ولم يختلف الوضع كثير في المجلس العام سنة 1971 برئاسة سليمان عبد الحي سليمان واستمر لمدة عامين .. ومن بعده محمد أحمد محمد خلال الفترة من 73 الي 1978 . تواصلت عملية التعيين لمجلس الجبلاية من خلال تولي المهندس محمد حسن حلمي المهمة لمدة عام تقريبا سنة 1978 .. ثم جاء مجلس مؤقت لنفس المدة ايضا برئاسة اللواء مصطفي علواني .. ثم اشرقت شمس الانتخابات عام 1985 بفوز حسن عبدون بمقعد الرئيس بالانتخاب ولكنه لم يكمل مدته فقد رحل عام 1988 ليأتي مجلس أخر مؤقت بقيادة العيمد ابراهيم الجويني واستمر لمدة عام تقريباومن بعده مجلس اخر معين بقيادة اللواء فاروق ابو العز . عادت اجواء الانتخابات لتشرق من جديد علي مقر الجبلاية عام 1989 ويفوز حسن عبدون مرة اخري بالمقعد الوثير .. الا ان الامور لم تستمر سوي عام تقريبا لتجري انتخابات اخري ويفوز بها محمد احمد محمد الذي لم يكن اكثر حظا فقد رحل بعد عام واحد ليأتي مجلس معين بقيادة اللواء يوسف الدهشوري ويواصل مهمته بعد ذلك حتي عام 1996 ولكن هذه المرة بالانتخاب .. ولكنه لم يكمل مدته ليأتي مجلس مؤقت برئاسة محمد السياجي استمر فترة قصيرة للغاية لم تتعد شهرين. جاءت سنة 1996 لتشهد عودة الانتخابات الي مقر الجبلاية مرة اخري ويفوز سمير زاهر بالمنصب الا انه هو الاخر ذهب قبل ان تنته مدته بعد الخسارة بالخمسة امام السعودية في كاس القارات .. ويتم تشكيل مجلس معين برئاسة اللواء يوسف الدهشوري استمر حتي 2/8/2000 .. ومن بعده مجلس اخر بالتعيين تولاه هذه المرة محمد صالح الوحش استمر تقريبا شهرين ايضا .. وجاء تشكيل جديد بالانتخاب برئاسة اللواء الدهشوري وكان علي وشك اكمال مدته للمرة الاولي ولكن رحل قبلها بشهور قلائل ليأتي مجلس اخر بالتعيين بقيادة عصام عبد المعم ومن بعده اخر يرأسه صالح الوحش ثم جاء مجلس منتخب يقوده سمير زاهر الذي استقال في 2012 بعد مذبحة استاد بورسعيد. وتبدو المفارقة في استقالة علام لوحده ان معظم الاستقالات في دول العالم تأتي جماعية ولاسيما من جانب الاعضاء .. مثلما جري في الارجنتين عندما قدم رؤساء أندية بوكا جونيورز وريفر بلايت وسان لورينزو باستقالتهم من مناصبهم داخل الاتحاد ، وسط أنباء عن احتمالية تدخل حكومة البلاد في أعمال الاتحاد وقراراته. وتنازل المسؤولون الثلاثة عن عضويتهم باللجنة التنفيذية بعد فشل اجتماع اللجنة الأخير نظراً لعدم اكتمال النصاب القانوني اللازم للإعلان عن لانطلاق مسابقة الدوري المحلي تحت مسماها الجديد "سوبر ليجا". وذكرت الصحافة الأرجنتينية أن رؤساء الأندية يهدفون إلى جعل الاتحاد الأرجنتيني دون قيادة مما يفسح المجال للتدخل الحكومي فيما بعد.