السكواش المصري تاريخ حافل ينتظره حاضر مشرق"

لم يكن تصدر محمد الشوربجي ورنيم الوليلي لتصنيف الاتحاد الدولي للاعبين واللاعبات المحترفين من فراغ، بل هو نتاج تاريخ طويل من الريادة المصرية لتلك اللعبة ، التي بدأت تضرب بجذورها من حيث الشعبية في مصر.
الحكاية بدأت في عهد الرئيس الأسبق محمد حسني مبارك، والذي عرف عنه اهتمامه باللعبة كممارس ومتابع، ما جعل مسؤولو الرياضة وبعض المؤسسات والشركات الراعية للرياضة في مصر تولي اهتماما خاصا بها، على غرار ما كانت تفعله مؤسسة الأهرام للصحافة والتي شرعت فى تنظيم عديد البطولات دولية في القاهرة والغردقة وتحت سفح الأهرامات، وغيرها من المدن السياحية فى مصر.
الانطلاقة الحقيقية لمصر بهذه البطولة كانت مطلع تسعينات القرن الماضي مع النجم الأسطوري والأشهر للعبة أحمد برادة حيث حقق فريق الشباب المصري لقب بطولة كأس العالم للسكواش التى أقيمت فى نيوزيلندا، وظفر برادة بالمركز الأول فى بطولة إنكلترا المفتوحة أعوام 1991و 1992 و 1993، كما فاز اللاعب نفسه ايضا ببطولة كأس العالم للسكواش للشباب عام 1994.
فضلا عن ذلك، فقد نجح برادة فى حصد وصافة بطولة الأهرام الدولية عامي 1996 و1997، كما أحرز كأس بطولة هليوبوليس الدولية التى أقيمت عام 1997 بمدينة القاهرة، ونجح فى الفوز على بطل العالم الأشهر وقتها فى اللعبة الباكستانى جانشير خان.
العام 1999 كان براده في قمة تألقه حيث حصل على المركز الثاني في بطولة العالم في القاهرة بعد خسارته للنهائي أمام المصنف الأول بيتر نيكول، وأحرز مع المنتخب المصري بطولة الفرق في نفس العام، ولعب في النادي الأهلي قبل أن يعتزل مبكرا في عام 2001، بسبب حادثة تعدى عليه بالة حادة عام 2000.
ويقول عاصم خليفة رئيس الاتحاد المصري للسكواش ان "الطفرة التى تشهدها اللعبة في مصر لم تكن وليدة الصدفة بل هو تواصل اجيال منذ تسعينات القرن الماضي" ، مؤكدا ان السكواش المصري "تاريخ حافل ينتظره حاضر مشرق".
واكد خليفة ان تصدر الشوربجي ورنيم للتصنيف العالمي ، خلفه جهد كبير من لاعبين واعدين مشيرا الى الشوربجي لاعب موهوب ونحن ندعمه بالاحتكاك القوى بمدارس عالمية خلال معسكرات طويلة وتوفير رعاية صحية وطبية له، والتعاقد مع عدد من خبراء فى اللعبة للاشراف على المنتخبات وفى مقدمتهم المصنف الاول عالميا سابقا عمرو شبانة.
واضاف خليفة الى ان رنيم تأخرت كثيرا فى تصدر التصنيف باعتبارها من اهم اللاعبات على مستوى العالم وان نور الشربيني ستكون خير خلف لها في اللعبة.
وقال خليفة "الوصول للقمة صعب ولكن الاصعب هو الحفاظ عليها وهو ما نسعى لتحقيقه بخلق اجيال واعدة للمستقبل فى اللعبة".
وابدى خليفه حزنه الشديد على عدم مشاركة هذه الاجيال من اللاعبين فى الاولمبياد، كونها لعبة غير اولمبية مؤكدا سعي الاتحاد الدولى للسكواش لادراجها فى اولمبياد 2024.
ونجح اللاعبون المصريون مع مطلع الالفية الاولى من القرن الحالي في انهاء السيطرة الانكليزية والباكستانية على اللعبة بظهور الاسطورة عمرو شبانة أحد أعظم لاعبي السكواش المصريين عبر تاريخ اللعبة خاصة أنه أول مصري استطاع الوصول إلى صدارة التصنيف العالمى اعوام 2003، 2005، 2007 و2009، وحقق العديد من الألقاب والبطولات والتي رفع من خلالها أسم مصر عاليا في هذه اللعبة، إذ أن شبانة لم يخسر أي نهائي في بطولة العالم، وفي كانون الثاني/يناير 2014 أصبح شبانة اللاعب الأكبر سنا الذي يتمكن من الحصول على لقب إحدى البطولات العالمية المعتمدة في سن ال34، وذلك قبل أن يعتزل في اب/أغسطس الماضي.
ويعتبر كل من أمير وجيه وكريم درويش من الأسماء المصرية الرنانة في هذه الرياضة على الصعيد الدولي، وهما حققا انجازات رائعة لبلادهما، حيث أن وجيه فاز مع الفريق المصري ببطولة العالم للفرق عام 1999 للمرة الأولى في تاريخه، فضلا عن أنه كمدرب فاز مع المنتخب المصري للرجال والسيدات بعدد من البطولات مع أبطال اللعبة حاليا امثال عمرو شبانة، ورنيم الوليلي، ورامي عاشور، وطارق مؤمن، وعمر مسعد، ومروان الشوربجي.
كذلك الأمر بالنسبة لكريم درويش الذي وصل لقمة التصنيف الدولي للعبة في كانون الثاني/يناير 2009 منهيا هيمنة شبانة على صدارة التصنيف حيث أستمر في المركز الأول طوال العام (ما عدا شهر نوفمبر) إلى أن استلمه منه رامي عاشور في 2010، وقد اعتزل كريم العام الماضي، بعد تحقيقه عدة بطولات.
هذا التاريخ المشرف للعبة في مصر، أصبح الأن في يد محمد الشوربجي فى فئة الرجال ، ورنيم الوليلي والواعدة نور الشربيني فى منافسات السيدات ، والاخيرة تعد أصغر لاعبة تفوز بلقب بطولة "الأبطال" الدولية للسكواش والتي انتهت فعالياتها مؤخرا بنيويورك.
هؤلاء الأبطال يتنافسون حاليا فى كافة المسابقات الدولية في الوقت الحالي، ويتصارعان بكل قوة على صدارة التصنيف العالمي للاعبين المحترفين.