هاجم الدكتور محمد جلاء ادريس استاذ الدراسات العبرية والادب المقارن بكلية اداب جامعة طنطا كتابات المستشرقين الاسرائيليين عن الشرق ووصفها بانها محملة بالوعي الصهيوني اليهودي المتأصل موضحا أن الدراسات الاستشراقية للاسرائيليين لاتنفصل ابدا عن الاهداف الصهيونية من الشرق والقدس, ويتضح ذلك في تناولهم لمختلف القضايا التي يسعون فيها دائما لنفي اي علاقة تاريخية بين المسلمين وفلسطين والقدس واضاف خلال الندوة التي اقامها المجلس الاعلي للثقافة صباح اول امس بعنوان الاستشراق. أن تلك الدراسات تفتقر الي الادلة التاريخية علي القضايا التي تسوقها, كما ان بها عبارات غير علمية علي الاطلاق كما اشار ادريس الي الاخطاء الكثيرة في المؤلفات العبرية والاسرائيلية, وقال:90 بالمئة من القضايا التي تثيرها كتابات الاستشراق الاسرائيلية بها اخطاء أما في الفهم او في التأويل, هذافضلا عن الاخطاء التاريخية المجحفة. وكانت الندوة قد بدأت بكلمة للدكتور احمد درويش مقرر لجنة الدراسات الادبية واللغوية بالمجلس الاعلي للثقافة اشاد فيها بالترجمة التي ساقها عناني لكتاب الاستشراق لادوارد سعيد, واصفا اياها بانها ترجمة رائعة وتعتبر في حد ذاتها دراسة في علم الترجمة. واضاف درويش ان عناني لم يقم فقط بتقديم ترجمة رائعة للاستشراق, ولكنه اضاف للنص الاصلي بعدا آخر شديد العمق وقال: دراسة عناني كانت بمثابة دراسة نقدية في علم الترجمة, لانه قدم نوعا جيدا من الترجمة يستقبل فيها مضمون النص الاصلي ويعيها جيدا ثم يعيد اصدارها, فكانت النتيجة ان ترجم لسعيد كمن يؤلف كتابا بلغته واكد درويش: والأهم من ذلك ان عناني اهتم بتأصيل فكر ادوارد سعيد عن الاستشراق. كما أوصح درويش خلال الندوة التي حضرها لفيف من اساتذة الادب والنقد منهم د. محب سعد ابراهيم ود. محمد ابو الفضل بدران, ود. محمد عوني عبدالرءوف, ود. مصطفي ماهر, أهمية التناول النقدي لسعيد المحمل بالوعي الامريكي الحديث في انه كان بمثابة اعادة نظر في مفهوم الاستشراق التقليدي المرتبط لدينا بالوعي الاستعماري وقال: الكتاب قدم منهجا فكريا مغايرا في النظر بشكل نقدي الي كتابات الغربيين عن الشرق, ونقد فكرة التعميم في التناول الغربي الكلاسيكي للشرق, وفكرة الديمومة التاريخية التي تجعل رجل الشرق في العصر الحديث هو نفسه هارون الرشيد السائد في القرون الوسطي, وهكذا يواصل درويش لفت سعيد الي واحدة من عيوب الاستشراق الكبري وهو انه نظر الي الآخر باعتباره موضوعا وليس ذاتا. ومن ناحيتها أكدت مكارم غمري استاذ الادب المساعدة بقسم اللغات السلافية بكلية الالسن ضرورة الاهتمام بدراسات الاستعراب الروسية عن الشرق, وذلك لاهتمام الروس بمسألة ارشفة وتوثيق المخطوطات العربية النادرة ودراستها وتقديمها, وقالت: الاستشراق الروسي يختلف عن نظيره الاوروبي والامريكي, لان روسيا لم تنظر ابدا الي الشرق باعتباره كيانا آخر مغايرا, وانما باعتباره امتدادا طبيعيا لها. واشارت غمري الي الدور البارز الذي لعبه المستشرقون الروس بفضل الازدهار الذي شهدته حركة الترجمة الي الروسية فيما بعد ثورة يوليو, اذ ترجمت المقامات العربية الكلاسيكية والف ليلة وليلة وكليلة ودمنة وحي بن يقظان وعنتربن شداد والادب العربي الحديث ليوسف ادريس والحكيم, واضافت ان تراجع التمويل الحكومي الروسي لحركة الترجمة وارتباطها اليوم بحسابات السوق وحركة النشر, الا ان ذلك لم يثني المستعربين الروس عن تطوير حركة الترجمة, بل وبدأوا الاهتمام بجوانب لم يكن من المتاح الاهتمام بها تحت الحكم السوفيتي مثل الدراسات الدينية, فاصبحت الآن هناك لأول مرة ترجمة روسية للقرآن الكريم.