في الوقت الذي لم تسر فيه الأمور في مسابقة الدوري الألماني لكرة القدم (بوندسليجا) كما كان مخططا بالنسبة لنادي بوروسيا دورتموند ، يتربع الفريق الألماني بكل فخر على قمة ترتيب مجموعته الرابعة بمسابقة دوري أبطال أوروبا. وعندما يحل دورتموند ضيفا على جالطة سراي التركي غدا الأربعاء ضمن منافسات المجموعة ، سيأمل الفريق الألماني في أن يساعده ظهوره الأوروبي المتميز على إضفاء بعض البريق على حظوظه بمسابقة الدوري المحلي. وربما يكون نجم هجوم دورتموند روبرت ليفاندوفسكي قد رحل عن صفوف الفريق للانضمام إلى مواطنه العملاق بايرن ميونيخ في الصيف الماضي ، ولكن انضمام لاعبين آخرين مثل تشيرو إموبيلي وشينجي كاجاوا وأدريان راموس وماتياس جينتر يظهر أن دورتموند حاليا قد يكون أقوى مما كان في الموسم الماضي. ولكن اكتفائه بجمع سبع نقاط من ثماني مباريات جعل دورتموند أقرب إلى مراكز منطقة الهبوط في البوندسليجا منه إلى المراكز المؤهلة لدوري الأبطال. كما أن منافسة بايرن ميونيخ على اللقب ، الذي يتصدر ترتيب البطولة بفارق 13 نقطة ، تبدو غير منطقية من الآن. وقال مايكل زورك مدير الكرة في بوروسيا دورتموند عقب هزيمة الفريق 1 / 2 أمام كولون بالدوري الألماني يوم السبت الماضي : "لدي انطباع بأننا نعاني نقصا في جميع المراكز .. فنحن نفتقد الهدوء والاتزان في الهجوم ، وفي الدفاع مازلنا مستمرين في منح الهدايا من الأهداف". وأضاف :"من يطلق عليهم قادة الفريق يرتكبون أخطاء هائلة. كما أن خط الهجوم يفتقد القدرة على الاختراق" قبل أن يقول إنه يشعر بأن "هذا هو أصعب وقت يمر علينا منذ سنوات". وتبقى النقطة المضيئة في هذا الخريف القاتم بدورتموند هي بطولة دوري الأبطال. وربما لا يكون آرسنال الإنجليزي أو جالطة سراي التركي أو أندرلخت البلجيكي هم أصعب الخصوم في أوروبا ، ولكنهم بالتأكيد يستحقون الاحترام. وخلال مشواره بدور المجموعات حتى الآن ، لعب دورتموند مباراتين وفاز في كل منهما مسجلا خمسة أهداف دون أن تستقبل شباكه أي أهداف في المقابل. وفي حال عدم التعرض لانهيار ما ، يستطيع دورتموند أن يؤمن المركز الثاني على الأقل في مجموعته بما يؤهله للمشاركة في دور ال16 ، ولكن التهديد الذي يواجهه الفريق باستمرار من أن يؤثر تراجعه المحلي على مستواه الأوروبي يجعل من المستحيل على دورتموند أن يشعر بالراحة أو الاطمئنان. وقال ماركو ريوس :"علينا أن نقاتل كفريق لنبتعد عن القاع. مررت بتجارت كهذه كثيرا من قبل ، وأعرف أن الأمر لن يكون سهلا". وأضاف :"علينا أن نواصل الاجتهاد في العمل ، ومع المحافظة على هذا العمل فإنني واثق من أننا سنعود قريبا إلى طريق النجاح". ولاشك في أن الإصابات لعبت دورا مهما في إعاقة طريق دورتموند بالبوندسليجا هذا الموسم ، فلم يستعد ريوس أو إلكاي جويندوجان أو هنريخ مخيتاريان لياقتهم البدنية إلا مؤخرا. ولكن الكثير من اللاعبين الآخرين بالفريق مازالوا يعانون لاستعادة مستوياتهم المعهودة، فماتس هوميلس على سبيل المثال يبدو بعيدا تماما عن لاعب قلب الدفاع الصلب الذي تألق في بطولة كأس العالم السابقة ، أما حارس المرمى الذي كان الفريق يعتمد عليه تماما في الماضي رومان فايدنفيلر فقد ارتكب خطأ فادحا تسبب في هدف فوز كولون على فريقه يوم السبت. ولكن اللاعبين الجيدين لا يتراجعون في المستوى فجأة بين ليلة وضحاها ، خاصة وأن هؤلاء اللاعبين أنفسهم أثبتوا خلال دوري الأبطال أنهم مازالوا قادرين على اللعب على أعلى مستوى. وقال مدرب دورتموند يورجن كلوب شاكيا عقب مباراة كولون :"لقد قمنا بإطلاق النار على أقدامنا من جديد .. علينا أن نتخلص تماما من هذه الأخطاء ، ليس قريبا أو غدا وإنما الآن". وإذا نجح دورتموند حقا في التخلص من هذه الأخطاء خلال مباراة جالطة سراي ، سيكون ذلك كفيلا برفع معنويات الفريق قبل مباراته التالية في الدوري الألماني أمام هانوفر يوم السبت المقبل. أما الهزيمة في اسطنبول فقد تعني أن أول عثرة في طريق كلوب الممتد لستة أعوام مع دورتموند حتى الآن باتت مهددة بأن تتحول إلى أزمة كبيرة.