إختار مجلس إدارة نادي الزمالك مع اللجنة الفنية أمس، البرازيلي ماركوس سيزر باكيتا (57 عامًا)، ليتولي تدريب الفريق الأول لكرة القدم لمدة موسم ونصف مقابل الحصول علي 35 ألف دولار شهريًا. ولكن هل درس المجلس وأعضاء اللجنة الفنية طريقة لعب المدرب البرازيلي وهل تتناسب مع اللاعبين قبل التعاقد معه؟ فلو نظرنا لطريقة اللعب التي يفضلها باكيتا، سنجد أنه برازيليا جنسية ولعبًا، يحب التمريرات القصيرة والكثيرة، و أنه علي إستعداد أن تستمر الهجمة طويلًا طالما أن الكرة بين أقدام لاعبيه محاولين الإختراق من العمق، فهو ينتمي لمدرسة "جوسيب جوارديولا" التدريبة التي تعشق التمرير القصير، من خلال الإعتماد علي طريقة 4/2/3/1 أو 4/1/4/1، كما يعتمد باكيتا في طريقة لعبه علي مهاجم واحد غالبًا، وهذا ما سيجعل مهمته في الزمالك سهلة، بالنظر لأن الفريق يعانى حاليًا في هذا المركز، ويعتمد علي باسم مرسي بمفرده بجانب البديلين أحمد حسن مكي ومحمد سالم، كما تبين أن باكيتا يفضل أيضا بناء الهجمات من العمق، وفيما يخص الكرات العرضية فأغلب الفرق التي تولي تدريبها إعتمدت تعتمد علي العرضيات القوية والتي تذهب للزاوية البعيدة، لفك طلاسم الدفاع وهو ما يناسب طريقة حازم إمام وعمر جابر ومحمد عادل جمعة في جبهتي الزمالك. كما يتميز باكيتا بقدرته الفائقة علي قراءة الفرق قبل المباريات وأثنائها وإتضح ذلك جليًا في كأس العالم للشباب حيث كانت تغييراته ذات أثر إيجابي دائمًا في نتيجة المباريات كما أنه يتميز بعشق الأداء الهجومي المقترن بالتنظيم الدفاعي المتقن الذي عجز عن إختراقه الكثير من الفرق. وجود باكيتا علي رأس الإدارة الفنية للزمالك، سيفتح الفرصة أمام خروج ناشئين جدد للفريق الأول، بما أنه يتمتع بعين خبيرة تنجح في التعامل مع صغار السن، كما أنه سيكون مفتاحا لتطوير مستوي بعض اللاعبين وعلي رأسهم محمود عبد المنعم "كهربا" ومصطفي فتحي، بما أن أفضل تجاربه كانت مع تلك المرحلة العمرية مع المنتخب البرازيلي، حيث درب العديد من اللاعبين الذين أصبحوا الأن نجوما في المنتخب البرازيلى الأول، أبرزهم داني ألفيش ونيمار داسيلفا وفيرناندينيو وجيفيرسون حارس البرازيل الحالي، وهو أيضًا مدرب يعلم جيدًا كيفية "ترويض النجوم" داخل الفرق التي تولي قيادتها. ويعتبر باكيتا من "الشخصيات المجنونة"، وهو ما يحتاجه الزمالك في فترته الحالية، حيث يحتاج إلي مدرب مغامر لا يهاب المواقف الصعبة ويكون سريعًا في التعامل معها، وهو ما يتمتع به باكيتا، وأكبر دليل علي ذلك، رفضه الشديد الإنسحاب من مهمة تدريب منتخب ليبيا برغم قيام الثورة هناك عام 2011 بجانب إستحالة العيش وسط هذه الأوضاع الأمنية وقتها، إلا أنه رفض الرحيل وقرر إستكمال مشواره مصرحًا وقتها باكيتا قائلًا: الجميع فى البرازيل يقولون إني مجنون لإستمراري في منصبي، لكني أريد الإستمرار ومحاولة إنهاء المهمة بنجاح، فأنا لا أريد أن أترك اللاعبين، فلدى ثقة كبيرة فيهم وأنا صديقهم، وأشعر أنهم يبذلون قصاري جهدهم من أجلي فكيف أتركهم وأرحل. ورغم صبر باكيتا علي الأوضاع في ليبيا، إلا أنه إضطر للرحيل في النهاية، وبما أن الخليج هو المكان الذي شهد نجاحاته، فقرر وقتها العودة له من بوابة الشباب الإماراتي الذي تولي تدريبه من 2012 وحتى 2014، لكنه لم يحقق البطولات لينتقل إلي الغرافة القطري الذي كان أخر محطاته حتي رحل عنه بداية هذا العام.