رغم أن لويس أنريكي المدير الفني لبرشلونة لم يصب شهرة جوارديولا وشعبيته والقيمة الفنية التي يتحدث بها الإعلام الكروي عن ال" بيب " ، فإن حصاد ما قدمه هذا الموسم مع البارسا ، من رصيد النقاط ومن ترشيحه شبه المؤكد للقب الليجا وأيضا فرصته الكبيرة في إحراز كأس اسبانيا وأيضا تأهله بجدارة إلى نهائي دوري الأبطال الاوروبي ، كلها تشير إلى أن أنريكي قد يكون مرشحاً لتجاوز إنجازات جوارديولا التاريخية مع البارسا ، خاصة إذا ما أستمرت فترة تعاقده مع البارسا لأطول وقت ممكن. ورغم أن أنريكي لا يوصف بأنه مدرب عبقري أو إستثنائي، فإنه تمكن من إثبات نفسه والتفوق على العبقري جوارديولا خلال مباراتي الدور قبل النهائي لدوري الأبطال ، ففاز بثلاثية نظيفة ذهاباً ، وخسر 2/3 إياباً بعد أن كان فريقه متقدماً ، ولا يمكن في معرض التقييم والتحليل، البحث عن شماعات لخسارة البايرن من غياب نجوم مصابين أو تألق حارس المرمى المنافس أو التحكيم ، فكل هذه الامور واردة في كرة القدم ، وسواء تألق ميسي وأبدع في المباراة الأولى وسجل هدفاً فذاً ، أوإبتعد عن الإبداع في المباراة الثانية ، فإن البارسا بقيادة انريكي فاز بجدارة في مجموع اللقائين ، وحرم الفريق الالماني من التأهل للمباراة النهائية التي ستقام في بلاده وعلى أرضه ووسط جماهيره، وهاهي إنجازات جوارديولا التي حققها مع البارسا تتكرر مع مدرب آخر ليس بحجمه وشهرته ولاعبقريته ، وبالعكس فقد تراجعت إنجازات البايرن مع جوارديولا بالمقارنة مع العجوز يوب هاينكس الذي أحالوه إلى المعاش من أجل عيون البيب! هاينكس لم يكن يمتلك العديد من الأسماء الكبيرة التي تعاقد معها جوارديولا مثل ليفاندوفيسكي وجوتزة وشابي الونسو والكانترا وغيرهم ، ولكنه حقق الجمع بين البطولات الاوروبية والمحلية في موسم واحد لا يتكرر في تاريخ الأندية إلا كل عقود ، ومنذ جاء جوارديولا ورغم نجاحه في تطوير الأداء التكتيكي والبعد عن طابع القوة والإنضباط البدني إلى أسلوب "التيكي تاكا" بمذاق الماني فيه من الإمتلاك والتمريروالجماليات ما يمتع الجماهيري، ولكنه لم ينجح في الإحتفاظ بسطوة البايرن وسيطرته المحلية وهيبته الاوروبية ، ولا أعتقد أن ذلك يعجب جماهير بايرن التي تفاءلت خيرا مع وصول البيب إلى ربوع الفريق البافاري، ولا أحد يدري لو لم يكن دورتموند في حالته البائسة في هذا الموسم ، بما كان ينتظر جوارديولا على المستوى المحلي. الخلاصة أن المدرب كعنصر مهم من عناصر لعبة كرة القدم ، فهو ليس الساحر ، وإذا لم تتوافر العناصر الأخرى وعلى رأسها خامات ومواهب اللاعبين ، فإن المدرب مهما كانت قيمته وسجله وإنجازاته وشهرته ، لا يمكن أن يضمن النجاح والألقاب ، ولا ننسى المدرب الهولندي الإسطورة رينوس ميشيل صاحب نظرية الكرة الشاملة الذي أحرز لهولندا لقبها الكروي الوحيد في كأس الأمم الأوروبية عام 1988 ، عندما تعرض للطرد خلال الموسم التالي وهو يدرب نادي باير ليفركوزين ، ولا ننسى بالطبع المدرب البرازيلي الشهير كارلوس البرتو باريرا الذي إستعاد للبرازيل كأس العالم عام 1994 بعد غياب ربع قرن ، وفي المونديال الذي يليه تعرض للإقالة مع المنتخب السعودي وغادر مونديال 1998 بعد مباراتين !