رغم ترشيحاتها للمنافسة على اللقب، أو حصد أحد المراكز الأولى، قبل إنطلاق البطولة، لم تستطع منتخبات الأرجنتين والبرازيل وتشيلي المنافسة على لقب كأس أمم أمريكا الجنوبية (كوبا أمريكا) المقامة حاليا بالأرجنتين. وخرجت المنتخبات الثلاثة ضمن مفاجآت مباريات دور الثمانية للبطولة، على مدار اليومين الماضيين، حيث سقط المنتخب الأرجنتيني المرشح الأقوى للفوز باللقب على أرضه أمام منتخب أوروجواي ولحق به المنتخب البرازيلى، حامل اللقب، على يد باراجواى. و أطاح منتخب بيرو بنظيره الكولومبي وسقط منتخب تشيلي صاحب أفضل المستويات في البطولة الحالية أمام نظيره الفنزويلي الذي تأهل للمربع الذهبي للمرة الأولى في تاريخه. وإذا كان تأهل منتخبى أوروجواي وباراجواي للمربع الذهبي لا يمثل مفاجأة، بصفتهما اثنين من أكبر فرق القارة، ومن ممثليها في بطولة كأس العالم الماضية عام 2010 بجنوب أفريقيا، بالإضافة ترشيحهما للوصول إلى المربع الذهبي على الأقل، فإن وجود منتخبي بيرو وفنزويلا بين أضلاع المربع الذهبي واحدة من كبرى المفاجآت. ويلتقي منتخب أوروجواي مع منتخب بيرو غدا الثلاثاء بمدينة لا بلاتا في المباراة الأولى بالدور قبل النهائي بينما يلتقي منتخبا باراجواي وفنزويلا في المباراة الأخرى بمدينة ميندوزا بعد غد الأربعاء. ويتأهل الفائز في كل من المباراتين إلى نهائي البطولة المقرر إقامته يوم الأحد المقبل على استاد "مونومينتال" في العاصمة بوينس آيرس. وخرج منتخبا البرازيل والأرجنتين دون التعرض لأي هزيمة في الدور الأول للبطولة وجاء خروجهما في دور الثمانية أيضا بضربات الترجيح بعد تعادل كل منهما في مباراته كما قدم المنتخب البرازيلي أفضل عروضه في البطولة الحالية أمام منتخب باراجواي لكنه فشل في هز الشباك حتى من ضربات الترجيح. وفي المقابل ، تأهل منتخب باراجواي للمربع الذهبي دون أن يحقق أي فوز حيث تعادل في مبارياته الثلاث بالدور الأول وتأهل كثالث مجموعته كما تعادل سلبيا مع المنتخب البرازيلي في مباريات الأمس وتأهل عبر ضربات الترجيح. وقد يتوج بلقب البطولة بنفس الطريقة. وكان الوداع متشابها بين راقصى التانجو وراقصى السامبا، حيث ودع منتخب الأرجنتين من البطولة أمس الأول السبت بالهزيمة أمام أوروجواي 4/5 بضربات الترجيح بعدما تعادل الفريقان 1/1 في الوقتين الأصلي والإضافي مما دفع أصحاب الأرض للبدء في دراسة مستقبل سيرجيو باتيستا المدير الفنى لمنتخب (التانجو) مع الفريق قبل بدء مسيرته في تصفيات أمريكا الجنوبية المؤهلة لبطولة كأس العالم 2014 بالبرازيل. وبالطريقة نفسها، ودع المنتخب البرازيلي البطولة بالهزيمة مساء أمس الأحد أمام منتخب باراجواي صفر/2 بضربات الترجيح بعد تعادلهما سلبيا في الوقتين الأصلي والإضافي. والمدهش أن (راقصو السامبا) لم يفلحوا لأول مرة في التاريخ في تسجيل أي من ضربات الترجيح الأربع التي سددها لاعبوه في نهاية اللقاء. وعلق مانو مينزيس المدير الفني للمنتخب البرازيلي على ضياع ركلات الترجيح قائلا: "كان من الأفضل تسديد ضربات الترجيح في منطقة الجزاء الأخرى. لا أعلم لماذا اتخذ هذا القرار". لكن الهزيمة لم تمنع ريكاردو تيكسييرا رئيس الاتحاد البرازيلي لكرة القدم من تجديد الثقة في مينزيس المدير الفنى للبرازيل، واعلن أنه سيستمر في تدريب الفريق حتى مونديال 2014. وبينما تأهل منتخبا البرازيل والأرجنتين للمباراة النهائية في كل من البطولتين الماضيتين وكان الفوز من نصيب البرازيل في المرتين، فشل الفريقان هذه المرة في العبور للمربع الذهبي لتكون المرة الأولى في تاريخ البطولة التي يخلو فيها المربع الذهبي من الفريقين سويا. وبعيدا عن النتائج والخروج الحزين من البطولة، كان الأداء الجيد هو العامل المشترك بين المنتخبات الأربع (الأرجنتين والبرازيل وكولومبيا وتشيلي) التي سقطت في دور الثمانية، حيث كان كل منهم أفضل في المستوى من منافسه في دور الثمانية. وكان أبرز النجوم في دور الثمانية هما فيرناندو موسليرا وخوستو فيار حارسا المرمى لمنتخبي أوروجواي وباراجواي على الترتيب.