لا أدري ما هذه الضجة الكبيرة حول النجم الإسطوري الأرجنتيني ليونيل ميسي ، وموجات الإنتقاد واللوم والشائعات التي تحاصره بعد فشل منتخب التانجو الأرجنتيني في إنتزاع كأس بطولة أمريكا الجنوبية " كوباأمريكا"، وكالعادة تحميله المسؤولية الكاملة، كما حدث من قبل في عدة بطولات أهمها ثلاثة وصل لمباراتها النهائية مع منتخبه ، وهي نهائي كأس العالم العام الماضي بالبرازيل ، ونهائي كوباأمريكا عام 2007 ، ثم هذه البطولة التي إنتهت بفوز تشيلي في المباراة النهائية بركلات الترجيح بعد إنتهاء الوقتين الأصلي والإضافي بالتعادل السلبي . ولا أعتقد أن ميسي يتحمل المسؤولية كاملة أوكان المسؤول المباشر عن خسارة البطولات الثلاث ، بل دائما ما تجد تعرضه للرقابة الصارمة والحصار الفردي والجماعي والتكتيكات الخاصة بشل حركته، مع عدم فهم المدير الفني، لعمل تكتيك خاص لفك الحصار وتحريرميسي ومساندته بالشكل الفعال، وقد ظهر ذلك جلياً أمام تشيلي، حينما إستطاع ساومباولي المدرب الأجنتيني لتشيلي، فرض رقابة وضغط رهيب على ميسي من الثنائي دياز وميدل اللذين نال كل منهما إنذاراً ولكن كانت تساندهما منظومة دفاعية جماعية جعلته يفقد التركيز، ففشل في المرواغة 5 مرات وتم منعه بطريقة مشروعة من الوصول للكرة مرتين وتم إرتكاب 9 أخطاء ضده لمنعه من المرور وكانت الفاولات "شيك"، ولذلك مرر عشر تمريرات خاطئة ولم يسدد سوى كرة واحدة خارج المرمى .. ولم يتمكن زملاءه من مساندته أو التمرير له بطريقة تمكنه من السيطرة على الكرة قبل إنقضاض المدافعين عليه . وللأسف أراد زملاءه خطف دور البطولة من ميسي وخاصة باستوري والجناح دي ماريا الذي ورط نفسه في إنطلاقة بطول الملعب أسفرت عن إصابته بشد عضلي وخروجه مبكراً ، وفشل خط الوسط في إستخلاص الكرات ولم يتحرك المدرب الضعيف تاتا بأي تدخلات أو أفكار لهذا السيناريو المتوقع بل دفع بلافيتزي غير الجاهز وأخرج أجويرو الخطير في توقيت خاطيء ودفع بهيجواين الذي يفتقد التركيز في المباريات الصعبة وأهمل الداهية تيفيزعلى مقاعد الإحتياط، ولما جاءت لحظات التركيز في ركلات الترجيح ، نجح ميسي وفشل باقي زملاءه . ومع ذلك ورغم أنه لم يكن في يومه فقد كان أفضل لاعبي فريقه وكان بالدرجات والتقييم الفني أفضل لاعبي البطولة ورفض إستلام كأسها ، حتى لا يتعرض للسخرية أو الإنتقادات ، ورفض أن يهاجم مدربه الفاشل أو زملاءه الأنانيين والذين تركوه يحارب بمفرده دون دعم . ورغم ذلك كله فأعتقد أنه محارب ولا ييأس وسيكافح من جديد للحصول على لقب مع التانجو في بطولة كوباامريكا القادمة وفي مونديال روسيا 2018 ، ولا أعتقد أن ميسي يفكر في الإعتزال الدولي أومقاطعة المنتخب كما يتخوف من ذلك سيجورا رئيس إتحاد الكرة الأرجنتيني أو أنه سيحاول فرض خطة على الفريق أو يرشح إسم المدرب البديل كما فعل ذلك نجوم أقل كفاءة وموهبة منه . أعتقد أن مشكلة ميسي في المنتخب هو ما أشار إليه اللاعب الدولي السابق ماتياس الميدا: " انه أفضل لاعب في العالم وهو لا يعامل بالطريقة التي يستحقها " .. فهل تعلم الارجنتين ذلك ؟