حوار أنشيللوتى مع الكورييري : عودتي إلى إنجلترا مسألة وقت

أجرت جريدة كورييري ديللو سبورت الإيطالية الشهيرة حواراً مع المدرب الإيطالي كارلو أنشيللوتي -56 عام - مدرب ريال مدريد السابق. ولمس كارلو في حواره العديد من النقاط المهمة، تحدث عن مستقبله، و عن احتمالية العودة إلى الدوري الإنجليزي الممتاز، كما تحدث عن فرص قيادته للمنتخب الإيطالي بعد بطولة أوروبا 2016.
وتحدث مدرب تشيلسي و يوفينتوس و ميلان وروما وباريس سان جيرمان السابق أيضاً عن الدوري الإيطالي هذا الموسم، وما يشهده من صراع مفتوح على اللقب. وعن الدوري الإنجليزي والدوري الإسباني ومستقبل المنافسة المحتدمة بين ريال مدريد وبرشلونة. كما عبر عن رأيه في المدرب رافايل بينيتيز، الرجل الذي خلفه في قيادة النادي الملكي.
كارلو، ماذا عن مستقبلك التدريبي، وهل هناك فرصة للعودة إلى إنجلترا؟
" أنا في عطلة حتى نهاية العام الجاري، بعد ذلك سأواصل العمل، و سنرى ما سيحدث. وجهتي المقبلة تتوقف على الأندية التي ترغب في التعاقد معي. بدوري سأقيم العروض قبل اتخاذ القرار. قد أعود للدوري الإنجليزي فعلاً. الأمر المؤكد الآن هو أني سأعود للعمل في يناير، حدوث أي شيء خلاف هذا سيكون أمراً مفاجئاً. "
" شخصياً أتمنى العودة للدوري الإنجليزي، هناك أفضل بيئة ممكنة لكرة القدم من جميع النواحي. أتمنى حقاً أن أحظى بتجربة أخرى في إنجلترا قبل إنهاء مسيرتي التدريبية. "
هل ترى أن وقت الاعتزال قد اقترب؟
" عاجلاً أم آجلاً سيأتي وقت الاعتزال وإنهاء المسيرة مع عالم كرة القدم، ربما يحدث هذا بعد خمس أو ست سنوات. في بداية مسيرتي المهنية توليت تدريب فريق ريجيانا، كنت أقول في قرارة نفسي يكفيني ست سنوات من العمل في هذا المجال، والآن أعمل منذ 25 عام، ومازلت مستمراً. "
كيف ترى المنافسة على لقب الدوري الإنجليزي هذا الموسم ؟
" أرى أن مانشستر سيتي يملك قائمة مميزة جداً من اللاعبين، والفريق ككل يتمتع بالجودة المطلوبة للفوز باللقب هذا العام. "
وماذا عن دوري أبطال أوروبا؟
" هناك عدد من الفرق المميزة التي أرشحها للفوز باللقب، هناك بايرن ميونيج وريال مدريد وبرشلونة وباريس سان جيرمان. "
نحن الآن في شهر أكتوبر، مازالت عدة أشهر على نهاية العام. ماذا ستفعل في هذه الفترة؟
" في نوفمبر المقبل سأتواجد في مانشستر للمشاركة في حدث خيري، مباراة كرة قدم بين فريق إنجليزي وفريق من نجوم العالم. تم تكليفي بقيادة الفريق العالمي تدريبياً. "
" بعد ذلك سأطير إلى سان فرانسيسكو للمشاركة في ملتقى للمتخصصين في أمراض القلب، ستكون مهمتي أن أتحدث عن القيادة وعن التطور التكنولوجي في مجال كرة القدم. بعدها سأذهب إلى كندا حيث تنتظرني بعض أسماك السلمون. "
حدثنا عن المفاوضات التي دارت بينك وبين إدارة نادي ميلان في الصيف الماضي؟
" حدث خلال ما يمكن أن نسميه مفاوضات بين إدارة ميلان وبيني أني اكتشفت بعض الأمور الشخصية التي أثارت الشكوك في نفسي ودفعتني لعدم الموافقة على تدريب ميلان في الوقت الراهن. "
" لكن جالياني قام بما قاله لي، قال أن النادي بصدد الاستثمار وشراء عدد من اللاعبين المتميزين. وهذا ما حدث فعلاً."
ماذا عن تولي زمام قيادة المنتخب الإيطالي بعد بطولة أوروبا 2016؟
" المسألة ليس لها علاقة بالمقابل المادي في الحقيقة، لكني أرى أن الوقت الذي ستجذبني فيه الرغبة إلى قيادة المنتخب سيأتي خلال سنوات مقبلة. أنا أثق تماماً في قدرة المنتخب على بلوغ نهائي كأس العالم 2018. "
المنتخب الإيطالي عودنا على الفوز بكأس العالم كل 24 عام، وهذا يعني أننا سنفوز به في 2030، هل ستنتظر حتى هذا الوقت لتقود المنتخب؟
" في 2030 سأكون في السبعين من عمري، هذا يعني أنني سأكون في مرحلة الشيخوخة والتخريف. "
ماذا عن سباق الفوز بالدوري الإيطالي هذا الموسم ؟
" سباق الدوري هذا الموسم غريب جداً. أرى أن فيورينتينا تقوم بعمل رائع ، لقد فاجئوا الأندية الكبيرة، التي قامت بعملية إحلال وتجديد كبيرة في الصيف. "
" الآن الفيولا في المقدمة، لكن هناك كثير من الشكوك حول قدرة الفريق على الاستمرار في الصدارة حتى النهاية. على كل حال أرى أن سباق اللقب مفتوح بين الفيولا، وروما، ونابولي، وأيضاً علينا أن نترقب عودة اليوفينتوس. "
" الدوري الإيطالي هذا الموسم يمتاز بأن السباق مفتوح ولا يمكنك تحديد الفائز باللقب. في إسبانيا مثلاً معروف جداً أن اللقب محسوم بين برشلونة وريال مدريد فقط هذا الموسم. "
حدثنا عن قطبي مدينة ميلانو، ميلان وإنتر.
" الأمر المقلق هو تلقيهم لعدد كبير من الأهداف خلال الفترة السابقة من الدوري، رغم قيامهم بسوق انتقالات ممتازة، وشراء لاعبين من طراز رفيع ومطلوبين من كبار أندية أوروبا، مثل ميراندا، ومورييو، وكوندوجبيا، وأيضاً كارلوس باكا، ولويس أدريانو. "
وماذا عن روما، كيف ترى فريقك السابق؟
" روما هو الفريق الأعلى في الجودة حالياً، في خط الهجوم هناك دجيكو، و محمد صلاح، وياجو فالكي، بالإضافة إلى جيرفينيو. هذا بخلاف القائد توتي. وفي الوسط يملكون ناينجولان، وبيانيتش، وهما ثنائي يمزج بين القوة البدنية والفنية. "
" مشكلة روما تظهر في التنظيم الدفاعي، يتم تلافي هذا باستعمال دانيللي دي روسي في مركز قلب الدفاع على نفس طريقة استخدام ماسكيرانو في برشلونة و خافي مارتينيز في بايرن ميونيخ. "
كيف ترى نابولي تحت قيادة ماوريتسيو ساري؟
" للأسف تابعت مباراة واحدة لهم كانت أمام إيمبولي وقدموا أسوأ أداء لهم. لكني أؤمن بقدرة هذا الفريق على الفوز باللقب نظراً لما يملكه من إمكانيات فنية. "
" يعجبني كثيرا ماوريتسيو ساري مدرب نابولي، تابعته في الموسم الماضي مع إيمبولي، قدم فريقا بشخصية جذابة، ويتمتع بالمرونة التكتيكية، والأهم الكرة الهجومية التي قدمها. التحدي الآن هو أن يتم المزج بين مهارات لاعبي نابولي وقدرات ساري التنظيمية، أعتقد لو حدث هذا سنشاهد نابولي ممتع للغاية. "
وماذا عن البرتغالي باولو سوزا مدرب فيورينتينا؟
" يعجبني كثيراً. قابلته في الموسم الماضي عندما كان مدربا لبازل السويسري وأنا كنت مدرباً لريال مدريد. تفوقنا في البيرنابيو بنتيجة 5-1، لكن في مباراة سويسرا لم نواجه خصماً سهلاً وكان اللقاء صعباً ومتوازناً للغاية. "
يوفينتوس يواجه صعوبات منذ بداية الموسم، ما تقييمك للفريق وما هي أسباب التذبذب في المستوى؟
" يوفينتوس قام بعملية إحلال وتجديد ضخمة، رحل بيرلو وتيفيز وفيدال وهم نجوم كبار جداً، وحل محلهم لاعبون واعدون صغار في السن. ليس من السهل على الإطلاق تعويض لاعب في قيمة بيرلو، ماركيزيو لاعب ممتاز، لكن الإصابة منعته من التواجد، وهذا أجبر ألليجري على القيام بالتغييرات وقت التغيير العام. هذا سبب ظهور يوفينتوس بهذه المشاكل. "
" رغم هذه الصعوبات التي يواجهها الفريق، إلا أن اليوفي أظهر شخصية كبيرة في مباريات مانشستر سيتي وإشبيلية ونجح في الفوز بهما. "
هل لديك نصيحة تقدمها لرافايل بينيتيز مدرب ريال مدريد؟
" لا ليس لدي ما أنصحه به، لأنه بالأساس يعرف ما هو مطلوب منه، خصوصاً أنه إسباني، وتدرب في ريال مدريد عندما كان صغيراً ويعرف تمام المعرفة سمات البيئة في الريال، وما تتسم به من ضغوط مستمرة ومبالغة في ردود الأفعال سواء إيجاباً أو سلباً. "
كيف ترى سباق الدوري الإسباني حالياً بين ريال مدريد وبرشلونة؟
" حتى الآن هناك تقارب، ريال مدريد لم يخسر رغم وجود بعض الصعوبات. بالمقابل برشلونة خسرت، الفريق الكتالوني يعاني من الإصابات المؤثرة والمتمثلة في ميسي وإينييستا. أيضاً يمكننا أن نقول أن برشلونة تمر بحالة تخمة نسبية بعد النجاحات المذهلة في الموسم الماضي. "
جدير بالذكر أن كارلو أنشيللوتي قاد ميلان للفوز بلقب دوري أبطال أوروبا مرتين، كما قاد الروسو نيري للفوز بلقب كأس العالم للأندية و جميع البطولات المحلية الإيطالية. أيضاً نجح في الفوز مع تشيلسي بلقب الدوري الإنجليزي الممتاز، ومع باريس سان جيرمان بلقب الدوري الفرنسي. وفي ريال مدريد نجح في تحقيق اللقب العاشر لدوري أبطال أوروبا، وكأس العالم للأندية وكأس الملك.
ونال على المستوى الفردي العديد من الجوائز البارزة، منها لقب أفضل مدرب أوروبي (2003)، وأفضل مدرب إيطالي مرتين (2003 و 2004)، وغيرها من الجوائز الفردية المميزة محلياً وعالمياً.