يدخل اليوم الفريق الأول لكرة القدم بنادى الزمالك إختبارا إفريقيا صعباً، عندما يخوض مواجهة مهمة ومرتقبة أمام مولودية بجايةالجزائرى فى السابعة مساءً بتوقيت القاهرة، السادسة بتوقيت الجزائر، على ملعب "الوحدة المغاربية" بمدينة بجاية والذى يتسع ل 20 ألف متفرج، فى إياب دور ال 16 ببطولة دورى الأبطال الإفريقي، وذلك لتحديد الفريق المتأهل لدور المجموعات بالبطولة. زمالك لدور ال 16 بتخطى عقبة يونيون دوالا الكاميرونى فى دور ال 32 بالفوز عليه 3/صفر فى مجموع المباراتين، بينما تأهل مولودية بجاية على حساب الإفريقى التونسى بالفوز 2/1 فى مجموع المباراتين أيضا. يدير لقاء اليوم طاقم تحكيم تونسى بقيادة الحكم يوسف السرايرى "حكما للساحة"، ويعاونه كل من أنور هميلى ومروانى سعد، وهيثم قصى حكما رابعا، على أن يكون النيجيرى بول أكونج باسيه مراقبا للمباراة. يذكر أن لقاء الذهاب بين الفريقين إنتهى لصالح الزمالك بثنائية نظيفة أحرزها محمود عبد المنعم كهربا وأحمد حمودي. وفى لفتة طيبة، أكد عمر أبو عيش سفير مصر بالجزائر، أن بعثة الزمالك أصرت على زيارة "مقام الشهيد" و"متحف المجاهد" غدا، وذلك قبل أن تتوجه البعثة من مدينة بجاية فى نفس اليوم للمبيت بالعاصمة الجزائرية، قبل أن تغادر إلى القاهرة بعد غد، وقال عمر أبو عيش أنه كانت هناك محاولات لعودة البعثة إلى القاهرة غدا، لكن عدم وجود رحلات طيران أجبرت الجميع على ضرورة العودة بعد غد للقاهرة. كما اتفق مسؤلو الزمالك مع إدارة بجاية على توقيع إتفاقية توأمة بين الناديين على هامش مباراة اليوم، تنص على تبادل الزيارات بينهما خلال الفترة المقبلة، مع إمكانية تبادل اللاعبين عن طريق البيع والشراء وتنظيم المباريات الودية بينهما. والتساؤل الذى يطرح نفسه: هل ينجح "أبناء القلعة البيضاء" فى تحقيق الإنتصار اليوم، ويكون مولودية بجاية هو "تميمة الحظ" لحصد اللقب الإفريقى السادس فى تاريخه؟ فقد واجه الزمالك الأندية الجزائرية 13 مرة من قبل، حقق الفوز فى 7 مواجهات، بينما خسر مرة واحدة، وحسم التعادل نتائج الزمالك مع أندية الجزائر فى 5 مباريات، وفى مقابلتين مع فريقين جزائريين بالبطولة حقق الزمالك اللقب مرتين على حسابهما، وكان ذلك أمام شبيبة القبائل عام 1984 بقبل نهائى دورى الأبطال وهزم ذهابا 3/1، لكنه فاز بالقاهرة 3/صفر، ليحقق الزمالك لقبه الأول فى البطولة، كما إلتقى مولودية وهران فى إطار ذات البطولة عام 1993 بدور ال 16 وفاز الزمالك بالقاهرة 4/صفر وتعادل إيابا 1/1، ليحصد الزمالك فى النهاية اللقب الإفريقى للمرة الثالثة فى تاريخه، واللافت فى الأمر أن الزمالك كلما واجه فريقا جزائريا بالقاهرة كان الفوز حليفه وبنتيجة كبيرة، فهل يفعلها اليوم؟ز ولم لا فهو يملك عناصر جيدة تجيد التعامل مع هذه المواقف جيدا، وأن معظم لاعبى الزمالك الحاليين لديهم من الخبرة الإفريقية ما يجعلهم يحسمون التأهل فى الجزائر بشكل كبير. ويدخل الفريقان لقاء اليوم وظروفهما متساوية لحد بعيد، فقد تعادل الزمالك مع الداخلية سلبيا، بالأسبوع ال 22 من مسابقة الدورى الممتاز محتلا المركز الثانى ب 42 نقطة أى بفارق 11 نقط عن الأهلى المتصدر. بينما يحتل بجاية المركز الثانى أيضا فى ترتيب الدورى الجزائرى برصيد 39 نقطة، أى بفارق 12 نقطة عن إتحاد العاصمة المتصدر، بعدما خطف تعادلا قاتلا على أرضه ووسط جمهوره أمام إتحاد البليدة 1/1، فى الجولة ال 25، وبناء على ذلك يجب على الزمالك التعامل مع المباراة بذكاء شديد قبل تطبيق الفنيات. وفنيا، فقد إستقر المدير الفنى للزمالك الإسكتلندى أليكس ماكليش، على الدفع بأحمد توفيق كإرتكاز ثالث فى وسط الملعب خلال مباراة اليوم بدلاً من حازم إمام جناح الفريق، بجوار طارق حامد و معروف يوسف وذلك لإحكام السيطرة أكثر على مجريات اللقاء، وبناء على ذلك سيبدأ ماكليش المباراة بطريقة (4/3/2/1) بدلا من (4/2/3/1) التى كان يعتمد عليها مؤخراً، وذلك لرغبته فى الحفاظ على وسط ملعب الزمالك والإستحواذ على الكرة والضغط بشكل جيد على بجاية فى وسط ملعبه، ويفكر ماكليش بعدم اللعب برأس حربة صريح خلال المواجهة، ومن المنتظر أن يبدأ الزمالك بتشكيل مكون من: أحمد الشناوى فى حراسة المرمي، وعمر جابر ومحمد كوفى وأحمد دويدار وحمادة طلبة فى الدفاع، وطارق حامد وأحمد توفيق ومعروف يوسف، فى خط الوسط الدفاعي، ومحمد إبراهيم وأحمد حمودى فى خط الوسط الهجومي، ومحمود عبد المنعم "كهربا" كرأس حربة متحرك فى خط الهجوم لرغبة ماكليش فى إستغلال سرعة اللاعب لخلخلة دفاعات المنافس، على أن يحتفظ المدرب الإسكتلندى بشيكابالا والزامبى مايوكا على مقاعد البدلاء كأوراق رابحة خلال المواجهة، ومعهما أيمن حفنى الذى تعافى من الإصابة وأصبح جاهزا للمشاركة فى المباراة، ويبقى قرار مشاركته فى يد الجهاز الفني.
يذكر أن الزمالك يغيب عنه فى المباراة كل من مصطفى فتحى للإصابة وباسم مرسى بقرار تربوى من الجهاز الفني. وعلى الجانب الأخر من المواجهة، والمتمثلة فى فريق مولودية بجايةالجزائري، فالفريق لديه ميزة كبيرة وهى أنه يجيد العودة من الخسائر بإنتصارات مدوية على ملعبه، وسبق أن أطاح بفريق أشانتى جولد فخسر فى الذهاب بهدف وفاز على ملعبه بثلاثية، ونفس الأمر فى دور ال32 خسر من الإفريقى التونسى بهدف وعلى ملعبه فاز بهدفين، ويجب أن يضع الزمالك فى اعتباره أن اللقاء لن يكون سهلا وسيقاتل بجاية من أجل تعويض التأخر بهدفين فى القاهرة، وعلى اللاعبين أن يخوضوا اللقاء كما لو كانوا خسروا بالقاهرة أو تعادلوا، ويبحثون عن فوز جديد، يستعيد به الزمالك كبرياءه القاري. فالفريق الجزائرى يمتلك عناصر مميزة وهو ما ظهر فى مباراة الذهاب رغم فوز الزمالك بثنائية، و كان قاب قوسين أو أدنى من تسجيل هدف مبكر فى الزمالك كان سيقلب الحسابات فى المباراة، مما يوضح أن بجاية سيكون ندا قويا للزمالك اليوم، برغم عدم إمتلاكه لأى لاعب دولى بين صفوفه، وستكون لديه نفس دوافع "الأبيض" الشرعية فى تحقيق مباراة قوية يتمنى من خلالها تحقيق الفوز بثلاثة أهداف دون مقابل، ف "بجاية" ليس لديه النجم البارز، ولكنه فريق يعتمد على الجماعية ولا يملك الفرديات، ولكن الهجمات المرتدة "سلاح فعال" لديهم ويلعبون بروح قتالية عالية، فهم منظمون للغاية وقوتهم تكمن فى مديرهم الفنى عبد القادر عمراني، لأنه مدرب تكتيكى فى المقام الأول قادر على التعامل فى كل المواقف الصعبة. ويعول بطل الجزائر على جماهير فريقه العريضة، التى لديها شغف بكرة القدم، فهى تشجع طوال وقت المباراة بحرارة تربك حسابات المنافسين، بجانب القوة الضاربة للفريق والمتمثلة فى إسماعيل بن الطيب وعكاشة حمزاوى وفوزى يايا والظهير الأيسر إلياس بوكرية، هذا بالطبع بجانب إعتماد المدير الفنى بشكل كبير على أبرز لاعبيه وهما السنغالى محمد نداى هداف الفريق ومورجان بيتورنجال، بينما سيغيب عن الفريق اليوم صانع الألعاب "المخضرم" زهير زرداب للإيقاف بعد حصوله على إنذار فى مباراة الذهاب بالقاهرة، والذى كان يعول عليه المدير الفنى أمالا كبيرة اليوم، لإمتلاكه مهارات فنية رائعة وصاحب خبرة كبيرة، وبالتأكيد سيتأثر الفريق كثيرا بغيابه، كما يغيب عبد القادر مسعودى مدافع الفريق الأساسى على خلفية إيقافه لإعتدائه على لاعبى الزمالك باسم مرسى وطارق حامد وكهربا وحازم إمام بدون كرة وهو ما أظهرته الكاميرات خلال لقاء الذهاب بالقاهرة.