يجلس عم أحمد السني منكفئا علي هيكل فانوس صاج غير مكتمل بورشته بمنطقة تحت الربع في الدرب الأحمر, وهي أقدم أسواق صناعة الفوانيس في مصر. فوانيس العم أحمد غزت أرصفة مناطق وسط البلد وميدان الجامع وعددا من الأسواق الشعبية والراقية هذا العام, وهو ما يؤكده السني قائلا إن الناس صارت أكثر إقبالا علي الفانوس القديم, رغم تنوع أشكال الفوانيس الصيني. وتراجعت صادرات الفانوس الصيني من30 مليون دولار العام الماضي إلي عشرة ملايين فقط وفقا لتصريحات سابقة لشعبة ألعاب الأطفال في الغرفة التجارية في مطلع شهر رمضان. يبلغ السني60 عاما, ويقول إنه بدأ حرفة صناعة الفوانيس الصاج منذ45 عاما, وأن الفانوس التقليدي لا يلتزم شكلا واحدا كما هو شائع عنه, ففي كل عام يصمم السني أشكالا جديدة, بألوان مختلفة. منها الصاج الأبيض والذهبي, كما تختلف تصميمات الفانوس بين أشكال دائرية ومربعة ومستطيلة وسداسية. وعن أشهر أسماء وموديلات الفوانيس هذا العام يقول: من الفوانيس المطلوبة جدا في السوق فانوس تاج الملك, شويبس, الصاروخ, النجمة, البرج, المسدس, السفينة. ويجمع هذه الأشكال كلها ألوان الزجاج الزاهية ونقوشها الإسلامية, يقول السني: كنا في الماضي نقوم بتلوين الزجاج يدويا, أما الآن صرنا نرسله إلي المطبعة. بعض الناس يأتون إلي السني لطلب تصميمات مختلفة أو عمل الفانوس بخامات أكثر جودة كالنحاس والفضة, هنا يضيف السني لثمن الفانوس ثمن الخامات الجديدة, ويقول إنه لا يستطيع تصنيعها إلا بالطلب نظرا لأن سعرها يكون مرتفعا للغاية, ولا يلائم المستهلك العادي. ورث العم أحمد مهنته أبا عن جد, لكنه يري أنه لم يعد هناك الكثير من الصنايعية والحرفيين الجيدين في صنعة الفوانيس. ويقول: هناك صنايعية أكثر شبابا لكنهم لا يتقنون الحرفة بشكل كاف. وتنتشر صنعة الفوانيس في عدة مناطق بالقاهرة القديمة مثل باب الشعرية وبركة الفيل بمنطقة السيدة زينب. ولجأ العم أحمد منذ عامين إلي تصنيع فوانيس صاج صغيرة يمكن تعليقها في ميدالية لينافس الحجم الجديد الفوانيس الصيني الصغيرة, ويتميز الموديل الجديد بأنه رخيص الثمن وراقي التصميم, إذ يبلغ ثمنه جنيهين, فيما يبلغ سعر الفانوس الصغير ذي الشمعة خمسة جنيهات, وتتنوع الأحجام ليصل سعر أكبرها175 جنيه. اللافت أن العم أحمد يؤكد أنه يظل طوال العام ينتج فوانيس جديدة, ويوضح: هذه المهنة هي مصدر رزقي الوحيد, ونحن نعمل طوال العام حتي نستطيع الوفاء بطلبات الموردين وتجار التجزئة في كافة محافظات الجمهورية, ويضيف أنه لا توجد ورش لتصنيع الفوانيس في المحافظات الأخري. علي العكس من العم أحمد يقول حسام(18 عاما) أنه يعمل مع والده في تصنيع الفوانيس وبيعها, وأنه بدأ في بيع الفانوس الخشبي والذي يبدأ سعره من25 جنيها, ويتميز عن الفانوس الصاج بأنه لا يلهب أيدي الأطفال ولا يشكل أي خطورة عليهم, لكنه مع ذلك يؤكد أن الفانوس الصيني لازال الأعلي مبيعا, لأنه يستلهم أشكال الكارتون وشخوصه التي يفضلها الأطفال بالإضافة لأنه آمن أيضا. رابط دائم :